ناس حدهوم أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 19:21
المحور:
الادب والفن
كما لو كنت وحدي
بين خرائب الأمكنة والأزمنة
معلقا بين الهواء والجبل
فنجوت .
كان الطريق مليئا بالحفر .
أقبل الطبال يتأبط تواضعه المعهود
فجأة نزل صديقه الميموني نحو المنحدر
ها قد جمعتنا تلك الخرائب التي دمرها وحافظ عليها الوقت
هناك كان بيتي منعزلا تماما
ثلاثتنا كنا قادمون إليه وقد غمرتنا الدوائر
وكنت أنا وحيدا وخجولا .
دخلنا البيت بعد أن أخبرت أمي - التي كانت قد ماتت قبل حين -
طالبتها بالتنحي عن الطريق
كما كان على التراث أن يفعل
وكان البيت لازال عليه بعض الأثر
وما أن أصبحنا في الداخل
صار الطبال هو صاحب البيت
ونحن في ضيافته
تهيأت لأقرأ قصيدتي
سألني إبن الشاعر الذي جاء للتو من شفشاون /
أين الشعر ؟
قلت / إنتظر ياهذا ريثما أكمل نشيدي
إنتظر ريثما يمر حصان الزمن
الطبال بجانبه كريمته نائمة مثل حورية البحر
ذلك ما فهمت من الإشارات
الحورية كانت تلبس باروكة شعرها أشقر
حاول الشاعر تعديل خصلات شعر إبنته
لكنها تبرمت وتمنعت كما تفعل القصيدة
الميموني يراقب صامتا كأبي الهول ولم ينبس ببنت شفة
إنتهت ضيافتي
وخرجنا نحن الثلاثة من البيت الذي .
المنحدر إنقلب صعودا
مرت قطط الريح مسرعة
ولمع البرق في النافذة البعيدة
الخرائب لا زالت قائمة .
إستيقظت من النوم في هدوء وخشوع
لم يبد لي الحلم مزعجا
كان مجرد حلم عادي لا أكثر
لكن الذي لم يكن عاديا
هو بيت القصيد .
-----------------------------------------------
حلم واقعي ليلة الثلاثاء
04 /09 / 2012 .
#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