|
بدلاً عن محمد غانم-
إبراهيم اليوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3843 - 2012 / 9 / 7 - 23:55
المحور:
الادب والفن
بدلاً عن محمد غانم إبراهيم اليوسف "خبز الرِّجال دينٌ في ذمة الرِّجال"* مثل كردي أعلمنا الزميل سكرتيرتحرير"القلم الجديد" أن شاباً من أحد المحافظات السورية أوصل إليه اعتذارالكاتب محمد غانم، عن تأخره في إرسال مقاله الشهري في الجريدة، وقد كتبه في وقت سابق، إلا أن انقطاع الإنترنت، كما حال الاتصالات الهاتفية وغيرها السبب وراء عدم إرساله في الوقت المحدد، وهوأمرمعروف لدينا في أسرة الجريدة، إلا أن إعلامنا عن إصراره على تواصله معنا كان له وقعه الكبيرفي نفوسنا جميعاً، لأن في الأمرأكثرمن رسالة حول علاقته بأهله الكرد من جهة، وارتباطه بجريدته، لسان حال الرابطة التي منحته العضوية مع عدد آخرمن الكتاب السوريين والعرب. حقيقة، لم أستغرب أن يفعل أبوالمهلب ذلك، فهوذلك الصديق الوفي مع نفسه، ومن حوله، وذلك على ضوء تجربتي الشخصية معه،على امتداد مايقارب ربع القرن من الزمان، وتجلى موقف أبي المهلب-جلياً-وبأكثر، أثناء الانتفاضة 12 آذار، حيث كان في طليعة المثقفين السوريين الذين وقفوا إلى جانب أهلهم الكرد، بل إنه كان في طليعة هؤلاء، وكان صوته مدوياً، ربما بأكثرمن أصوات كثيرين من كتابنا الكرد الذين لم يدلوا بأصواتهم، في حمأة الانتفاضة، حيث صارالنظام يضيق خريطة سوريا على الشعب الكردي، على شكل أنشوطة، في هذه اللحظة المصيرية الحاسمة وقف محمد غانم، إلى جانب أخوته الكرد، من خلال المقالات النارية التي كان يكتبها، وهويدين القاتل، وينحاز إلى الضحية، يكتب عن الشهيد فرهاد، ويأتينا معزياً باستشهاد معشوق الخزنوي، ليتم استدعاؤه أكثرمن مرة، بل واعتقاله في معمعان الانتفاضة، لإسكات الأصوات الأخرى لئلا تنجرلمساندة الكرد،ولقد روى لي بشاعات الزنزانة، والتحقيق، في فرع فلسطين، سيء الصيت، والرائحة الكريهة التي كانت تفوح منه، نتيجة منعه ومن معه من الاستحمام، في فترة "الاستجمام" هذه، إلى أن أفرج عنه، بعدأشهر،كي يرمى في أحد شوارع دمشق، دون أن يكون في جيبه، أجرة الطريق، أوأجرة الحلاق، أوالحمام، فكان أول مافعله، أن يسترق السمع وهوفي الشارع،، لتقوده أذنه إلى أول المارة المتحدثين بالكردية،يقول لهم: أنا صديقكم محمد غانم، أعلموا أهلي في الرقة، وقامشلي أني حر...!. ولكي أكون منصفاً، وأنا أتحدث عن المثقفين السوريين الذين وقفوا مع الكرد، في تلك اللحظة، أتذكرأن التحالف الكردي شكل وفداً مكوناً من أربعة أشخاص وهم:إبراهيم محمود ومحمد الجزاع وعبدالإله الباشا وأنا، وكانت مهمتنا أن نشرح للمثقفين السوريين في دمشق، ماجرى لنا، وما يخطط ضد الكرد، أتذكرأننا التقينا أكثرمن مئة وخمسين مثقفاً سوريا، منهم من كان قد وصلته الصورة معكوسة، عماتم، ومنهم من كان يعرف الحقيقة، وكانت هناك محطات كثيرة لافتة،أبرزهاماقام به الشاعرصقرعليشي،عندماأعد لنا ندوة ومأدبة عشاء