أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ساطع راجي - دولة في العناية المركزة














المزيد.....

دولة في العناية المركزة


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 00:01
المحور: كتابات ساخرة
    


مازالت بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) تقوم بدور حيوي ومهم في مواجهة الازمات التي يتعرض لها العراق، ولم يقتصر الامر على تقديم المساعدة الفنية أو الاستشارية للمؤسسات العراقية بل إن البعثة تمارس دورا حيويا في حث الاطراف العراقية المتصارعة على حل أزماتها ومشاكلها المتواصلة منذ سنوات كما تقوم البعثة وبالاخص ممثلو الامين العام للامم المتحدة المتعاقبون على رئاسة البعثة الاممية، بدعم القرار العراقي فيما يتعلق باقرار القوانين الحيوية وبناء المؤسسات السياسية التي تجعل من النظام الديمقراطي أمرا ممكنا، كما هو الحال في ملف مفوضية الانتخابات وقانون انتخابات مجالس المحافظات ووصل الامر الى دعم اقرار قانون النفط والغاز الذي يسبب غيابه الكثير من المشاكل السياسية فضلا عن تعطيل التنمية الاقتصادية، وهذا لا ينفي إن البعثة وقفت عاجزة أمام بعض الملفات بسبب تعنت الاطراف العراقية ولا مبالاتها بنقص البناء المؤسسي للدولة.
الدور الكبير لبعثة الامم المتحدة يعكس حالة العجز التي تسيطر على الاداء السياسي العراقي وفشل القوى العراقية في انجاز الاستحقاقات التشريعية والتنموية والديمقراطية الا بتحفيز وأحيانا ضغط من جهة أممية راعية وهو ما يعني إن الدولة العراقية مازالت تعيش في غرفة العناية المركزة منذ عشر سنوات ولا شيء يشير الى قدرة دولتنا في الاعتماد على نفسها قريبا لتنفيذ الاستحقاقات التي يتعلق بها مصير الوطن والمواطن.
قبل فترة جددت الحكومة العراقية طلبها بتمديد عمل البعثة الاممية وأشار مراقبون الى إن إستمرار وجود هذه البعثة فيه انتقاص لسيادة العراق هو أمر قد يكون صحيحا من الناحية الشكلية لكن الامر الاكثر أهمية هو ان استمرار وجود البعثة الاممية يؤشر فشلا عراقيا مؤسسيا وسياسيا في التوصل الى حل المشاكل اعتمادا على الاليات العراقية الرسمية الخاصة، ووجود هذه البعثة يؤكد أيضا إن العراق لايعيش ظرفا طبيعيا ولا هو مكتمل المؤسسات ولا هو قادر على الاعتماد على نفسه في حل مشاكله.
الدول التي تمر بمراحل إنتقالية تكون بحاجة الى دعم واستشارة خارجية ومعونات فنية من المنظمات الاممية وكلما طالت مدة المرحلة الانتقالية كان ذلك مؤشرا على تخبط القوى السياسية التي تقود الدولة وغياب الرؤية الواضحة في ادارة المرحلة الانتقالية وتكون الدولة في تلك الحالة أشبه بمريض في غرفة العناية المركز يعيش في ظروف طبية خاصة وقد يفقد القدرة على العيش اعتمادا على أجهزته الحيوية الخاصة ويكون بحاجة الى أجهزة طبية مساعدة تدعم بقائه على قيد الحياة بينما توصف حالته بالموت السريري.
إستمرار الحاجة للدعم الاممي يعني ان العراق ما زال يفشل في حل مشاكله والمثير للقلق ان هذه المشاكل وبفعل العبث السياسي سرعان ما تتحول الى حلبات صراع طائفي وعرقي ونخشى أن يكابر صناع القرار في العراق ويقدمون في لحظة غضب على انهاء الدور الاممي ليثبتوا لانفسهم إنهم قادرون على حل المشاكل بأنفسهم وبلا دعم أممي تحت شعار تحقيق السيادة والاعتماد على الذات، أو أن يتسرب الملل الى البعثة الاممية، وفي الحالتين سيكون العراق بلا محفز لتنفيذ الاستحقاقات ولا جرس إنذار ينبه الى دخول منطقة الخطر.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستقالة صارخة
- زيارة العنيد أوغلو
- الصمت الذهبي
- مخطط تأجيل الانتخابات
- لص وقاتل
- دماء وأموال وضياع
- الملفات المضادة
- إسحبوا المعارضة
- سقوط السقوف الزمنية
- النفط عقيدتنا
- الفارق خمسة ملايين فقط
- مهرجان التصعيد
- مصارعة سياسية حرة
- نفط ويأس وحلقات الفشل
- الاتفاقية العجيبة
- العراق والكويت: الزيارات مقابل الالتزامات
- خطاب الأزمة
- حملات تضليل
- عندما تذكروا الهيئات
- تجاهل 9/4


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ساطع راجي - دولة في العناية المركزة