أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد عبدالحكيم - الكنوقراط














المزيد.....

الكنوقراط


محمد عبدالحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 3842 - 2012 / 9 / 6 - 20:53
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


هيمنة النماذج البيروقراطيه على المجتمعات الحديثه أدت لظهور مصطلح مجتمع تكنوقراطي ، و مصطلح التكنوقراطيه صاغه المهندس الامريكي وليام هنري عام 1919 و تعني حرفياً "حكم التكنوقراط" أو "حكم الخبراء الفنيين" ، و يعود المفهوم للمفكر الاشتراكي الفرنسي سان سايمون الذي تنبأ بظهور مجتمع مثالي (طوباوي) يحكمه العلماء و المهندسون و الخبراء ، كلٌ في حقل تخصصه ، يحكمون المجتمع من خلال سلطه مركزيه ، و يطبقون عليه أخر إكتشافات العلم و تطورات التكنولوجيا لحل مشكلاته الماديه و الإجتماعيه و الإنسانيه .
و يرتبط مفهوم التكنوقراطيه بمفهوم التلاقي و مفهوم المجتمع ما بعد الأيديولوجي ، حيث يفترض أن المجتمعات الحديثه لا تدار عن طريق الأيديولوجيات السياسيه و الإقتصاديه بل عن طريق التخطيط الواعي في عالم الإقتصاد و التفكير الإستراتيجي في أمور الدفاع و التوسع المستمر في البحث العلمي ، بمعنى أن التكنوقراطيه تعتبر أن القوه الحقيقيه لأي مجتمع لا توجد في يد ممثلي الشعب المنتخبين و لا في يد السياسيين و إنما في يد الخبراء و الفنيين .

و هناك من يرون عكس ذلك فهم يرون ان حكم الخبراء التكنوقراط هو حكم أصحاب عقل أداتي لا يوجد عندهم أي التزام أخلاقي و لا أية معرفه بالكليات ، فالتكنوقراطي إنسان متخصص في ميدان فني أو عملي معين ، و يعجز عن إدراك أي شئ إلا من خلال تخصصه ، بحيث تكون نظرته للأمور دائماً جزئيه محدوده ، و الخبير التكنوقراطي شخص عظيم الخبره و الكفاءه الإنتاجيه في مجاله ، و لكنه عاجز عن رؤية الصوره الكليه و الاهداف النهائيه ، و لا يخطر بباله أصلاً تغير المجتمع لأن التغير يتطلب رؤيه شامله هو يفتقدها . و التكنوقراطي شخص جامد محافظ تهيمن عليه النماذج الإختزاليه البسيطه لذلك هو لا يعرف أن يتعامل مع الإنسان كظاهره مركبه في عالم الطبيعه .

و مع التجربه العمليه أصبح التكنوقراطي مُسيطراً عليه من قبل السياسيين نتيجة فقده المقدره على الرؤيه الكليه للأمور ، و طبيعة الحياه أن يسيطر الكل على الجزء ، فالسياسي يتميز بنظرته الكليه للأمور بالإضافه إلى رؤيته الشامله لمتطلبات المجتمع و كيفية تطويره . و خير مثال على ذلك أغلب الحكومات في العالم هي حكومات سياسيه و هي ناجحه بإمتياز في إدارة شؤن بلادها ، بينما في مصر أغلب حكوماتها فاشله و تتنافس الحكومات المتتاليه على أيهم حكومه أقل فشلاً ، لأن مصر دأبت على إختيار حكومات تكنوقراطيه بإستمرار ، و هنا سؤال يطرح لماذا تصر القياده السياسيه على إختيار حكومه تكنوقراطيه لإدارة البلاد ؟
لأن التكنوقراطي يسهل السيطره عليه من قبل السياسي ، و السياسي هنا النخبه الحاكمه"الرئيس و حاشيته" ، و أيضاً يتميز التكنوقراطي بوضع حلول جزئيه للمشاكل التي تواجه الشعب و تعتبر كمسكنات ، لأن القياده السياسيه لا تهتم بالحل الجذري لمشاكل الوطن ، أو بالأدق تتعمد إستمرار المشاكل مع اللجوء للمسكنات لإمتصاص غضب الشعب ، لأن هذه سياسة الحاكم المستبد الذي يعمل بالمثل القائل "جوع كلبك يتبعك" . لكن مصر بعد الثوره و هناك رئيس منتخب بإنتخابات حره لماذا لم يحاول الرئيس تغير هذه السياسه المعيبه في حق مصر و يقوم بتعين حكومه سياسيه ؟
بعد حصر السلطه التشريعيه مع السلطه التنفيذيه في يد الرئيس ، و عدم إعادة تشكيل الجمعيه التأسيسيه لوضع الدستور لكي تعبر عن الشعب بكافة طوائفه و طبقاته الإجتماعيه بشكل حقيقي لا يوجد مجال للشك أن الرئيس محمد مرسي هو مشروع حاكم مُستبِد ، و هو يعلم جيداً مبادئ الإستبداد و التي من أهم مبادئه أن تكون الحكومه تكنوقراطيه ، لذلك علينا الحذر و الإستمرار في ثورتنا للقضاء على كل أشكال الإستبداد في مصر ، لأن الديمقراطيه أمر لأبد منه لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في مصر .



#محمد_عبدالحكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصطلح العلمانيه 3
- التنوير
- مصطلح العلمانيه 2
- إتفاقية رودس
- مصطلح العلمانيه 1
- طه حسين مثال للصراع بين الأصوليه و العلمانيه
- أولاد النهارده
- العلمانيه تتعثر بسبب المنتمين لها!! 3
- اكذوبه النموذج الباكستاني في مصر
- ما بين الدوله المدنيه و العلمانيه
- الثور الهائج
- التحالف مع الاصوليين من رابع المستحيلات
- العلمانيه ضروره حضاريه 6
- العلمانيه ضروره حضاريه 5
- عيشوا بشرف جتكم القرف
- العلمانيه ضروره حضاريه 4
- العلمانيه ضروره حضاريه 3
- العلمانيه ضروره حضاريه 2
- العلمانيه ضروره حضاريه 1
- الإسلام لا خير فيه


المزيد.....




- قرار الجنائية الدولية.. كيف يمكن لواشنطن مساعدة إسرائيل
- زيلينسكي يقرّر سحب الأوسمة الوطنية من داعمي روسيا ويكشف تفاص ...
- إسبانيا: السيارات المكدسة في شوارع فالنسيا تهدد التعافي بعد ...
- تقارير: طالبان تسحب سفيرها وقنصلها العام من ألمانيا
- لبنانيون يفضلون العودة من سوريا رغم المخاطر - ما السبب؟
- الدوري الألماني: ثلاثية كين تهدي بايرن الفوز على أوغسبورغ
- لحظة سقوط صاروخ إسرائيلي على مبنى سكني وتدميره في الضاحية ال ...
- سلسلة غارات جديدة على الضاحية الجنوبية في بيروت (فيديو)
- مصدر مقرب من نبيه بري لـRT: هوكشتاين نقل أجواء إيجابية حول م ...
- فريق ترامب الانتقالي: تعليق القضية المرفوعة ضد الرئيس المنتخ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد عبدالحكيم - الكنوقراط