العولمة

طارق حميد امين

الحوار المتمدن-العدد: 3839 - 2012 / 9 / 3 - 00:09
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    

ان العولمة كظاهرة موضوعية ليست بالجديدة ولا تمثل التزاماً قكرياًاو اتجاهاً سياسياً محدداً على الرغم من إمكانية توظيفها لذلك ولا تشكل آلياتها ضرراً او نفعاً بحد ذاتها ولا هي نزوع للحداثة او الهيمنة بل من الممكن توظيفها لخدمة البشرية والعولمة المعاصرة هي تقنية متطورة الحلقات والاتجاهات استمدت ديمومتها وتطورها من الانجازات العلمية المتلاحقة التي ربطت أجزاء المعمورة المترامية الإطراف من خلال ثورة الاتصالات والمعلومات التي وسعت التفاعلات الإنسانية وعمقت مداركها .
الا ان العولمة في سياقها الحالي تبقى ظاهرة موضوعية فرضها التطور الرأسمالي المنفلت تستهدف فتح الأسواق إمام حركة الرأسمال المتوحش لتحقيق المزيد من الأرباح ولا يتجسد خطر العولمة في إقامة الأسواق المعولمة فقط بل يتعدى الاتجاهات الثقافية والاجتماعية والسياسية الى العلاقات الدولية التي تهدف الى السيطرة على العالم وتكريس الاستبداد المعادي للشعوب بفعل انكفاء الصراع الفكري المرتكز على الخيار الاجتماعي المرافق للنظام العالمي الجديد الذب أدى الى إفساح المجال أمام الأيدلوجية الرأسمالية المعولمة التي تسعى الى التوسع بشتى المجالات لأجل فتح الحدود الوطنية وربط اقتصاديات البلدان بمصالح المراكز الاحتكارية العالمية ولتحقيق ذلك وظفت العديد من المنظمات الدولية كمنظمة التجارة وصندوق النقد الدولي ومجلس الأمن والتي تحولت الى أدوات طيعة للمراكز الاحتكارية التي تسعى الى تعطيل القوانين الدولية الناظمة للعلاقات والى رفع مصالحها الاقتصادية والسياسية وقوانينها الوطنية الى مستوى القانون الدولي بالاستناد الى الشرعية الدولية التي تعمل على اختراق السيادة الوطنية وتعطيل الدورة الاقتصادية والإنتاجية والتعليمية للدول الوطنية التي تتعارض توجهاتها مع العولمة لتدمير التطور الاجتماعي المتحقق في تلك الدول الوطنية والعمل على تفكيكها وصولا الى خلق آليات مناسبة لربطها بالمراكز الاحتكارية العالمية,الا ان هذه التطورات المتلاحقة لمسار العولمة أخذت منحى خطير في تطبيقاتها فالتقنية المتطورة لوسائل الحرب التي استخدمت في العمليات العسكرية لاحتلال العراق وحجم المشاركة الدولية وما سبقها من حصار جائر هو أجد مستلزمات العولمة التي جرى تطبيقها على العراق لاختبار كفاءة النظام العالمي الجديد الذي جرى الإعداد له مسبقا من اجل النفط والمصالح الإستراتيجية للسيطرة على المنطقة ان كل القرارات التي استصدرت ضد العراق تشكل خرقاً فاضحاً للقانون الدولي وانتهاكاً لحقوق الإنسان فالأوضاع الحالية تؤشر ان هناك ضياعاً للحدود الطبقية أدت الى انقسام المجتمع العراقي الى فئة غنية وفئات اجتماعية أخرى هامشية حيث أفرزت العولمة وما رافقها من تجليات الاحتلال التي أدت الى ظهور تمايزات طبقية أعاقة بدورها وضوح الصراعات الاجتماعية والطبقية مما أدى هذا الى تغيب الوعي الوطني والطبقي ودفعة نحو اتجاهات طائفية واثنيه ساهمت بتراجع التقدم الاجتماعي

#طارق_حميد_امين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات