أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - لإزاحة غمامة الشؤم الكارثية من سماء المنطقة















المزيد.....


لإزاحة غمامة الشؤم الكارثية من سماء المنطقة


احمد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1118 - 2005 / 2 / 23 - 11:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يقوم الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش بزيارة عمل الى بروكسل البلجيكية حيث سيجتمع بالمسؤولين في الحلف الاطلسي والاتحاد الاوروبي، كما سيقوم بزيارة بعض البلدان الاوروبية مثل المانيا وغيرها.
والهدف الذي يروّج له من وراء هذه الزيارة في وسائل الاعلام المختلفة هو "المصالحة" واصلاح ذات البين مع الانظمة الاوروبية التي عارضت الحرب العدوانية الانجلوامريكية على العراق ولم تشارك قواتها في اطار "القوات متعددة الجنسيات" التي جندتها ادارة بوش للدوس على كرامة وحرية وسيادة الشعب العراقي.هذا هو الهدف الذي يروّج له ويجري التركيز عليه اعلاميا، اما الهدف الجوهري الحقيقي، المدلول السياسي الاساسي من وراء جولة بوش الاوروبية فتتمحور حول تجنيد اوروبا لدفع عجلة استراتيجية الهيمنة الامريكية ودعمها في تجسيد مخططاتها السوداء في منطقة الشرق الاوسط وغيرها من المناطق تحت يافطة "محاربة الارهاب" المزورة. كما يندرج في اطار هذه الجولة ان يتفهم الاتحاد الاوروبي ازمة العجز الهائل في الموازنة الامريكية وميزان المدفوعات من جراء الانفاق العسكري الهائل على سياسة العدوان الامريكية كونيا الامر الذي ادى الى تخفيض سعر صرف الدولار، سعره التبادلي مع اليورو الاوروبي، مما ادى ويؤدي الى رفع سعر صرف اليورو والإضرار بمكانة التصدير الاوروبي في الاسواق العالمية (سأعود لهذا الموضوع في معالجة قادمة).
ان الرئيس الامريكي، واستنادا الىعدة مؤشرات يرى ان المناخ اصبح مناسبا وملائما، لكسب التأييد والدعم الاوروبيين، السياسي وغير السياسي لاستراتيجية البلطجة العدوانية العربيدة التي ينتهجها كونيا، وخاصة اليوم في منطقة الشرق الاوسط. ومن اهم هذه المؤشرات: الانتخابات العراقية التي شرعنت عمليا الوجود الاحتلالي الانجلوامريكي للعراق واظهرت الغزاة المحتلين وكأنهم يبنون قواعد الدمقراطية في عراق تشتعل ارضه بالنيران ضد المحتلين ومن اجل جلائهم. ولا نقصد بمقاومي الاحتلال عصابات الاجرام التي لا توجه اسلحتها الى صدر الغزاة بل الى قلوب الناس الابرياء من ابناء وبنات واطفال شعب العراق والى قطع رؤوس العمال الاجانب والصحافيين وغيرهم بشكل همجي تقشعر له الابدان، الامر الذي يشوه حقيقة النضال العادل ضد الاحتلال والمحتلين ويغض البصر عن الاحتلال وجرائمه ضد شعب العراق وممتلكاته وسيادته.
كما ان من هذه المؤشرات ما تمخضت عنه القمة الرباعية الاسرائيلي – الفلسطينية – المصرية – الاردنية في شرم الشيخ من "تفاهمات" تستغلها ادارة بوش وحكومة شارون – بيرس بشكل تضليلي للايحاء عالميا ان الادارة الامريكية ترعى وتدفع عجلة التسوية للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني باتجاه السلام والامن والاستقرار، وان شارون قد تغير واصبح رجل السلام والتسوية مع الفلسطينيين وان اكبر مثل على ذلك اقرار حكومة شارون – بيرس في جلسة الحكومة يوم عشرين شباط/ فبراير الجاري بغالبية 17 وزيرا ومعارضة خمسة وزراء الشروع بتنفيذ خطة الفصل مع قطاع غزة بعد خمسة اشهر وعلى مراحل، ابتداء من مطلع شهر تموز الفين وخمسة.
والمؤشر الثالث، التقارب والتفاهم الامريكي - الفرنسي وانسجام الموقف فيما يتعلق بلبنان قبل وبعد عملية اغتيال الرئيس رفيق الحريري الاجرامية، تقديم مشروع القرار 1559 المشترك، الامريكي - الفرنسي، الى مجلس الامن الدولي الذي اقر والذي يعتبر تدخلا فظا في الشأن الداخلي اللبناني وفي العلاقات اللبنانية – السورية. وكما هو معلوم فان فرنسا تعتبر الاكثر معارضة نسبيا بين الانظمة الاوروبية لسياسة الهيمنة الامريكية كونيا وفي الشرق الاوسط انطلاقا من مصالحها الامبريالية الاحتكارية. وهذا التقارب يعزز من مكانة الولايات المتحدة في الحلف الاطلسي ويسهّل عليها تسويق سياستها العدوانية داخل الاتحاد الاوروبي.
