|
قصص قصيرة جدا
السر الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 3839 - 2012 / 9 / 3 - 09:01
المحور:
الادب والفن
قصص قصيرة جدا **
تقبر الضياء ، تود عودة البارحة ، الجسد الرث يطمر اللون ، رخو الكائن المحدق في الرؤية يتماثل للشفاء ، تتململ ، تحس خرير العودة ، صنع خصيصا أن تنفث رائحة متبقي الحنين ، للطين لغات لا يجيدها الا الماء ،وهو حال الصلد حين يجوز التيمم ، أقامت صلاتها علي حلم نيئ ،حين الفجر كانت الجدة تهرول لتدر حليب أنثي داهمها ( الطمث)
*** • ضل السحاب مربط ( الحجيل) أتاني النبأ، قذفنا كرة النار أعلي الجبل ، هوام الحلم اغدق العشب ، تفتحت بالطريق وردة زل خطاها المسير نحو الطين ، ، وقت ضل الحزن مرسي الكمان ، صار العزف منفردا تصر به الوجوه ، ... *** يمسك باطراف بداية المساء ، نقط بيضاء اتشح بها الشفق ، ينظر للزوال بزفير عميق ، يواصل التلوين ، يحمل قصاصته لها ، يحتفلون باسناد ايديهم للشمس ، تنتصب كما سقط للتو لهيبها بشعره الخفيف ، تبدأ بقراءة تعويذتها المعتادة وتستمر في العدو ، يأتيهم فلق الصبح بطرفة عين ... تردد:- ربما قمنا بافناء انفسنا ،، يردد:- ربما سندبر لوقت اخر
**** **** كم سيسع من الوقت لأقتحام (الفرو ) ، خط النهاية شارف علي ابتلاع ( الغربة) ، ما لم تحسبه أن السوار الذي بساعدها قد هش عني ثقل المراسي، جسدي أراني احمله برفق وأساوي به الأرض ، توهاني بدأ من سفر ( التكوين) ، اخر ما قرأت ان الأرض يحرثها ( ثور) وأخري حلوب ، قذقت لأدني البئر و التقطتني (السيارة) التي بدون مرآتها تاهت خطي قد بدأت ( الحبو) من جديد ،
***** هذا الصباح غادرت الالهة محض وجودها ، خوف مذلة الوقوع ببرثن القبر ، الههم صب كأسه طوق نجاة يعاكس خطو العرافة لتستدير نحوه ، احتفي بنخبه وفق ذاكرة يسدها رحم الجنين ، قاوم المشيم تهتك المعبد و استحي .. .. أدي صلاة تهرب من رائحة دخان الراهبات و بأيديهن ( سبيبة) من شعرهن يخططن بها حدود الممزق من الجسد ، صلين شطر وجه عينيه تكاتب تميمة مؤخرة راهب اعتاد مغازلة غلمان الحي المجاور
**** وقت غابت تبدد الداخل للفراغ ، ايقظ الوشم لونه القاتم ، الماحق يسير بتوان ، يخفي ظله ، تتواري السارية ، يدس هيكله العظمي خلف ابتسامة غضة ، يلعق ما تبقي من الظل و يفتح للحضور اخر أوردته المشروخة
**** القصاصة الأولي ... رقعت جبة الامام بناحية السماء ، حين ( عزرائيل ) يلتف القلم بقامته القصيرة اغلقت المظروف ، كانت العجوز تهم بدفع ماتبقي من رسوم النفايات ، قلمت ظفري بالمبراة و كتبت بشاهد القبر : - كان الملك يمارس العادة السرية ، يتبول بحائط جاري الوحيد عند كل غروب ، بينما نسوة الحي يخضبن شعري بالحناء ، ماتبقي من حبر الصفحة الاخيرة لم يف لدهن عيني ، صبية هزيلين سدوا أنفي من رائحة الوليمة بينما تسكع جلدي خلفهم وانا أنثر لون ( الصفراوية ) علي حطام المئذنة ، كنت أتربص لحتف رصاصة بللتها لهاة جندي اخرس
قد يمشي برجل واحدة ، كلما اتسعت الممرات تنفرد الاصابع، تلهث خلف لون الشفاه و الأظافر ، كان يدس بجيبه لزوجة الحفي ، ينام ليمتطي تسربات الحلم ، الاغماضة تعلن الحرب علي رتوش الكتابة ، تعد خفقان القلب ببطء ، وجد نتف شعره يتمايل حول الراقصين علي القبر ، النساج يقسم علي لوح الكتف ان هذا العظم اخر ما قضمه في العشاء حين لوح اللون بالمغادرة ، الأيادي تحس وقع الغرق علي اليابسة ، كانت ترتديه ثوب زفاف ثمل
