عماد ابو حطب
الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 22:50
المحور:
الادب والفن
قصة قصيرة جدا
مقبرة
بلغ الملل حده الأقصى .فأنا في القبر منذ أن اندلعت الثورة ولم أخرج من قبري لمرة واحدة.الليلة سأتمشى قليلا في الخارج.ما أن أطلت جثتي من فتحة القبر حتى أحاط بي مجموعة من رجال الأمن الذين استغربوا وجودي في هذه المنطقة .صرخ أحدهم:لا بد أنه من الارهابيين .كبلوا يدي وسحبوني الى قائدهم .تفحصني هذا مليا ثم قال:أخضعوه للتعذيب حتى يعترف بكل المعلومات التي لديه.لم يكذب الشباب خبرا وبدأوا في جولة من الضرب والكم بالأيدي والبساطير والكرابيج...وبما أني جثة فلم أحس بأي شيء مما استفز مسؤولهم وظن انه قد تم تدريبي بحرفية عالية لمواجهة اساليب التحقيق.طالبهم بجرعات أعلى من الكي بالسجائر والصعق بالكهرباء...لكن لا حياة لمن تنادي...دب اليأس في قلوبهم فقرروا حملي الى من هو أعلى شأنا منهم.ما أن تحركت السيارة بنا حتى كان القصف قد ابتدء...تركني الشباب وهربوا بجلدهم...هبطت من السيارة ...نظرت من حولي لأعرف اين أنا فلم أعرف المنطقة مع أني ابنها البار...لقد حرث القصف المنطقة وحولها الى خرابا ...لقد ضعت ولم يعد بامكاني الرجوع الى قبري...بت غريبا أطوف في الشوارع الخاوية على غير هدى...لكن ما يعزيني أن الشوارع مليئة بأصدقاء جدد تتناثر جثثهم في كل مكان...وهم لطيفون الى أبعد حد يردون التحية ويصرون على التعرف علي....
#عماد_ابو_حطب (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