عامر هشام الصفّار
الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 04:29
المحور:
الادب والفن
ن النسوة
تفتح المدينة قلبها للشاعرة الضيف. يستقبلها الجميع فرحانا، ينتظر القلائد على جيد القصائد. الاّهن، جلسن في بيت بعيد، يصدّعون الرؤوس ويحسبون الفلوس.
السعيد
رجل أربعيني أصلع الرأس، مدوّر الوجه، مفلطح الأنف بعينين صغيرتين. أراه من بعيد فأعرفه. يدخل عيادة المرضى المصابين بمتلازمة "المنغولية" فتستقبله الممرضة:
-هل تعرفني..؟
-نعم..هل تتزوجيني..؟!
-أنا متزوجة يا جيرالد. ألا تتذكر؟ لقد كنت حاضرا في حفل زواجي..
يرد: أنت تكذبين.
يبقى هو وحيدا على مقعده، يغني ويضحك ويتصّفح المجلات القديمة، فرحا بيومه السعيد.
اقدام
ظلّ الشاب الأسمر النشيط يصرخ في داخل نفسه أن وظيفته هذه لا تليق بعبقريته، وأنه لن يقضي حياته واقفا على قدميه في سوق المدينة. مضت الأسابيع والشهور، ومضت عشر سنوات كاملة وهو لا زال يردّد مع نفسه مقولته القديمة ويحجم عن الاِقدام حتى لا تزّل الأقدام.
خطأ تقدير
قضى سنة كاملة في سكوت. كان يظن انه بسكوته سيربح منصبا أعلى ويقبض العلاوة السنوية قبل أوانها البعيد. كان مخطئا هو. لأول مرة في حياته يشعر بفرح غامر لأنه أخطأ في تقديره. حرّره خطأه وفتح عقدة لسانه. بدأ بالحديث فبان المستور، وراحت أسماء موظفين كبارا في دائرته تتدحرج ساقطة كأنها الكرة تلعب بها أقدام اللاعبين الشباب.
لوحة
تغيب الشمس في سماء مدينتي-غربتي وتشرق في لوحتي التي رسمتها اليوم. تغرق أشجار مدينتي تحت المطر وتظل الفسائل الخضراء مصطفة بأنتظام على شاطيء نهير صغير رسمته في لوحتي.
لم أنس رسم وجه أمي قرب تنورها القديم وهي تسجره تحضيرا لخبز الصباح الذي لا زلت أشّم رائحته من بعيد.
#عامر_هشام_الصفّار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