لا نستبعد، وكثير من الاحتمالات واردة، ان تستثمر ادارة بوش بالتنسيق مع حكومة شارون – بيرس هذه المؤشرات للتقدم خطوة اجرامية اخرى في تنفيذ المخطط الاستراتيجي العدواني لتحالف الشر الامريكي – الاسرائيلي في منطقتنا، وخاصة ضد سوريا ولبنان وايران – ومحور الشر الامريكي – الاسرائيلي بتنسيق مباشر وغير مباشر مع بعض القوى المأجورة من بين المعارضة اللبنانية يحاول المتاجرة بدماء الرئيس الحريري المغدور لدفع عجلة التآمر ضد لبنان وسوريا. والخطر الاكبر ان ينجح المتآمرون في اشعال نار الفتنة والحرب الاهلية في لبنان. فقوى التآمر هذه تنشط بشكل منهجي تحت يافطة توجيه اصبع الاتهام الى سوريا والسلطة الشرعية اللبنانية من رئيس دولة وحكومة دون الاتيان باية اثباتات دامغة تشير الى المسؤولية عن ارتكاب جريمة قتل الحريري. ويعمل المتآمرون على جبهتين مترابطتين، الاولى: دولية، حيث تفعيل مكابس الضغط الامريكية والفرنسية على مجلس الامن لاتخاذ اجراءات تلزم بانسحاب الجيش السوري من لبنان، والضغط على النظام السوري مباشرة من خلال تهديدات بوش وسحب السفيرة الامريكية من دمشق، فرض لجنة تحقيق دولية حول مقتل الحريري تتجاوز السلطة اللبنانية صاحبة الحق والصلاحية في اجراء التحقيق حتى لو كان بتعاون دولي ينسق معها. فإقامة لجنة التحقيق بهذا الشكل يعني وكأن السلطة اللبنانية متهمة بعملية الاغتيال. وممارسة الضغط الامريكي – الاسرائيلي على سوريا والسلطة اللبنانية لتجريد قوى المقاومة اللبنانية والفلسطينية، من اسلحتها وبنيتها ان كان في سوريا او في لبنان، تجريد حزب الله من السلاح وكذلك المنظمات الفلسطينية.
والثانية لبنانية: اعلان المعارضة اللبنانية عن "الانتفاضة السلمية" ضد السلطة الشرعية بهدف الاطاحة بها من خلال المظاهرات والانسحاب من البرلمان ورفض أي حوار وطني مع السلطة قبل انهاء التحقيق حول مقتل الحريري وقبل خروج القوات السورية. بمعنى اتهام قوى السلطة بمسؤولية قتل الحريري وعدم الاعتراف بشرعيتها. ان هذا الموقف يتناقض مع الموقف العقلاني الذي اعلنه رئيس حزب الله الشيخ حسن نصر الله والبطريرك نصر الله صفير واجتماع "عين التينة" لقوى السلطة والداعي الى الحوار الوطني والوفاق الوطني لتجنب كارثة اندلاع حرب اهلية وقطع الطريق في وجه تدخل قوى الشر الامريكية – الاسرائيلية لتدجين لبنان في حظيرة خدمة استراتيجية الهيمنة الامريكية – الاسرائيلية في لبنان والمنطقة. ففي خطاب عاشوراء الذي تبنى عمليا اجتماع عين التين رسالته الاساسية اكد الشيخ نصر الله الثوابت الاساسية للخروج من المحنة والازمة الراهنة والتي اهمها: تكثيف التحقيق لبنانيا للكشف عن المجرمين قتلة الحريري وغيره لمعاقبتهم وعدم تدويل القضية وعدم الانجرار وراء الشارع والعواطف بل الجلوس "معارضة" و"موالاة" ومختلف الوان الطيف اللبناني حول طاولة الحوار لمناقشة كل القضايا ومن منطلق الحرص على الوحدة الوطنية، التفاهم حول طابع العلاقات اللبنانية – السورية، والذهاب الى الانتخابات الدمقراطية في موعدها، في ايار القادم لانتخاب مجلس نيابي، وتأجيل الموعد اذا اتفق المجتمعون على ذلك.
نأمل من المتعقلين في المعارضة والسلطة اللبنانية ان يدركوا جيدا ان مستقبل لبنان وانقاذه من مؤامرة التدمير المخططة مرهونان بالتوصل الى تفاهم فيما بينهم يتجاوز المحنة ويحافظ على الوحدة الوطنية. فالمخطط الامريكي – الاسرائيلي يجري تجهيزه واعداده ليشمل افتراس المنطقة برمتها. ويُبنى هذا المخطط لاشعال نار الفتنة في لبنان كمدخل ومقدمة لغرز انياب العدوان ضد سوريا ولبنان. فليس من وليد الصدفة ان بوش ربط بين اغتيال الحريري وبين تصعيد التحريض ضد سوريا واملاء خروجها من لبنان واتهامها بايواء الارهاب، وكذلك تصعيد التحريض والتهديد المبطن والسافر ضد ايران الى درجة شرعنة أي عدوان اسرائيلي على ايران بحجة منعها من تطوير وانتاج اسلحة نووية ومن دعم حزب الله في لبنان. كما انه ليس من وليد الصدفة ان ارئيل شارون يربط بين التحريض على سوريا ومطالبتها بالانسحاب من لبنان وبين دعم سوريا "لارهاب" حزب الله وتعاونها مع ايران والادعاء "بان سوريا وايران وحزب الله اصبحوا مركزًا "للارهاب الاقليمي". هذا ما قاله شارون لصحيفة "الاهرام" المصرية والذي يعتبره الرئيس مبارك المسؤول الاسرائيلي الوحيد القادر على انجاز السلام!! أي رجل سلام هذا يا سيادة الرئيس وهو بالامس فقط، في جلسة الحكومة يوم عشرين شباط ارفق قرار الفصل مع قطاع غزة بمواصلة بناء جدار العزل العنصري الذي يقضم عمليا سبعة في المئة من اراضي الضفة اضافة الى الجدار نفسه الذي يعزل عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة، القدس الشرقية عن محيطها الفلسطيني. فبحجة صيانة الامن الاسرائيلي، كما ذكر في "الاهرام" يخطط شارون للانتقاص من ثوابت الحقوق الشرعية الفلسطينية، من ارض السيادة الفلسطينية المحتلة.
ان مهمة الساعة تستدعي من جميع القوى الوطنية في لبنان وفلسطين وجميع بلدان المنطقة، من جميع انصار حق الشعوب في السيادة الوطنية العمل وتصعيد الكفاح لازاحة غيمة الشؤم الكارثية التي تنشرها قوى الشر والعدوان الامريكية – الاسرائيلية من فوق سماء المنطقة. فافشال المؤامرة الكارثية في لبنان ومخطط "السلام الامريكي" باكس امريكانا" في المنطقة الذي ينتقص من حق الشعوب في الحرية والسيادة الوطنية قضية وطنية ومصيرية من الدرجة الاولى.



