أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم الصامتي - أفلاطون بين الفلسفة والشعر














المزيد.....


أفلاطون بين الفلسفة والشعر


كريم الصامتي

الحوار المتمدن-العدد: 3843 - 2012 / 9 / 7 - 23:19
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    




لا محيد للباحث في العلاقة بين الفلسفة والشعر من الوقوف عند أشهر من عرفوا في تاريخ الأدب والفلسفة بعدائهم للقول الشعري، ولم يكن هذا الشخص غير أفلاطون الذي لم يني في كتابه الجمهورية عن اعتبار الشعراء صناع وهم وأغاليط ومفسدي العقول. وبهذا كانت الفلسفة مع أفلاطون قد قامت بمحاكمة الشعر وأصدرت بحقه أقصى العقوبات التي يتعرض لها الخونة. والتهمة الموجهة إليه هي حقا تهمة الخيانة. خيانة الحقيقة، خيانة العقل، خيانة المجتمع، وبالتالي خيانة الفلسفة. فأوصى بإقصاء الشعراء من الجمهورية، من أي إجتماع سياسي خليق بأن يحكم حكما يكون نبراسا للعدل.

وقبل تبني أي موقف يعارض أو يوافق أفلاطون في ما ذهب إليه لا بد لنا محاولة الإجابة عن مجموعة من الأسئلة التي نعتقد بأن الإجابة عنها ستكشف لنا خلفيات الموقف الأفلاطوني: كيف تعارضت الأفلاطونية مع الشعر؟ ماهي الحجج التي التي قدمها أفلاطون للتخلي عن الشعر وإقصاءه من المدينة؟ لماذا خص الفلاسفة بالمكانة الرفيعة في نظام المدينة في حين أبعد الشعراء؟ لماذا فصل بين الشعر والفكر؟

1) الجدل تقويض للشعر ونفي له من رحاب الفلسفة

إن المطلع على تاريخ الفكر الإغريقي يجد بأن القالب الشعري كان أساس القول في معظم الأحايين، بحيث كان يتخذ هذا الفكر من الصياغة الشعرية شكلا مفضلا للتعبير عن حقائقه ومضامينه، وهذا كان شأن جل المشتغلين بالحكمة آنذاك. إلى حدود الحقبة السقراطية الافلاطونية - إن صح القول- حيث بدأ أفلاطون يفك أواصر هذا التلاحم الحميمي بين الفكر والنظم، بل بين الفلسفة والشعر، خاصة في كتابه الجمهورية، وعلى وجه التحديد في الكتاب العاشر بحيث يتم فيه الهجوم على الشعر والشعراء والفن بصفة عامة من وجهة نظر فلسفية.

أ- الشعر بما هو إدعاء

ويمكننا القول بأن السبب الوجيه الذي جعل الأفلاطونية - من حيث هي الفلسفة الناشئة التي تتغيى تأسيس خطابها على معايير عقلانية في القول والتفكير- تصطدم بالشعر هو خطابه القائم على الإدعاء، ومن حيث كون الشعر كان مستأثرا بالهيمنة على ذلك الفضاء الذي أرادت الأفلاطونية من حيث هي صياغة جديدة لنموذج الخطاب العقلاني بأن تأسس فيه للجدل والحوار كمنهج فعال لعرض سلطة الحقيقة بما هي شرعية ثبوت حقيقة الخطاب العقلاني التي تضمن صحة الإدعاء وأحقية الكلام للفلسفة على الشعر, عبد الهادي مفتاح:الفلسفة الشعر، منشورات العالم للتربية، الطبعو الأولى، 2008، ص 73 .

ولا غرابة في ذلك خصوصا ونحن نعلم أن المهمة التي حملتها الأفلاطونية على عاتقها في فترة نشوء الفلسفة كخطاب عقلاني، تمثلت في دحض الإدعاء la prétention كما يتأكد ذلك في قول سقراط نفسه إذ يقول: "...من أي نوع أنا؟ إنني من أولئك الذين يروق لهم أن يدحضوا إذا قالول شيئا خاطئا، والذين يجدون لذة في دحض الآخرين عندما يقدمون شيئا غير صائب. ولكن يحبون أكثر أن يدحضوا، وأرى أنه من الأفضل أن تدحض على أن تدحض، لأنه من الأفضل أن نتخلص نحن من أنفسنا من أكبر الشرور على أن نخلص الآخرين. فليس هناك ما هو أقبح من أن يكون لنا رأي خاطئ عن الموضوع الذي يشغلنا..."
platon: protagoras /cratyl / euthydeme / menexème / gorgias / menon. Trad: E. Chambry. G.F.flammarion.1967.p 183.

وما يتحدث عنه سقراط هو الحقيقة التي هي موضع إدعاء، والتي يجب اختبارها كيما نتمكن من دحضها أو إثباتها. ومسألة كهذه لا يمكن إلا أن تستدعي فلسفة يكون الجدل قوامها والبرهان منهجها، ولهذا السبب فإن للجدل وجهان متطابقان: الأول هو الحوار كشكل أسمى لا مفر منه للخطاب. والثاني هو البرهان كمنهج أقوى لعرض الحقيقة التي هي موضع إدعاء واختبار ونفي واثبات. عبد الهادي مفتاح:الفلسفة الشعر، منشورات العالم للتربية، الطبعة الأولى، 2008، ص 74



#كريم_الصامتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دلالة العنوان في المجموعة القصصية -الرقص مع الأموات- للقاص ا ...
- فريديريك نيتشه: إعوجاج الصراط المستقيم
- حفريات في تاريخ قبيلة زعير - المغرب -
- -الحَبَّة والبَارُودْ مِنْ دَارْ القَايْدْ-
- لعل الذكرى تنفع..!
- الإله مات.. الإله حي
- النقد النيتشوي للمسيحية*
- - بلدي وإن جارت علي عزيزة-
- طموح المغرب التنموي وهواجس الجيران


المزيد.....




- جنسيات الركاب الـ6 بطائرة رجال الأعمال الخاصة التي سقطت وانف ...
- الدفعة الرابعة في -طوفان الأحرار-.. 183 فلسطينيا مقابل 3 إسر ...
- -كتائب القسام- تفرج عن أسيرين إسرائيليين وتسلمهما للصليب الأ ...
- بعد 50 يومًا من التعذيب.. فلسطيني يعود بعكازين إلى بيته المد ...
- توأم الباندا في حديقة حيوان برلين: التفاعل بين الأم وصغيريهْ ...
- دراسة تكشف حقيقة الفرق في الثرثرة بين الرجال والنساء
- هل صورك الخاصة في أمان؟.. ثغرة في -واتس آب- تثير قلق المستخد ...
- تاكر كارلسون يصف أوكرانيا بـ -مصدر الجنون-
- لا يوم ولا مئة يوم: ليس لدى ترامب خطة سلام لأوكرانيا
- الصداقة مع موسكو هي المعيار: انتخابات رئيس أبخازيا


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - كريم الصامتي - أفلاطون بين الفلسفة والشعر