حامد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 3839 - 2012 / 9 / 3 - 02:57
المحور:
كتابات ساخرة
طوب ابو خزامة
كان ينتصب في ساحة الميدان طوب ابوخزامة (ولمن لا يعرف ما هو الطوب- هو مدفع قديم ) وحكاية هذا المدفع انه استخدم في احداث فتحة في السور المحيط ببغداد اثناء مهاجمة مراد باشا العثماني لطرد الفرس منها بعد احتلال دام اكثر من خمسة عشر سنة .. ويبدو انه كان لهذا المدفع الاثر الكبير في الانتصار ..وبعد انتصار العثمانين في المعركة نسجت الكثير من الحكايات والاساطير حول طوب ابو خزامة وقد شاع بين البغدادين الكثير من الشائعات والبدع الى درجة ان البغدادي اذا ما رزق بصبي فأنه يؤتى به ويدخلون رأس الطفل في فوهة الطوب للبركة... ولينشأ اولادهم شجعانا لا يرضخون لمحتل او اجنبي طامع .. رغم انه كان رمزا للاحتلال العثماني الذي لم يكن اهون من الاحتلال الفارسي (ما علينا) الا ان العراقيون كانوا يوظفون الرموز توظيفا سياسيا لابقاء جذوة النصر وقيم الشجاعة والفروسية حاضرة في الذاكرة الشعبية.... استمرت هذه العادة فترة طويلة من الزمن وحينما جاء الاحتلال الانكليزي وظفت هذه الموروثات القيمية التي كانت تعبأ الجماهير وتبقي جذوة مقاتلة المستعمر حاضرة في قلوب العراقين جيلا بعد جيل فكانت مقاومة المحتل البريطاني قد اذهلت العالم وجعلت بريطانيا العضمى تذعن لرغبة العراقين وارادتهم وتمضي السنين والتفت من حولي فلا اجد معلما ممكن ان تنسج حوله الحكايات والاساطير لتوظف في ابقاء تلك الجذوة في قلوب العراقين وفي عقولهم لقد تم هدم ما تبقى من الرموز او سرقته العصابات التي تخصصت في سرقة الاثار العراقية او تم هدمه بيد جاهلة عابثة لئيمة ... ان القيمة الحقيقية لمثل هذه المعالم هو ترسخها في ثقافة الشعوب وموروثها القيمي التي توظف لتكون رموزا وطنية وشعبية لها بريق ووهج وقدسية ....لدى الشعوب .....الان نخاف ان نصحوا يوما فلا نجد نصب الحرية منتصبا في ساحة التحرير ....وسيجد المتظاهرين صعوبة في ايجاد ساحة يتظاهرون فيها كل جمعة ... بعد إن أصبح وجود نصب الحرية هو ما يؤرق الكثيرين ......؟
حــامــد الـزبــيــدي
#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