جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3842 - 2012 / 9 / 6 - 17:53
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من غرائب ما كنت أسمعه قول غالبية الناس عن المسلسل الأمريكي(الجميل والجريئة) بأنه من أوله لآخره فسق وفجور, فهذا يتزوج من تلك ومن ثم يتركها ويتزوجها آخر وهكذا, وهم لا يدرون بأن العرب طوال عمرهم حتى اليوم يمشون على هذه السنة, وأولهم صحابة الرسول الذين كانوا يتزوجون من المرأة الجميلة ويطلقونها لتحل لصحابي آخر والدليل على ذلك زواج أغلب الصحابة وطلاقهم ولو كان في عهدهم مجلات ساخرة لتصدرت المجلات وأغلفتها صورا لعبد الرحمان بن عوف ولعاتكة ولتماضر وللزبير بن العوام ولعمر بن الخطاب الملك العربي الوحيد الذي كانت سمعته النسوية أسوأ مما تتخيلونه بين النساء, حتى أن قصة هند بنت النعمان بن المنذر مشهورة عن تاريخ العرب التي تزوجت من الحجاج بن يوسف الثقفي وحين بلغ جمالها عبد الملك بن مروان أمر الحجاج بطلاقها-باتفاق سري- فطلقها الحجاج وتزوجها الخليفة , حتى أن المغيرة بن شعبه طلبها في آخر أيامها وكانت عمياء لا ترى فرفضته قائلة: ماذا تفعل عمياء بأعور ما خطبتني اليوم لجمالي ولا لمالي ولكن لتتشرف بين العرب وتقول أنك تزوجت من ابنة النعمان بن المنذر.
ويقول المؤرخون العرب: عاشا الزبير بن العوام وزوجته أسماء بنت أبي بكر حياة سعيدة مثل قصص ألف ليلة وليلة دون أن تغضب زوجته بزوجها وجه ألله ودون أن يغضب بزوجته وجه الله , ولكن السؤال الأهم الجدلي الديالكتيكي الذي يطرح نفسه بقوة: لماذا انتهت تلك السعادة بالطلاق بعد خلافة عثمان؟ إذا كانوا سعيدان بحياتهما؟, إن تلك السعادة انتهت بزواج الزبير عليها من ثماني نساء ويقال بأن الزبير بن العوام تزوج أول ما تزوج من (أسماء بنت أبي بكر ) المشهورة بجملتها القوية للحجاج التي ذهبت مثلا: (أما آن لهذا الفارس أن يترجل!) واستولد منها الزبير(عبد الله بن الزبير) وطلقها في المدينة المنورة بعد الهجرة وتزوج بعدها بثماني نساء, وعاشت أسماء 100 عام عُميت في نهاية السنوات الأخيرة من حياتها نابذة مجتمع الرجال, حتى أن ابنتها (خديجة الكبرى) بنت أسماء تعاقب عليها عدة أزواج وواحد منهم تزوجها مرتين:عبد الله بن أبي ربيعة ,و جبير بن مطعم بن عدي, . عبد الله بن أبي ربيعة للمرة الثانية وعبد الله بن السائب ..
إن تاريخ ملكات الجمال في مكة والمدينة كان متعبا جدا ويحمل عناوين ساخرة وكان الصحابة الأجلاء لا يتوانون عن إظهار وجههم الآخر المحب للنساء فكان أغلبهم (دنجوانات) و(زير) نساء ,وابنة الزبير(رملة) وأمها(الرباب الكلبية)تعاقب عليها أيضا زوجان, وابنته (هند) وأمها أم خالد تعاقب عليها زوجان, فإذا كان الإسلام دين رحمة وتسامح وعدل بين النساء فلماذا كانت تكثر حالات الطلاق بين الصحابة وأزواجهم؟وكانت الأخبار تتناقل بين الناس كالمنشيتات العريضة هذا اليوم: عاتكة تتزوج من جديد زوجها الخامس, وأيضا: الزبير بن العوام يطلق زوجته(أم كلثوم بنت عقبة) لتتزوج من عبد الرحمان بن عوف ..و..آخر خبر: تماضر بنت الإصبغ تتزوج عبد الرحمان بن عوف ومن ثم يطلقها لتحل للزبير بن العوام, وعنوان جديد: تماضر على كرسي الاعتراف , عاتكة تقول: إشاعات كله إشاعات ..وعنوان آخر مفاجأ: مفاجأة الموسم: الزبير بن العوام يتزوج من طليقة عبد الرحمان بن عوف,وعنوان خطير: هل هذا تبادل للنساء؟ و: عمر بن الخطاب يهدد علي بتزويجه غصبا من ابنته أم كلثوم, وعمر بن الخطاب من جديد يتزوج امرأة من غير موافقتها, ولو كان في أيامهم فساد لتمت ملاحقة عمر بن الخطاب بتهم كثيرة على فساده , ومن المفارقات الغبية في كتب التراث قول المؤرخين الجهلة بأن: الزبير رضي الله عنه لا يرفض الزواج من المطلقات فقد تزوج من (تماضر بنت الأصبغ)وكانت بحق ملكة ابنة ملك,التي طلقها عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه ولا يخطر في بال هؤلاء الجهلة بأن تماضر كانت من أجمل نساء الأرض وكان يلهث خلفها كل من يعرفها ونستطيع أن نشبهها اليوم بنجمات الاستعراض والإغراء في هوليود وأوروبا , وفي الحقيقة هنالك مؤامرة كان يديرها الصحابة على النساء بحيث عبد الرحمان بن عوف يتزوج من أجمل نساء العرب سنة أو سنتين أو ثلاثة ومن ثم يطلقها ليأخذها الزبير بن العوام لترقد تحته سنة أو سنتين كما ترقد الدجاجة فوق البيض وحين يمل منها ويزهق منها ويزهد فيها فيطلقها لكي تفسح المجال لغيره من الصحابة في اقتنائها وليفسح لنفسه بأن تدخل بيته امرأة أو ملكة غيرها على سنة ألله ورسوله, فقد حدث هذا إذ تزوج عبد الرحمان بن عوف من طليقة الزبير بن العوام وهي(أم كلثوم بنت عقبة) وبنفس الوقت تزوج الزبير بن العوام من طليقة عبد الرحمان بن عوف وهي)تماضر بنت الإصبغ.
