أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - قتل العمل الجاد في فلسطين














المزيد.....

قتل العمل الجاد في فلسطين


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 18:41
المحور: القضية الفلسطينية
    



للأسف يضيع الفلسطينيون وقتا ثمينا من تاريخ قضيتنا، فهم في مرحلة النكايات، وخلع الأساسات، وإنزال ما يستر عوراتهم في رحلة مخدر طال مفعوله، حتى أصبحنا مثل الاسترتيز يتفرج علينا كل شواذ العالم، ونسعد ببيان عوراتنا، ليس لبيان فحولتنا، بل لاستجلاب بخس من الشان والشنشان الكاذب، وبعض السقط من الدولار، وتأمين الغد بشكل فردي .... إنه السراب القاتل، والمدمر، للاهثين خلفه.

بالأمس مات نصف الوطن، وشيع إلى مثواه الأخير، والنصف الآخر سكر حتى الثمالة، فسقط في بركة ماء من بقايا أمطار الاحتلال.

في كل بلاد الدنيا جزء من الفلسطينيين يرقصون بمكاسب السلطة والمال، والجزء الآخر يكتب شعرا على ما فات من مجد، وكلايهما قدما خدمة للمشروع الصهيوني، بأنهم لا يريدون فلسطين، إلا الفقير لازال لديه حلم العودة يبحث عمن يشتريه بقوت يومه في عصر مليارات المليارات بعد أن أصبح غير قادر على الصمودالمقصود.

حالة فلسطينية فريدة يمر بها شعبنا بعد أن كانت وجهتنا الاحتلال والأرض أصبحت وجهتنا جيوب المتآمرين الجدد، وبقيت وجهتنا الأرض، ولكن أرضا خاصة للعائلة والأولاد لعمل فيلا ومسبح ولو بأموال الغلابة الصامدين.

في فلسطين لم تستطع جماعة أو أشخاصا من بناء موقف، أو لوبي، أو، تجمع، أو، كتلة، لإحداث توازن، أو، نهوض، لحالة حية لهذا المجتمع، وذلك فقط، لأن، من، يحاول العمل الجاد، يجد الجميع في حرب ضروس ضده، وبكل أنواع الملاكمة بالقفازات، أو، المنزوعة القفازات، حتى يطيحوه أرضا، ويعود لمصاف المهزومين ...

ما سمي بالقادة والكتاب والمثقفين يحتاجون مطبعة دولارات لعلاجهم من تلك الحالة، وكلهم يتمنى المطبعة بكاملها ... هذا ليس نقص أموال، ولكنه مرض الصرع نتيجة كراهيتهم للوطن، وحلت صورة الدولار في مخزن العقل الفلسطيني بدل خارطة فلسطين، وتقفز في كل عمل قبل كل الصور.

معقول شعب بكامله بهذه المحنة الكبيرة لم ينتج كاتبا حقيقيا، أو، أديبا فذا، أو شاعرا ملهما، أو قائدا منقذا، يعرف سر ثورة التصحيح، لتخرج خلفه الجماهير الغفيرة.

معقول شعب الثورات والانتفاضات المتواصلة في فلسطين، الذي علم الدنيا، قد رسب في امتحان الخروج للشارع، ولو بلباس موحد للتعبير عن رقضه للواقع ... هناك خلل ... أعيدوا فحص ما تأكلون فقد يكون طعامنا ليس للاستخدام الآدمي، وإلا ،فمن أين جاءت التنبلة، والركون، وبطء التفكير، وزناخة المخ، وانتهازية المواقف، وفقدان البوصلة، وعدوانية السذج نحو العمل الجاد.

قبل أيام كنت أسير بسيارتي في شارع بهدوءمن شوارع غزة، وعلى جانب الشارع توجد حاوية للزبالة، نزل منها قط يتمشى لقطع الشارع أمام سيارتي، فاقتربت السيارة منه كثيرا، واستخدمت زامور السيارة، ولكنه لم يكترث بالمرة، ورفع رأسه ناحيتنا باستغراب و،استنكار، وواصل مشيه البطيء، فاقشعر بدني من تلك النظرة، التي أراها باستمرار في قطع الطريق من أهل غزة .. عندها قلت لزوجتي التي كانت بجانبي، ورأت المنظر، وتعجبت من نظرة القط لنا، وتبادلنا الديث باندهاش شديد، فقلت لا يمكن أن يسير قطا بهذه الطريقة، وهذه النظرة الاستنكارية، إلا أن يكون قد حصل على بواقي ترامال في الزبالة فتصرف تصرفا غزاويا خالصا.
انتبهوا طريق العمل الجادهنا في خطر وعلى سالكيه الحذر، فقد تواطأ الجميع على اعاقة الجميع، ونكى الجميع بالجميع، حتى، البيئة، والمناخ، والحيوانات.
31/8/2012م



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا لحماس
- أيها المنكسرين والمهزومين
- مطلوب محاكمة شعبية للرئيس
- أينكم والاستعصاء
- أين كتاب ثورة فلسطين الجديدة
- أين الثورة في فلسطين
- أين القائد
- بيعو وتريح منو
- الضربة القاضية .. عرفات .. ولكن !!
- فلسطين البديلة/دولة غزة .. لن تكون
- ناصر اللحام .. موفاز .. وسلامتك شامي الشامي
- يا ثوار مصر .. نعم للثورة في فلسطين
- المصريون أبدلوا الديكتاتورية بالاستئصال والظلامية
- اقرءوا شعبنا جيداً ... يا حكام الأمر الواقع !!!
- طوبى لمن لم ينتش من الوطن إلا حُبَهُ
- بعبعة حماس وسقوط عباس
- مطرقة المصالحة وسندان الدفاع عن القلاع
- جنون المونو دراما
- الركام الجارح
- رسالة التجمع الثالث في فلسطين تحت التأسيس (2)


المزيد.....




- بدولار واحد فقط.. قرية إيطالية تُغري الأمريكيين المستائين من ...
- عوامل مغرية شجعت هؤلاء الأمريكيين على الانتقال إلى أوروبا بش ...
- فُقد بالإمارات.. إسرائيل تعلن العثور على جثة المواطن الإسرائ ...
- واتسآب يطلق خاصية تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل إسرائيلي في الإمارا ...
- إسرائيل تعلن العثور على جثة الحاخام المختفي في الإمارات
- هكذا يحوّل الاحتلال القدس إلى بيئة طاردة للفلسطينيين
- هآرتس: كاهانا مسيحهم ونتنياهو حماره
- -مخدرات-.. تفاصيل جديدة بشأن مهاجم السفارة الإسرائيلية في ال ...
- كيف تحوّلت تايوان إلى وجهة تستقطب عشاق تجارب المغامرات؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - طلال الشريف - قتل العمل الجاد في فلسطين