ماجد الحيدر
شاعر وقاص ومترجم
(Majid Alhydar)
الحوار المتمدن-العدد: 3839 - 2012 / 9 / 3 - 01:21
المحور:
الادب والفن
أناشيد كارمنا بورانا-النشيد الثاني-مع النص الأصلي
ترجمة ماجد الحيدر
رغم أن العدد الكلي لأناشيد كارمينا بورانا الشهيرة، المكتوبة على الأرحج في القرنين الحادي عشر والثاني عشر، هو 254 نصاً، فإن الموسيقار الألماني العظيم كارل أورف لم يختر سوى 24 قصيدة ليشكل منها عمله الموسيقي الضخم الذي رأى النور عام 1936.
في هذه المقاربة، وقد سبقتها محاولات أخرى لأساتذة أفاضل لترجمة جميع الأناشيد أو مختارات منها ومن أبرزها ترجمة د. شاكر مطلق، حاولت التعامل مع هذه الأناشيد الأربعة والعشرين كأعمال شعرية بالدرجة الأساس محاولاً (مع بعض التصرف) نقل روحها الشعرية تاركاً أمر التفاصيل التاريخية والفنية واللغوية لمن هم أقدر مني على ذلك، معتمداً على النصوص الأصلية وهي في الأرجح باللاتينية والألمانية الوسطى مع ما تيسر لي من ترجمات إنكليزية.
2-أبكي جراحات القدر
بعيونٍ هاملات؛
أبكي جراحات ربة الأقدار
بِغَدرِها سلبتْني
كل ما منحتني من هِبات.
قد حقّّ ما خُطَّ في الكتب:
في ناصيتها شعر وفير
لكن إن جَزَتكَ.. ورُمتَ إمساكها
تراها صلعاء القحف!
على عرش ربة الأقدار
لطالما تربعتُ مزهواً
متوجاً بزهور الرخاء
زاهيات الألوان.
ربما أينعتُ يوماً
ورفلتُ بالسعادة والجمال
لكنني اليوم أهوي من عليائي
عارياً من كل مجدٍ
دولاب الأقدار يدورُ ويدور
فأهوي أنا.. خائبا..ذليلاًً
ويصعد غيري
عالياً.. للذُرى
أخبروا العاهل الجالس في الأعالي
أن يخشى الدمار!
مكتوب تحتَ محور الدولاب:
إسم هيكوبا الملكة *
Fortune plango vulnera
stillantibus ocellis
quod sua michi munera
subtrahit rebellis.
Verum est, quod legitur,
fronte capillata,
sed plerumque sequitur
Occasio calvata.
In Fortune solio
sederam elatus,
prosperitatis vario
flore coronatus;
quicquid enim florui
felix et beatus,
nunc a summo corrui
gloria privatus.
Fortune rota volvitur:
descendo minoratus;
alter in altum tollitur;
nimis exaltatus
rex sedet in vertice
caveat ruinam!
nam sub axe legimus
Hecubam reginam.
*الملكة هيكوبا: كانت ملكة طرواة وسيدتها، لكنها إذ سقطت مملكتها، صارت أسيرة ذليلة بيد الإغريق وبلغ من شقائها أن الآلهة قررت، رحمة بها، أن تمسخها كلبةً!
#ماجد_الحيدر (هاشتاغ)
Majid_Alhydar#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