****
( اميستاد ) تقل الفوج القادم مع الريح ، تصفع وجهة الشراع زخات المطر ، تهب مواسم ، تسابق النبت خصوبة الطين ، حين الرسوّ ، فتاتي تشعل فتات الشمع المتساقط ، تحرق سبابتي علامة النصر ، نتوءة خاصرة الفتيات تخرج ريحا تشكل الوانه علما جديدا للبلدة ، يغط الحاكم في سبات نوم ترتجف له مخالب قط هزيل ، تعود القافلة تنحت من أعواد الثقاب قبر الجندي المجهول ، خارطة المعركة القادمة اخرجها توا الجراح من بطن الحوت
****
يمثل امامي شبح السكون ، يمتطي الوجه الغارق بتلك ( القشة ) ، يجرجر بعض ثيابي للبوح ،يشتكي حدسي ال( زهايمر ) ، أعلّق بضع سباحتي بوسادة بذرت ملحا غيّر مسام أوردتي ، صوب البحر ترّجلت نوارس كشرّت عن ريش لها أفرخت الطرقات ثلة اسفلت تدحرج نحو الماء ، عميقا كان ظل الثلج حين كسي وجهي ****
ما يفصلني من الوقت رعشة جسد متبق كالحظ النابت بكتفي ، كلما خف وزنه اثقل جناحه متبقي ماء وضوئي ، و لما وردت البحر افرغت ارجلي من القيود لامنحهها بطء متكاسل يرش زعنفتي بما تخبئه ( اوراق ) الاشجار المغلقة للباب المرسوم بخارطة هروبي .. ساوي ظلي طول حذائي المنهك من الحفي ، كانت تراود طيرا بلل جناجه المطر الغارق في العطش ، وانا الملم شظايا الجرح
****
المظروف النابت في الطين يوشي بالجسد ، ينخره ، يتجمد ، لا يبرح لفافته ، يقلق العابرين ، حين التفت اليه ، غمز بمفقوءة لولبية ، تحسبت ، عند المغيب نعت اللوحة لونها الاخير ، صباحا كانوا حولي يشيرون لي بملاءة ملطخة بدمعي و مسبحة بلا عدد .. الخارطة قدت من دبرها ، الحبل السري امدني بلهيب بارد يسرد حكايا الأفول وعنوانا مألوف الخطي يتمرق في الطريق
****
فى الفلاة المجاورة كان يحتل السوق حيزا مواز لحوجتنا ، كنا نربط النقود بأرجلهن ،و ندس ما تبقي ، حين تهزنا الاشواق نفتعل الهروب الي الوجه الغارق في البحر ، نصّفي الماء ، الأنثي التي غرقت بالامس كانت تحيك المناديل و تسهمها بلون احمر يشق القلوب ، الذي بجواري لازال يبحث عن صغيرته المشاغبة و انا امارس دس أعواد ( المحافير ) ..، الكفن يصّر علي النواح بلا دمع ، يسلسل دموره لموراة التبغ المتعفن بلثتي.. عيني تصوب جفيرها ، يحرق ظل القمر ما تبقي من رائحة ثوبي ، بدا المنديل محتشما أكثر مما سبق ****
يرسي الضوء رائحة ( القرنفل) .. أو كذا تبدو ملامحي ، يدرك الغياب الساقط بأحضاني ، يزحزح الجثامين العارية ، يرفل بعض المعزيين العواء ، صدي الصوت تكتمه المئذنة الغارقة في الوحل ، يتوشح الظفر المائل للحمرة كساءا ممزق ، يكمم انفه ، زكمة تغطي الحائط و أنا أمتطي الرمل ابحث عنك، اللوحة تسطع قبيل العاصفة ، تومئ ، تغمز بعين عرجاء تراقص الهذيان ، تعصم روحي، تأوي من غادر الجسد ، رحلت باتجاه تبسمك ألعق ما تبقي من لون ، أوشم شفاة عريضة بباطن رجلي الكسيحة ، أشنق عقلي بمحاذاة الكفن .. انادي !! يخنقني الصوت ، أسمك حرف يتدلي كل مغيب ، تزعجه الأشواك ، صرت بلا جسد أقاوم الطوفان
****
يصيب الهطول ارتجاف مربك ، يدي تلعق متبقي الاظافر ، حين لمحت انثي الشتاء مدفأتي ، غطي وجهي المنهك قربان التودد، أنست نارا بتنورتها ، تقطف النشيج ، اسمع رنة الرئة الهالكة من الدخان ، اهابني الطريق دلفت الي صدر ممزق فاتني ان امسك بقايا التخوم
