أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - حركة الإبداع الحر فى مصر والعالم














المزيد.....

حركة الإبداع الحر فى مصر والعالم


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 3838 - 2012 / 9 / 2 - 09:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



هل يمكننا تصور أن الشمس لن تطلع غدا؟

وإذا لم تطلع ماذا نفعل؟

يؤمن أغلب الناس بأن الشمس ستشرق غداً وإلى الأبد، لكن

الحقيقة العلمية تقول إن الشمس كائن حى لها عمر مثل الإنسان والحيوان.

أطرح هذا السؤال لحفز العقل على التخيل والإبداع، ونزع غشاوة الطمأنينة عن نفوسنا، وتدريب عقولنا على الشك فى الأشياء التى نظن أنها ثابتة إلى الأبد.

الشك ضرورى للتفكير المبدع، لا إبداع دون حرية الشك، العقل الناقد الشجاع أساس الإبداع فى العلم والفن وأى مجال، الحياة متغيرة، ينقلب الفرح حزناً دون أن نتوقع.

تفاجئنا الأحداث فيصيبنا الفزع، لا نتوقع الكذب أو الخيانة مثلا، نشعر بخيبة الأمل فى الحياة والناس، نتصور أننا خدعنا، والحقيقة أننا لم نخدع، بل كنا جهلاء بتغيرات الحياة والناس، لم نتعلم الشك فيما يبدو ثابتا، أو التنبؤ بما سيأتى غدا، بل العكس نحن نتربى على اليقين الثابت وعدم التنبؤ بالمستقبل. المستقبل هو الغيب، علمه عندالله.

يمنحنا اليقين راحة نفسية مؤقتة وكسلاً عقلياً دائماً، اليقين يجمد العقل عند حقائق ثابتة فى كل مجالات العلم والفن، الشمس ستشرق غدا بغير شك.

هذا اليقين يمنحنا قوة نفسية ندافع بها عن أنفسنا ضد التغيرات، لكن هذا اليقين «سجن» يعتقل عقولنا داخل حدود المألوف القديم.

كل ما لا نتوقعه مفزع، لا نرى الأبعاد المتعددة للحاضر والمستقبل والحياة والناس، ندافع بالروح والدم عن نظرتنا الأحادية ضد الأبعاد الأخرى للحقيقة.

نتصور أننا امتلكناها، فنصبح سجناءها «الحقيقة»، نغرق فى الغرور والجهل وتضخم الذات، مع تزايد التخصص والسلطة والثروة.

ينفصل طبيب الكبد «مثلا» عن الحياة، بسبب التخصص وأحادية الرؤية، يرى الكبد منفصلا عن الأعضاء الأخرى، والجسد منفصلا عن النفس، والفرد منفصلا عن المجتمع، والوطن منفصلا عن العالم، يعجز العلماء والسياسيون والخبراء عن حل المشاكل الكبرى محليا وعالميا، بسبب أحادية الرؤية، والتخصص القائم على الفصل بين الأشياء.

فى الجامعات المبدعة أصبح طلبة الطب يدرسون الموسيقى والأدب والفلسفة والسياسة، مع التشريح وعلم النفس والبيولوجيا.ويدرس طلبة الفنون علوم التشريح والفيزياء والكيمياء إلى جانب الأدب والفن والموسيقى.

لا يفصل الإنسان الطبيعى بين نصفه الأعلى ونصفه الأسفل، أو بين جسده ونفسه وروحه وعقله وعمله ومشاعره.

هذا الفصل التعسفى مفروض بالتعليم والفكر السائد فى بلادنا والعالم. نعيش فى عالم واحد، مشدود أكثر نحو القهر السياسى الدينى، قائم على العنف والتفرقة بين البشر على أساس الجنس والجنسية والطبقة والدين والعرق وغيرها، يرسخ نظامه التعليمى هذه التفرقة فى العقول والنفوس، يلعب الفكر الأحادى دورا فى التجهيل وتجزئة المعرفة، يفرض الطاعة والتقليد واليقين بدلا من الإبداع والتمرد وحرية الشك.

تقوم الحياة الواقعية على الشك والاحتمالات المتعددة والاختيارات المتنوعة.

يرتكز الفكر الإبداعى على النقد والحدس والتخيل والتنبؤ. نفاجأ كل يوم بغير المتوقع، نجرب كل يوم أشياء جديدة، نكتسب عبر التجارب آفاقا أوسع فى السلوك والتفكير.

تحتاج بلادنا لحركة جديدة للإبداع الحر، تربط بين العلم والفن والفرد والمجتمع والوطن والعالم.

لم يعد هناك فاصل بين المحلى والعالمى، بدأنا ثورة مصرية انتقلت إلى الغرب والشرق، فلماذا لا نبادر بحركة إبداعية جديدة فى مصر والعالم، تواكب الثورات السياسية، التى عجزت عن تغيير الفكر القديم، أو بناء فكر جديد قائم على الحرية والعدالة والكرامة؟.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة ليس لها رأس
- الدستور المأكول وقلادات النيل
- سقوط الأب ونزاهة القاضى
- اغضبى وثورى ولا تستكينى
- لماذا لم تتحرر النساء المصريات؟
- نيوتن.. زويل.. باراك أوباما
- انطقوا الصدق فالتاريخ لن يرحمكم
- نساء ورجال نتاج الفساد
- البرادعى.. زويل.. المنقذ والتبعية
- الرئيس القادم.. الروحانية الصوفية والتحرش الجنسى
- تحت غطاء الصندوق العدالة عمياء!
- النساء والفقراء.. هل ينتخبون أعداءهم؟
- النيل يتدفق فى السويد رغم ظلم العالم
- علاقة الأخلاق بقطع أجزاء من الجسم؟
- أنتخب رئيساً يفتقد شجاعة التعبير؟
- ثغرة الدستور لتسريب «العدل» والنزاهة
- صوت المرأة ثورة
- رغم أنف «أبوالهول» وخطر الحماية
- الرجل خلف الرجل على المسرح
- وكلمات الثورة يسرقونها أيضاً


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - حركة الإبداع الحر فى مصر والعالم