أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - يسرية سلامة - ترمواي الاسكندرية يأخذ زرقتها














المزيد.....

ترمواي الاسكندرية يأخذ زرقتها


يسرية سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 3840 - 2012 / 9 / 4 - 00:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


تراموي الاسكندرية يأخذ زرقتها
كتبت - يسرية سلامة:
خرجت باكرًا أسعى في مناكبها بعد أن قذفت في البحر بهمومي، وقررت هذه المرة وأنا في طريقي للعودة من عملي أن أتخذ "الترام الأزرق" أو التراموي وبالمناسبة اسم مخترع الترام "جيمس أوترام"، وهو أول وسيلة نقل جماعية في مصر وأفريقيا وذلك حين بدأ تشغيلها في عام 1860 بالإسكندرية، وكان الأكثر شعبية فهو يربط ما بين مناطق عديدة في قلب الاسكندرية.
حيث كان في البداية يُجر بالخيول ثم اصبح يسير بالبخار وأخيرًا يتحرك بالكهرباء منذ عام 1902م إلى الآن، حقيقة هو وسيلة جميلة وآمنة فإذا كنت برولتاري أو برجوازي أو أرستقراطي، اسكندراني أو غير اسكندراني. تستطيع أن تنتظر على أي محطة ترام شيك ليمنحك جولة في الأحياء الراقية بعروس البحر المتوسط، مثل محطة الرمل والقائد ابراهيم كذلك رشدي وباكوس وصفر وشوتز وزيزنيا وجناكليس، ومعظم هذه الأحياء التي استمدت أسماءها من أسماء الأجانب من البارونات والباشوات، الذين كانوا يقيمون بها، فتصعد على سلم الرشاقة إلى عربة الجماهير بالدور الثاني دون إخلال بهويتك الاجتماعية لتستمتع بانتقالك في علو وهدوء.
بالفعل شعرت بالأنس حينما تقابلت مع مجموعة من الفتيات والنساء في عربة السيدات المتصلة (بكابينة محمد محمود عبد العزيز) السائق الشاب وهو في العقد الثالث من عمره، الذي تخرج من المعهد العال للتعاون َالزراعي (بشبرا) وهو سكندري أصيل، بدأت معه حوار طويل فقص علي: في البداية كنتُ مضطرًا للعمل كسائق ترام تحسبًا الوقوع في براثن البطالة إلا أنني بمرور الوقت أصبحت أحمد الله على وظيفتي واستمتع بها، خاصة بعد أن تدربت جيدًا على قيادة الترام في مركز تدريب بمحرم بك، والآن أبدأ يومي في الخامسة صباحًا وأفرغ من عملي في الثالثة ظهرًا، يضيف محمد قائلاً: بالرغم من أنني لا أرى البحر أثناء عملي إلا أن طريقي من محطة الرمل إلى فيكتوريا يتسم بالجمال، حيث استمتع بمناظر الخضرة على جانبي الطريق والفن المعماري العتيق الذي أعشقه المتمثل في الطراز اليوناني والإيطالي، والأهم أنني أتقابل مع صنوف من البشر يوميًا بشكل يُكسبني خبرة الحياة، وأحيانًا أجد ممن هم أصحاب إعاقة خاصة يعبرون شريط الترام، لدي إمكانية الفرامل فانتظر حتى يمرون، وتنفرج أساريره بابتسامة خضراء كالظافر المنتصر قائلاً بالزهو السكندري: أشعر أن الترام أصبح فلكلور في الإسكندرية يميزها عن باقي المحافظات فهو مختلف عن المترو في القاهرة، ويقطع حوارنا الكمسري حينما وصلنا محطة سبورتنج _مجسّدًا خفة الظل المصرية_ مازحًا مع محمد (إرضى عني يا محمد عشان أعرف أنام) فضحكنا جميعيًا.
وجدير بالذكر أنه حتى قيام ثورة 23 يوليو عام 1952، كان سائقو الترام من الإيطاليين، ومحصلو التذاكر (الكمساري) من المالطيين، كذلك تلحق بالترام عربة لنقل الموتى ذات لون أسود وبدون أبواب أو نوافذ، وكانت تستغل لنقل الموتى من مختلف الديانات على السواء.
الترام كوسيلة مواصلات تخدم قلب المدينة تعين فئات متنوعة وشرائح متعددة على الإنتقال بشكل سريع وآمن، الطلبة والموظفون يستطيعون عمل إشتراك شهري (أبونيه) ليوفر في الميزانية.لذلك تقول هناء محمد شحاتة وهي (موظفة) تعمل مدرسة بمدرسة المشير أحمد اسماعيل (ابتدائي تجريبي) بمنطقة الابراهيمية: الترام هو وسيلتى اليومية في الانتقال للمدرسة ذهاباً وإيابا، فهو وسيلة سهلة وآمنة وزهيدة الثمن، واستخدمه دائمًا في قضاء حاجاتي لأنه لا يقف في إشارات مرور مثل التاكسي فهو الأسرع خاصة في فصل الصيف.
عبير عطية طالبة بكلية الآداب _ جامعة الاسكندرية_ غالبًا ما استخدم الترام لأنه وسيلة انتقال متوفرة طوال الوقت، ودائمًا ما أستقل العربة المخصصة للسيدات مما يشعرني بالأمان، ولا أتزاحم على باقي وسائل المواصلات العامة خاصة وقت الذروة، علاوة على أن التذكرة فقط بخمسة وعشرون قرشًا.
وتقول دينا طالبة بالمرحلة الإبتدائية في ختام رحلتي، والداي تراجعا في اشتراكي بحافلة المدرسة وجعلوني استقل الترام يوميًا كي يشعرا بالإطمئنان تجاهي ضد الحوادث.



#يسرية_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاسكندرية وصوت كوزموبوليتاني معاصر
- الاسكندرية مدينة الله العظمى
- أنت
- المرأة البدوية تصرخ آملة في التغيير بعد ثورة25 يناير
- الشعب يُريد أن يُحب الرئيس..وصيتي لِيك يا ريس!
- رحلة قصيرة - ومالاقيتش فلوس اروح
- احداث تدمي القلب
- مصر والانتخابات
- سأحاكمك
- نصر أكتوبر المجيد
- علمت عقلي عجيب اللغات
- اين حقي
- عيناك الضيقتان
- زرتُ بلداً تُجنِنُ..... جمالُها يُذهبُ العقلَ!!
- طبعا لا
- خاطرة من الجنة { سيدي أتقبلني زوجة }


المزيد.....




- خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
- النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ ...
- أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي ...
- -هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م ...
- عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا ...
- إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق ...
- مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو ...
- وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
- شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
- فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - يسرية سلامة - ترمواي الاسكندرية يأخذ زرقتها