في قبومنزله،دعا إليها حوالي عشرين مثقفاً من أبناء اللاذقية وطرطوس-ممن صارالإعلام ينعتهم الآن بالطائفة العلوية-وكيف أن هؤلاء تفاعلوا مع الحدث الآذاري، مبدين تضامنهم الكامل معنا، الصورة التي لايمكنني أن أنساها البتة. منذ أشهر، استلمت رسالة من أحد المقربين إلى محمد غانم قال لي: أتذكر،أن سكرتيرحزب كردي-وهومتوف-قال بعيد انتفاضة آذار:إذا كانت هناك منحتان دراسيتان ستعطيان للحزب"..."، فإحداهما لابن محمد غانم، والثانية لأبناء"فلان" الذين كرسوا وقتهم لفضح المؤامرة-إعلامياً-وكان بيتهم غرفة"عمليات" على حدِّ قوله وآخرين، وسألني: هل ممكن أن يستفيد نجل صديق الشعب الكردي من تلك المنحة؟، بعد أن أنهى دراسته في الطب؟،وهوما استفزذاكرتي، لأكاتب المعنيين بعد ذلك السكرتير، لكي نستمرفي السيرعلى طريق الوفاء، مع من يقف إلى جانينا، ونذرحياته في لحظة ما، في سبيل قضايانا، في الوقت الذي كان يتوارى فيه أبعاض مثقفينا،لائكين نظرية تحويل الهزيمة إلى بسالة..!. لاأدعي، أننا وحدنا ممن حاورواالمثقفين السوريين، حيث هناك بضعة أسماء ثقافية عملت في هذا المجال"من بينها اسم مشعل التمو"،وأرى الآن، في العودة إلى تقوية هذه العلاقةأمراَ ضرورياً،في سوريا المستقبل، لأن لامناص من بعضنا بعضاً، مادامت كل برامج الحركة الكردية تتحدث عن أن"حل القضية الكردية" سيكون"تحت سقف البلاد"، كما، أستدرك هنا، لأؤكد، أن المثقف السوري الذي كان يضع اللائمة على مثيله الكردي، لأنه لم يشرح له أبعاد قضيته، ومعاناته، في ظل سياسات التمييز العنصري، قد بات يعرف ذلك، بل إن هناك من يعرف كل ذلك، وأكثرمنه، بل بات يخط-وهوفي موقع المعارضة- لكي يستنسخ سياسات التميزالشوفيينة ضد الكرد، دون أن يعلمواأنهم يشكلون استنساخ الاستبداد في صورة جديدة، وإن الكردي الذي يعودإليه الفضل،في كسرأولى نصب الدكتاتور،إنما يشترك في الثورة مع أخيه السوري، وإن ثورته لن تتوقف، في وجه أي دكتاتورلاحق، حتى لو ارتدى بزة"تصحيح التصحيح"،أو"ثورة الثورة" إلخ...حتى ينال حقه، ويحل قضيته، كما يروم أبناء شعبه، في ظل استحقاقاته التاريخية، وهويعيش فوق أرضه أباً عن جد...!.
Nanê mêra limêra bi"deyne"*
#إبراهيم_اليوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
طائر الباتروس-1-
-
الأكاديمية العليا للجريمة..!.
-
إعلام الثورة ثورة الإعلام -قراءة نقدية
-
مابعدالأسطورة:
-
الجيلان الإبداعي القديم والجديد:من التنابذ إلى المواءمة
-
إعادة تشكيل العقل
-
الكسل الإبداعي بين الواقع والضرورة
-
أطوارالرئيس الزائف
-
ثلاثة انشقاقات:
-
-الطاغية يتوضأبالدم..!-
-
عيد ناقص
-
إعزازيات.....!?
-
الكرد والثورة: مالهم وماعليهم
-
صدمة الثورة وسقوط المثقف
-
لطفل كاتباً
-
مالايقوله الإعلام السوري؟!:
-
رسالة بالبريد العاجل إلى رفيق شيوعي قديم..!
-
حلب ترحب بكم.*.!
-
كيف أكتب قصيدة؟
-
-قصائدحلب-
المزيد.....
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|