وهذا أسلوب خاص في تبادل النساء والجواري والإماء.وحين بلغها قول عبد الرحمان بن عوف: ما سألتني امرأة من نسائي الطلاق إلا طلقتها أرسلت إليه(تماضر بنت الإصبغ) تبغي الطلاق فقال للرسولة حتى تحيض ولما حاضت قال حتى تطهر وماطل في طلاقها وأخيرا طلقها وهو على فراش الموت وما زالت في عدتها فأورثها عثمان بن عفان من ماله لأنها كانت على عدتها. في المدينة.
و تزوجت (أم كلثوم بنت عقبة) من أربعة صحابة، وهم من أعظم الصحابة. فتزوجت حب رسول الله زيد بن حارثة الذي قتل يوم مؤتة ، وبعد مقتله تزوجت من الزبير بن العوام، وولدت منه زينب ثم طلقها، فتزوجت مرةً أخرى من أغنى الصحابة كما قلنا وهوعبد الرحمن بن عوف فولدت له إبراهيم وحميداً وإسماعيل، وعندما توفي عنها، تزوجها عمرو بن العاص ، وقد توفيت بعد شهر من زواجه.وقد جاء أجلها(في خلافة علي.
وكذلك تزوج الزبير بن العوام من طليقة عبد الرحمان بن عوف ومن ثم تزوج عبد الرحمان من طليقة الزبير (أم كلثوم بنت عقبة), وهذا لا يختلف عن التبادل غير الشرعي للنساء الذي يتم الآن بصورة متخفية ومكثفة وغير ظاهرة عند أغلب الشرائح الاجتماعية, فالمسألة لو حسبناها من منطلق عقلاني لكانت عملية تبادل للنساء أو كأننا نشاهد فيلما أو مسلسل (الجميلة والجريء),فعاتكة مرة في بيت الزبير بن العوام ومرة في بيت عبد الرحمان بن عوف, وهذه الظاهرة لم يبحثها الباحثون وسكتوا عنها, وقال المؤرخون أيضا.:الزبير كذلك لا يمانع في الزواج من الأرامل فقد تزوج على سبيل المثال من الأرملة (أم كلثوم بنت عقبة) والتي قلنا عنها قبل قليل بأنه طلقها ليتزوجها عبد الرحمان بن عوف, والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا الكل يتناوب على أم كلثوم بنت عقبة وعاتكة وتماضر بنت الأصبغ! أفلا يوجد أرامل غيرهن قد مات أزواجهن في الحرب؟ والجواب واضح وهو أنهم يلهثون خلفهن فقط من أجل تحقيق المتعة الجنسية وكلهم يتبعون مدرسة نسوية واحدة تقتل الزوج لتتزوج من زوجته إن كانت زوجته جميلة, بل ويبيدون قبيلة بأكملها من أجل مصادرة أموالها وسبي نسائها كما حدث مع قبيلة (الحنفية) وهي قبيلة مالك بن نويره وزوجه ليلى وكذلك علي بن أبي طالب حين أخذ منها أجمل امرأة واستولد منها محمد بن الحنفية ,ويقال بأن : الأرملة عاتكة بنت زيد رضي الله عنهما وهي الوحيدة التي أستشهد عنها كل من تزوجوا بها وأول زوج لها هو :عبد الله بن أبي بكر وتزوجها من بعده كل إخوته وأشقاءه, وكان يقع في حبها كل من يتزوجها وكانت تشبه (كليو بترا) في حب الرجال لها ,وقتل زوجها (عبد الله بن أبي بكر) في الطائف فتزوجت من بعده :عبد الرحمان بن أبي بكر فقتل أيضا في الطائف وأوصاها أن لا تتزوج من بعده لشدة هيامه وحبه لها فكانت ترفض أي طالب لها حتى جاءها عمر بن الخطاب, وكان عمر بن الخطاب هو أكثر صحابي مكروه من قبل كل النساء القرشيات وكان لا يقع في نفس أي امرأة حتى وإن لم تجد رجلا يضاجعها ,فرفضته (عاتكة) لسمعته السيئة بين النساء ولقول القرشيات عنه بأنه يدخل البيت عابسا ويخرج عابسا, فأشار على ولي أمرها بأن يزوجه إياها غصبا من دون موافقتها أي من دون رضاها فزوجه إياها ودخل عليها وعاركها وقاتلها حتى في النهاية غلبها على أمرها ونكحها غصبا بعد جهد جهيد