#احمد_سعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل تخرج جريمة اغتيال الحريري من اطار مخطط العدوان الاستراتيج ...
- في مؤتمره السابع عشر ألحزب الشيوعي اليوناني يطرح استراتيجية ...
- ألانتخابات العراقية في موازنة الواقع وآفاقه
- -حليمة تواصل عادتها القديمة-!
- شارون والمختار العربيد
- ما هو المدلول الحقيقي لتعيين الامريكي ستانلي فيشر مديرًا لبن ...
- -الخدمة الوطنية- في خدمة من؟
- لمواجهة تحديات الانفلات الفاشي
- المدلول السياسي والاقتصادي لاتفاقيات التطبيع الاسرائيلية – ا ...
- صباح الخير بقاء الحال من المحال
- دعوة التمرد الفاليرشتانية في حظيرة قرد يتمرد على خالقه
- صباح الخير يرحم ابو رتيب!
- على ضوء عمليات الهدم والمصادرة في دير الاسد والنقب:ألم يحن ا ...
- هل تجري تهيئة المناخ لـ -باكس امريكانا- في المنطقة؟
- ما هي خلفيّة وآفاق الصراع في اوكرانيا؟
- لتبقَ ذكرى سعدون العراقي خالدة
- هل يولّد مؤتمر شرم الشيخ غير الفأر الامريكي؟
- إعادة انتخاب بوش دالة شؤم وخطر على الامن المنطقي والعالمي
- ميزانية العام 2005: الانياب مشحوذة لزيادة الفقر والبطالة وال ...
- شعب ذاق مآسي النكبة -لن يُلدغ من جحر مرتين-


المزيد.....




- ويتكوف: وفد أمريكي سيتوجه إلى السعودية لإجراء محادثات مع وفد ...
- إيطاليا.. الجليد والنار يلتقيان في مشهد نادر لثوران بركان إت ...
- كيف يبدو مستقبل اتفاق وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل؟
- روبيو ونتنياهو يحملان إيران عدم الاستقرار في المنطقة، ويؤكدا ...
- فيديو: مناوشات مع مؤيدين لإسرائيل أثناء مظاهرة مؤيدة لفلسطين ...
- رئيس دولة الإمارات يستقبل النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ال ...
- سوريا.. هجوم على دورية تابعة لوزارة الداخلية في اللاذقية يسف ...
- سيناتور أمريكي يوجه اتهاما خطيرا لـ USAID بتمويل -داعش- والق ...
- السعودية.. القبض على 3 وافدات لممارستهن الدعارة بأحد فنادق ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على كلمات كالاس حول ضحايا النزاع الأوك ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد سعد - لإزاحة غمامة الشؤم الكارثية من سماء المنطقة