أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - شهدي عطية - مصر بين حزبين














المزيد.....

مصر بين حزبين


شهدي عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3836 - 2012 / 8 / 31 - 02:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


منذ تأسيس حزب الحرية والعدالة بعد ثورة يناير، وخوضه انتخابات مجلسي الشعب والشورى، بدأت تنهال الكتابات في مقارنة هذا الحزب المولود من رحم جماعة الإخوان المسلمين، بالحزب الوطني المنحل. وزادت حدة المقارنات بعد فوز محمد مرسي مرشح الحزب برئاسة الجمهورية فبات الكثيرون يصفون حزب الحرية والعدالة بالحزب الوطني الجديد، وهذا التشبيه قطعا لم يأت من فراغ، فمفاده عدة أسباب أولها أننا كمصريين عشنا ثلاث عقود وأكثر تحت وطأة ما سمى بالحزب الوطني الديمقراطي وشاهدنا كيف تحكم هذا الحزب في كل مقاليد الأمور في الدولة المصرية وكيف سيطر على الإعلام في كل مجالاته محاولا تضليل وعي الجماهير. ثانيا - وهى نتيجة للأولى أن عبارة حزب أغلبية أصبحت تؤرق المصريين مما يجعلهم يخشون مما هو آت من هذا الحزب.
وفي الواقع أن تصرفات حزب الإخوان تنحى إعلاميا نفس منحى الحزب الوطني فيكفي أن يمر القارئ الكريم على جريدهم أو قناتهم الخاصة ليعرف أنهما لا يختلفان شيئا عن جريدة الأهرام والقناة الأولى في أواخر أيام مبارك عندما وصل التضليل الإعلامي إلى ذروته حيث لا يتم إلا عرض وجهة نظر الحزب ورأي الحزب دون حتى الإشارة إلى أن الرئيس له معارضون وشرفاء فإما تعرض القناة أو الجريدة للمعارضة ولكن بوصفها مأجورة أو تتجاهلها تماما وكأننا في دولة وهم في دولة أخرى.
هذه جميعا صفات مشتركة ذكرها الكثير من المحللين في توضيح التشابه بين الحزبين وهو تشابه في شكل أداء الحزبين ولكنهم تناسوا أو لم يتطرق أحد إلى خلاف كبير في مضمون وبنية الحزبين وهو أن الحزب الوطني لم يكن حزبا بالمعنى السياسي السليم ولكنه كان شكلا فقط وكيان فقط يسمى حزب وهذا الكيان خارج من رحم سلطة وغير مبني على أساس أيدلوجي وفكري كما باقي الأحزاب ومن ينضم إليه ينضم ليستظل بظل السلطة ظنا منه أنه لا ظل إلا ظلها وليس على أسس فكرية أو سياسية لذلك فهو استمد قوته من القبضة الأمنية التابعة للسلطة وليس من أعضائه وكوادره فكان أشبه بطبقة أوليجاركية صعدت للحكم استنادا لقبضة أمنية وليس عن طريق أغلبية حقيقية، ولذلك فوجود الحزب كان مرتبطا بالسلطة وعندما انهارت السلطة تلاشى الحزب حتى قبل قرار حله رسميا. وهنا الفرق والخطورة فحزب الحرية والعدالة حزب سياسي خرج من رحم جماعة عتيقة سياسيا وخارج السلطة والانتماء إليه انتماءا فكريا عقائديا لذلك فنحن أمام حزب حقيقي بغض النظر عن الاتفاق والاختلاف معه لكنه حزب مبني على أسس سليمة ولو خرجت السلطة منه سيظل كما هو حزب قائم بأعضائه. فسابقا كنا نعيش حالة الحزب المرتبط بسلطة أما الآن فالسلطة هي المرتبطة بحزب، وهذا هو الفرق الأقوى والأخطر بين الحزبين لأن من ينتمي سلطويا فقط لحزب فإنه يهرول هاربا عند انهيار هذه السلطة فقد انتفت منفعته من الحزب ولكن من ينضم إيديولوجيا وعقائديا فإنه قد يضحي بنفسه في سبيل بقاء حزبه وكيانه السياسي .

شهدي عطية



#شهدي_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر بين ثورتين
- المشير ... وكل الدروس المنسية .
- عزيزي بشار الأسد أرجوك إفترس ضحيتك بشهية أقل
- ذكـــرى
- شعب يولد ونظام يحتضر


المزيد.....




- في ظل حكم طالبان..مراهقات أفغانيات تحتفلن بأعياد ميلادهن سرً ...
- مرشحة ترامب لوزارة التعليم تواجه دعوى قضائية تزعم أنها -مكّن ...
- مقتل 87 شخصا على الأقل بـ24 ساعة شمال ووسط غزة لتتجاوز حصيلة ...
- ترامب يرشح بام بوندي لتولي وزارة العدل بعد انسحاب غايتس من ا ...
- كان محليا وأضحى أجنبيا.. الأرز في سيراليون أصبح عملة نادرة.. ...
- لو كنت تعانين من تقصف الشعر ـ فهذا كل ما تحتاجين لمعرفته!
- صحيفة أمريكية: الجيش الأمريكي يختبر صاروخا باليستيا سيحل محل ...
- الجيش الإسرائيلي يوجه إنذارا إلى سكان مدينة صور في جنوب لبنا ...
- العمل السري: سجلنا قصفا صاروخيا على ميدان تدريب عسكري في منط ...
- الكويت تسحب الجنسية من ملياردير عربي شهير


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - شهدي عطية - مصر بين حزبين