|
المحررتين ربايعة وأبو ذراع تناشدان الرئيس عباس للعمل من أجل الإفراج عن الأسيرات في سجون الاحتلال الإسرائيلي وتشتكيان من فظاعة السجانين الدروز
نظمي العرقان
الحوار المتمدن-العدد: 1118 - 2005 / 2 / 23 - 11:04
المحور:
القضية الفلسطينية
ناشدت الأسيرتين المحررتين، رويدة ربايعة، وأميرة سعيد أبو ذراع، من محافظة نابلس، الرئيس محمود عباس "أبو مازن"، بالعمل على إنهاء ملف الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإسرائيلي سيئة الصيت، جاء ذلك خلال لقاءين منفصلين مع مكتب المركز الصحافي الدولي، في محافظة نابلس.
وكانت الأسيرتين ربايعة، وأبو ذراع قد نالتا، أمس، حريتهما بعد سنوات من الاعتقال المهين والمذل في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وذلك ضمن عملية الإفراج عن 500 أسير فلسطيني في إطار التفاهمات الفلسطينية - الإسرائيلية في قمة شرم الشيخ.
المحررة رويدة ربايعة، وهي أرملة وأم لبنتين، من سكان رفيديا غربي مدينة نابلس، حكمت لمدة سنتين ونصف السنة، وأفرج عنها بعد أن أمضت منها عامين متواصلين من المعاناة في سجون الاحتلال، عادت لتحتضن أبنتيها مارتينا (7أعوام)، ومادلين (5أعوام)، بفتور لأن حسرتها على زميلاتها بدت واضحة على وجهها المكفهر.
وناشدت المحررة ربايعة بلسان جميع الأسيرات المتبقيات خلف قضبان السجون الإسرائيلية، جميع المؤسسات الحقوقية والدولية، والمسؤولين الفلسطينيين وعلى رأسهم الرئيس عباس للعمل الجاد والحثيث من أجل الضغط على إسرائيل للإفراج عن كافة المعتقلات الفلسطينيات، "خاصة أنهن يعانين قهر السجان الدرزي المستبد الذي بات يضايقهم لأتفه الأسباب"، على حد تعبير المحررة ربايعة، التي أضافت أن الأسيرات أصبحن يتعرضن للضرب المبرح الذي بات وسيلة السجان الدائمة، وأشارت إلى أن الوقاحة وصلت بالسجانين لحد عملية تمزيق ملابس الأسيرات، وكان ذلك جلياً في آخر حادثة اعتداء وقعت بحق الأسيرات خلال شهر تشرين ثاني 2004، بداخل المعتقل....
كما تحدثت المحررة ربايعة بمرارة عن حرمان الطفل الاسير نور من أدنى حقوقه وهي الحصول على ألعاب يتناغم معها ويكتشف من خلالها لغة المخاطبة البريئة...
يذكر أن الطفل نور(سنة وأربعة أشهر) يعاني من الأمراض وانه محروم من الحليب ويحتاج إلى عناية صحية خاصة، وهو ابن الأسيرة منال غانم التي أنجبته داخل السجن.
وتحدثت ربايعة وقد اغرورقت عينيها بالدموع واصفة لحظات توديع زميلاتها الأسيرات لها وهي بطريقها إلى الحرية، قائلة: إن بكاء زميلاتها علا لدى مغادرتها المعتقل، وأنهن أردن أن يبلغن أشواقهن بواسطتها لأهاليهم، محملين أياها دفاتر ملونة ومزركشة تذكارية ورسائل مطولة، توصلها لهم ... وأضافت ربايعة وقد ازدادت دموعها انهماراً قائلة: أن السجان الإسرائيلي حبس كل هذه المشاعر الجياشة وقام بإتلاف تلك المراسيل والهدايا التذكارية البسيطة، وألقاها في سلة المهملات!!!.
وتساءلت ربايعة بألم عن سبب منع الأسيرة منال غانم من حق الولادة الطبيعي، وحق ابنها نور من الطعام والعلاج اللازمان له ككل طفل وجب له أن يترعرع وينشأ نشأة طبيعية، وعن حق تلك الأمهات الأسيرات كفاتن دراغمة، وزهور حمدان، وإيمان غزاوي، من احتضان أولادهن، ولم شملهن مع أسرهن التي بحكم ظروف الاعتقال القاسية تشتت، وتبدد من وراءها أمل اللقاء، وعاتبت كل مسؤول وكل مؤسسة لتقصيرهم بحق هؤلاء الأمهات اللواتي لهن الأولوية في مغادرة المعتقل.
أميرة سعيد أبو ذراع أما المحررة أميرة سعيد أبو ذراع (26عاماً) التي حكمت عام و8 شهور لتغادر أمس قبل ثمانية شهور من انتهاء مدة حكمها، فهي الأخرى أم لـ محمد ابن السبعة سنوات والذي بدا مسرورا للقاء والدته كما عبرت من ناحيتها على فرحة لا توصف لما لاقته مع مجموعة الأسرى المحررين الـ116 من حفاوة واستقبال جماهيري حارين، وقالت تمنيت لو شاركتني هذه الفرحة كل الأسيرات، ولم تخف استياءها من قلة عدد المعتقلات المفرج عنهن مقارنة بعدد الأسرى.....
ولدى سؤالنا عن تجربتها الإعتقالية، تذكرت أبو ذراع وبحرقة كيف كانت تهان وتشتم بأبذأ العبارات خلال فترة التحقيق القاسية وكيف خضعت لما يسمى بـ"الشبح" الممنوعة دولياً، لساعات طوال، كما خضعت لجهاز كشف الكذب.
