أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - الأمراض النفسية في الأغاني العراقية














المزيد.....

الأمراض النفسية في الأغاني العراقية


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3838 - 2012 / 9 / 2 - 14:38
المحور: الادب والفن
    


‎الأمراض النفسية في الأغاني العراقية

الاغنية تعبير عن مشاعر الانسان نحو نفسه... والآخر. وهي ادراك لحالة وانفعال بها وتجسيد لها. وقد يكون هذا الادراك موضوعيا سليما يمنح البهجة ويفلّ عن الانسان شرنقته فيطلقه ممتلئا بالنشوة والقوة في فضاء لا حدود له، وقد يكون ذاتيا ملتويا يزوي صاحبه في مكان محصور فيغدو له الكون الفسيح أضيق من عنق الزجاجة.
والأغنية من اكثر المواد الاعلامية شيوعا وتأثيرا، وربما كانت اكثر المؤشرات التي يعتمدها الباحثون في تحليلهم الحياة النفسية والاجتماعية للشعوب.
ان الكثير من أغانينا العاطفية مليئة بامراض نفسية، أخطرها المازوشية التي تعني ان الفرد لا يحصل على اللذة والمتعة والمشاركة العاطفية الا من خلال ايلام الذات. ولك أن تعدّ في أغانينا ما لا يحصى: «اجرح... اجرح... وعذّب على كيفك»، «عذّبني اكثر وآني احبك اكثر»، «تعذّبني بليالي جفاك... تلوعني وأظل اهواك»، «حيل اسحن كليبي سحن... وغركني بالهمّ والحزن».
وتنفرد أغانينا بصفة مازوشية غريبة هي التباهي بالحزن! فمن المعقول أن يتباهى الانسان بما يملكه من مال، املاك، اولاد، جاه، حظ... اما ان نتباهى بأينا اكثر حزنا، فتلك بالتأكيد حالة مرضية. والشائع انه ما ان يحضر شاعران شعبيان، من ناظمي الاغاني، في ندوة تلفزيونية حتى تراهما يتباريان «بالدارمي» بما هو أوجع حزنا وافدح مصيبة. والمؤشر الاخطر، أن تقويم الناس لهذا الشاعر او ذاك قائم على أساس هذا المعيار المازوشي! حتى صار حالنا في التباهي بالحزن كحال تلك المرأة التي ذهبت الى صديقتها تشكو همومها فقالت: «ما تدري بيّ الناس، العلّه خفيه... بالكلب سبع زروف ويلاه يخيه»، أي ان الناس لها الظاهر يا أخيتي ولا تدري بأن الهموم احدثت سبعة ثقوب في قلبي. وكان المفروض بصديقتها ان تهوّن عليها الامور، لكنها اجابتها بالدارمي ايضا: «نيالك بدنياك بس سبعه زروف... الكلب منخل صار بيه العمى يشوف»، اي: سعيدة انت اذا كان بقلبك سبعة ثقوب فقط، فقلبي صار منخلا يرى من خلاله حتى الاعمى! وهذا ما صار شائعا بيننا... التباهي باحزاننا. وربما ان الله خصنا بالزيادة منها اكثر من باقي البشر، لأننا نحبها! ولك أن ترى التغالب بضرب الخدود التي تنفرد بها «اللطّامات» العراقيات!
وثمة معلومة علمية هي ان البحوث الحديثة أشارت الى ان فاعلية الدماغ تتراجع حين يتعرض الفرد الى انفعال الحزن، وان الضغوط المصحوبة بالتهديد تؤثر بشكل خطير في كيميائية الدماغ. ولـ33 سنة العراقي «يدق ويلطم» والدارمي يتولى دور الندّابة البارعة بتأجيج الحزن، والاغنية تشيعها حتى صيرت التلذذ بالحزن مزاجا عاما بين الناس.
ان العمر الذهبي للأغنية العراقية هو عقد السبعينيات، ففيه حافظت على أصالة وعذوبة اغاني الستينيات والخمسينيات (داخل حسن، ناظم الغزالي، الكبنجي، يوسف عمر، سليمه مراد، زهور حسين...) كان الطرب فيها للكلمة واللحن والصوت، فمن من جيلنا لا يطرب حين يسمع: «مرينه بيكم حمد، الليلة حلوه... حلوه وجميله، كلي ياحلو منين الله جابك،خطار عدنه الفرح». فيما الجيل الجديد صار يرقص فرحا لأغنية «يمه كرصتني عكربه».
ان الأغاني تعكس القيم السائدة بين الناس، فقبل اربعين سنة كانت قيم المجتمع فيها اصالة وتماسك، واخلاقه كانت مهذبة في الحب والعواطف عكستها أغان مهذبة نظيفة، فيما الآن صارت الأغنية العراقية تافهة، وتحديدا تلك التي التقطها مخرجون خبثاء أدركوا ان جيلا كاملا من الشباب عاش أربع حروب صار في حاجة الى اشباع ما حرم منه فعمدوا الى توظيف «الكيولية» باعادة انتاجهن باجسام وحركات مغرية وتركيز الكاميرا على مناطق الاثارة، فضاع معنى الكلمة والتطريب وصار هدف الاغنية استثارة غرائز حيوانية تشجع على الانحراف، وتحط من قيمة المرأة بتصويرها موضوع جنس... وهذا ناجم عما حصل من تهرؤ للقيم، سببه أن مؤلفي الأغاني والمخرجين لدغتهم ايضا «عقربة الفساد» الأخلاقي!



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقاهي الشعبية ومقاهي الانترنت..سيكولوجيا
- الوساوس الدينية
- ناجي عطا الله..في مجلس النواب العراقي!(فنتازيا)
- المسلسلات الرمضانية وفضائح السلطة
- بغداد..مدينة بلا تاريخ مرئي
- ثقافة نفسية(71):التوتر..يجعلك مريضا!
- ثقافة نفسية(70):جهازك العصبي في رمضان
- الأخصائيون النفسيون وثورات ربيع العرب
- آخر خرافات العراقيين!
- المتقاعد..بمفهوم العراقيين!
- ازدواج الشخصية العراقية – تصحيح مفهوم
- ثقافة نفسية(64):ضغوط العمل والسلوك الاداري
- ثقافة نفسية (64):للأنفعال..ثلاثة وجوه
- المؤتمر الدولي الثاني لجمعية الأطباء النفسيين الأردنية (تقري ...
- خرافات العراقيين وعلاقتها بسيكولوجيا التطير (2-2)
- خرافات العراقيين وعلاقتها بسيكولوجيا التطير
- العراقيون والعنف..قراءة نفسية-اجتماعية (2-2)
- العراقيون والعنف..قراءة نفسية -اجماعية (1-2)
- ثقافة نفسية(63):عاداتك..تحدد نوعية حياتك
- الكليات الأهلية..حكاية مليارت


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - قاسم حسين صالح - الأمراض النفسية في الأغاني العراقية