****
ولج الضوء حزمة تلك الاشواك ، وحل المطر في مدارات العين الغارقة ، الساقطة في ظل ( الحراز) ، التصقت يد النبي بحائط متشقق يردد اغنية القدوم ، الاخري تمسك سفر جديد ،، حين ضل النار درب ذاك الصمت الداوي ، قهقهة النوارس ردت الحلم الي مرقده ليستكين ، الحناء تجر الارجل لختام الرقصة ، شهقت الظلمة ترنيمة الوقت الاخير ، يتقيأ الصغير ماتبق من فتات المشيم ويردد : ان الفجر دكه ضيق خيط رفيع و ارجل الراقصين ، كاد يشنق حنجرتي ، وقت تعلم الغناء علي سلم تقطير الدم .. النبوءة كانت محض اشتهاء ، كنا نرسم انثي من ظل المطر و نود لو تغيب مع الشمس و تلحن للصبار معني الانتظار
**** تطل من الشرفة .. تمارس عادة النسيان ، تصر علي اسقاط الخطوة ثقب الظلمة ، تصارع الضوء ،ونصر الغناء، اجتزّ قصاصتي ، اقرطها اذنك ،نرسم دوائرنا للرقص ، عام مضي ، لم يئن الطبل ، هذا المطر البادئ بعينيك يخمد ( عجاج) الهفوة ، لازالت الالهة تراقب الموقف و تهز ذيولها ، نمشي نتسكع بمرمي منها ، نراودها، و بسجيلنا نكتب ما بدي ، تشبثت يدي ، ضوء الشرفة و الطعم ترهقها ، سقطت بباطن الارض ، نريد رقصة الحصاد القادم مع الظل، فوق الضوء ، كنا نحضن الورد من ميسمه
****
العربة التي أقلت الجند ، تلهو و تعبث بالطريق ،كلما تدحرجت لأعلي فتكها مزيد من الرصاص المرتد ، يهم الاسفلت بابتلاعه ، يتغير لونه ،الهراوات تخترق المسام ، تلد وطنا مشلولا . ، يتساقط الباحثيين عن رغيف الخبز كسنبلة قمح، يلتقفه الطير وراء دخان كثيف ، اشلاء تقبر تلو الاخر ،، حين انتهي الدرس لم يجد استاذ الصف غير انه يستذكر وحده ، انتهي الحبر بالوشم علي ظهور من لم ينجبن، تغير لونه للأحمر، الحاكم بدأ يراقص طبشورة بيضاء ، و انا ابحث عن كفني ، اتجهت القبلة و توسدت اطارا محروقا ، فقد ولدت مخنث اصارع الهباء ****
شئ يتداعي كالمطر .. يفض بكارة الليل .. يختلط الطين و الماء .. و الحجر ثمة غرابة ،حين تستقبل فتاتي الجرح تتلون رائحة الدم ، تحتضر سرا ، ، يبدو أن المذبح خاليا من وجع المخاض ، كل الأشرعة تتجه صوب دروب تفترق و انا انسج علم البلاد بلا لون ، استبيح انتظارها و أشرد مع المغيب
**** للمرايا حزن من نوع اخر ، يبدد ما نراه من فرح مغمور ، يسلب معني ان تري وجهك بتشققاته الحقيقية
**** هذه البلاد تغتصب مرؤة الالهة .. تنضج الثمر في غيره ميعاده ، اهلها يسلكون طريق يدخلك من حيث تخرج قدماك حافية ، تبخل بدمها للمارة ، تبسم علي وجوههم يكشرون انيابهم ، يستحي نملها بشحدة حبات الذرة ، حين كانت نملة خيلاء تقدل وسط المارة التحمها ضابط جمارك لا تعرفه ، جندي الامن أشهر سلاحه لمصادرة سيقانها النحيلة ، وطأ موكب الحاكم الكل، ليواعد فتاة تتعلم الحبو ، ظنها تراقص ( الحراز )، أمتدت احشاؤه فأرزت الغاز المسيل للدموع
****
#السر_الشريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الفرقة الشعبية الكويتية.. تاريخ حافل يوثّق بكتاب جديد
-
فنانة من سويسرا تواجه تحديات التكنولوجيا في عالم الواقع الاف
...
-
تفرنوت.. قصة خبز أمازيغي مغربي يعد على حجارة الوادي
-
دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة
...
-
Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق
...
-
الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف
...
-
نقط تحت الصفر
-
غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
-
يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
-
انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|