وفي معرض حديثها عن رفيقاتها في المعتقل، تحدثت وبألم عن سوء حالهن من طعام سيء واكتظاظ في الغرف، وتطرقت أيضا إلى أحداث 28/11/2004 حين قام السجانون بضرب ممثلة الأسيرات بالهراوات إلى جانب عدد من المعتقلات الأخريات اللواتي حاولن الاحتجاج، فيما قام الجنود بتمزيق ملابسهن، كل ذلك على مرأى ومسمع منهم مما بث الرعب بنفوسهم.
وتساءلت أبو ذراع بمرارة:" فما حال الطفل نور الذي كان يشاهد كل هذا؟ وانتهى الأمر بعزل البعض منهن ومن بينهن منال غانم وطفلها نور وحرمانهما من الطعام.
وتؤكد المحررة أبو ذراع أن بعد مغادرتهما العزل الإنفرادي كان نور يشكو من ارتفاع في الحرارة ورفضت إدارة السجن تزويده حتى بمخفض للحرارة، واعتمدت الأسيرات الكمادات لمساعدته على تخفيض حرارة جسمه.
وتضيف أبو ذراع: "توقعنا أن وجود سجانين دروز أي مسلمين مثلنا سيخفف من معاناتنا، إلا أن الأمر ازداد سوءاً خاصة حين بدلت إدارة السجن كبار السن بالشباب منهم، فبدءوا يتطاولون علينا ويتعدون حدود الأدب معنا بحركاتهم السيئة وكلامهم البذيء، ولم يكونوا ليتراجعوا حتى أمام الأمهات من المعتقلات اللواتي يتجاوز أعمار البعض منهن الأربعين.
وفي تأكيد منها على سوء المعاملة وأساليب المضايقة المستمرة، قالت إن السجانين يعملون على افتعال المشاكل واستفزاز الأسيرات لتعاقب بعد ذلك كل أسيرة بدفع غرامات مالية تتراوح ما بين (300) شيكل و(450)، وتقول أن الإدارة تختار تطبيق هذا الإجراء بحجة وبدون حجة وفي الفترات التي تصل فيها الحوالات المالية لنا سواء كانت من قبل الأهالي أو من قبل التنظيم لتحرمنا بذلك من الحصول على ما نحتاجه من الحاجيات الضرورية ونضطر لتناول أكل السجن السيئ، ونرضى بما يقدموه لنا.
كما تطرقت المحررة أبو ذراع إلى اسلوب ثانٍ تنتهجه إدارة السجن للعقاب، وهو حرمان الأسيرات من زيارة ذويهن لمدة تتراوح ما بين 3 و 6 أشهر، مع العلم أن قرار السماح بالزيارات جاء حديثا خاصة لمحافظتي جنين ثم نابلس.
وأكدت أبو ذراع أن إدارة السجن لم تقم بإرجاع الكتب الدراسية التي صادرتها من الأسيرات على مرتين سابقتين، حتى أنها حرمت الأسيرات من تقديم امتحانات الثانوية العامة "التوجيهي"، مما شكل ضربة قاسية للأسيرات، حيث لم يسمح إلا لواحدة من مجموع 13 وهي عبير ندى التي بدورها رفضت إجراء الامتحان تضامنا مع رفيقاتها.
وناشدت المحررة أميرة أبو ذراع كما زميلتها الأسيرة رويدة ربايعة، الرئيس محمود عباس حتى يهتم بوضع الأسيرات الأمهات وصاحبات الأحكام الطويلة أي المؤبدات وأن يعمل مع الحكومة على متابعة ملفهن والسعي للإفراج عنهن ضمن الاتفاقات المقبلة".
يذكر أن جماهير محافظة نابلس، شمالي الضفة الغربية، قد استقبلت أمس 116 أسيراً محرراً، من بينهم أسيرتين محررتين فقط وهن: رويدة ربايعة، أميرة أبو ذراع.
ويشار أن قوات الاحتلال لا تزال تبقي على اعتقال 31 أسيرة من محافظة نابلس، بينهن 5 قاصرات، من بينهن من حكم بأحكام عالية، مثل الأسيرة سماح خليل أحمد على عبد الله(16عاماً)، حيث حكم عليها بـ 5 أعوام، منها عامين ونصف العام مع وقف التنفيذ، إضافة إلى غرامة مالية بقيمة 3 آلاف شيكل (الدولار يعادل4.37 شيكل)، كما من بين الأسيرات أمهات مثل الأسيرة إيمان غزاوي (30عاماً)، وهي أم لطفلين، ومحكومة بـ 13عاماً، وفاتن محمد كايد دراغمه(30عاماً)، وهي أم لسبعة أطفال وحوكمت بـ 8 أعوام، منها 3 أعوام مع وقف التنفيذ، وزهور عبد أبو فياض حمدان(41عاماً) وهي أم لتسعة أطفال، التي حوكمت بتاريخ 07/011/2004 لمدة 8 أعوام فعلية. / المركز الصحافي الدولي
#نظمي_العرقان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يـــــوم كـــّنــــا هــنـــــاك...
-
اكتب ماشئت ولا تخجل...رداً على متى تكون الدولة عربية ؟!-غسان
...
المزيد.....
-
ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا
...
-
السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا
...
-
-صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ
...
-
بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا
...
-
مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع
...
-
إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا
...
-
مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا
...
-
من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
-
غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ
...
-
طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|