وحين خرج من بيتها متعباً ليلة دخلته عليها قال: (أف أف أف) وبعد أيام أرسلت إليه تطلبه بأنني قد تهيأت لك وذلك خوفا منه ومن بطشه من أن يبطش بأبيها وأهلها,وقتل عمر بن الخطاب بعد زواجه منها, وكان من المشهور عن عمر بن الخطاب أنه تزوج من أم كلثوم ابنة علي بن أبي طالب غصبا وكرها تحت التهديد بقوة السلاح : فقد روى الكليني قدس سره بسند صحيح عن هشام بن سالم، عن أبى عبد الله عليه السلام قال : لما خطب عمر بن الخطاب أم كلثوم ابنة علي عليه السلام: قال له أمير المؤمنين عليه السلام: إنها صبيَّة. قال: فلقي العباس، فقال: مالي؟ أبي بأس؟ فقال: وما ذاك؟ قال: خطبتُ إلى ابن أخيك فردَّني، أما والله لأُعوِّرَنّ زمزم، ولا أدع لكم مكرمة إلا هدمتها، ولأقيمنَّ عليه شاهدين بأنه سرق، ولأقطع يمينه. فأتاه العباس فأخبره، وسأله أن يجعل الأمر إليه، فجعله إليه.
وبعد أن قتل عمر بن الخطاب تزوج(عاتكة) محمد بن أبي بكر فقتل أو اغتيل اغتيالاً سياسيا في مصر بتوجيه رسمي من معاوية بن أبي سفيان , ويقال بأن الحسين بن علي بن أبي طالب تزوجها بعد الزبير وقتل عنها في كربلاء, حتى قالت العرب: من أراد أن يموت(او يستشهد) حسب تعبيرهم فليتزوج من عاتكة, وهي بعد زواجها الأخير من محمد بن أبي بكر رفضت الزواج وقالت: لو تزوجت جميع أهل الأرض لقتلوا فخطبها مروان بن الحكم ورفضت , وطلق الزبير ثلاث من زوجاته ليستبدلهن بزوجات جدد وذلك لكي لا يجمع بين خمس نساء أو خمس ملكات ووصيفاتهن والمطلقات هن: أسماء بنت أبي بكر الصديق وأم كلثوم بنت عقبة , وأم كلثوم تلك كان أول من تزوج بها زيد بن حارثة وبعد مقتله في مؤتة تزوجت الزبير بن العوام وطلقها فتزوجها عبد الرحمان بن عوف وعاشت في بيته ملكة ومات عنها الملك فتزوجها ملكٌ آخر وهو عمر بن العاص ومات بعد زواجه منها بشهر.
وتماضر بنت الإصبغ وهي ابنة سيد القوم من (الجندل) من دمشق وأجمل امرأة دخلت على قريش فتوافد عليها القرشيون بعد زواجها الأول من عبد الرحمان بن عوف يسألونها أن ترشدهم على بنات عمها وخالها فكانت ترشدهم على كل ملكات الجمال, ومن شعر عمر بْن أَبِي ربيعة في تماضر :
ألا يا لقومي قد سبتني تماضر جهارا وهل يسببك إلا المجاهر
أرتك ذراعي بكرة بحرية من الأدم لم تقطع مطاها العوابر.
فاستنكرت الملكة أنها تعرفه ويعرفها حين تعلقت بثوبه في فناء الكعبة, وقالت: اشهدوا يا قوم قال لا يعرفني ولا أعرفه.
وأول زوجة لعمر بن الخطاب كانت (قريبة بنت مخزوم) التي بقيت كما يقول المؤرخون على شركها وبقيت معه حتى نزل من القرآن(ولا تمسكوا بعصم الكوافر) فطلقها وتزوجها معاوية بن أبي سفيان لِما أشتهر عنها من جمال ثم لم تلبث أن خلع عنها تاج الملكات فطلقها, وزوجة عمر الثانية: جميلة بنت ثابت الأنصارية, والتي طلقها فتزوجها(زيد بن حارثة).
وأسماء بنت عميس كانت زوجة جعفر بن أبي طالب, وبعد أن مات جعفر تزوجها أبو بكر الصديق لحاجته إلى ملكة عِلما أنها كانت تنكفأ على تربية أولادها ولم تكن راغبة بالزواج إلى أن أسرّ أبو بكر برغبته في الزواج منها, وبعد أن مات أبو بكر وما كادت العدة أن تنتهي حتى تزوجت من علي بن أبي طالب وأنجبت له (عون بن علي) وبقيت معه حتى قُتل.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