أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - المقاهي الشعبية ومقاهي الانترنت..سيكولوجيا














المزيد.....

المقاهي الشعبية ومقاهي الانترنت..سيكولوجيا


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 3835 - 2012 / 8 / 30 - 10:26
المحور: كتابات ساخرة
    



ايام زمان،كانت المقاهي الشعبية اماكن للترويح عن النفس و (مراكز) للارشاد والعلاج النفسي. فالمهموم كان يجد فيها من يشكو له همومه: شلّة اصدقاء يهونون عليه الامر، او صاحب خبره يروي له حكاية فيها حكمة اجتماعية او روحية تنوّر له بصيرته، وتبدد عنه الشعور باليأس.
وكان المقهى البغدادي في زمانه بديلا للمسرح والاذاعة والتلفزيون،فيها يحكي (الراوي،القصاخون،الحكاواتي) قصصا من التاريخ(ابو زيد الهلالي،عنتر وعبلة،قيس وليلى..) لجمهور متجانس..متآلف..في عفوية اللقاء..وصدق المشاعر، وحميمية التعاطف.
باختصار،كان المقهى الشعبي (حّماما نفسيا) تغتسل فيه الروح من الضجر والضيق والهم والتشاؤم..وكان اشبه بعيادة طبيب نفسي، يقصده من ضاقت به الدنيا، او من يبحث عن حلّ لمشكلته..بل حتى من يبحث عن شريكة لحياته!.
وبتطور الزمن نشأت مقاهي الانترنت. ومع ان دوافعها النفسية هي ذاتها في المقاهي الشعبية: التواصل الاجتماعي، والشعور بالوحدة،والحاجة الى التنفيس عن الهموم..الا انها تفتقر الى الحميمية وصدقية التعاطف الوجداني.فالحوار فيها (الدردشه) يكون فرديا..فيما الحوارات في المقاهي الشعبية يكون فيها تفاعل حقيقي يظهر على تعابير الوجه،او في لغة العيون حين تتعطل لغة الكلام!.
فضلا عن ان مقاهي الانترنت تكون احيانا مصدرا لـ (المفسده) لفئة ينطبق عليها قول الممثل سعيد صالح لعادل امام:(انا عندي استعداد للانحراف..بس عاوز اللي يوجهني!)..ومقاهي الانترنت خبره عالمية! في التوجيه لمراهقين وشباب مأزومين نفسيا.
والجميل في المقاهي الشعبية ان لكل واحدة منها لونا خاصا، فمقهى نجيب محفوظ في حي الحسين الشعبي كان منتدى ثقافيا و "مصنع" انتاج النكته المصرية. وقل الشيء نفسه عن مقهى "هافانا" في دمشق،والزهاوي والبرازيلية في بغداد..فيما كانت لمقهى البرلمان وحسن عجمي وداخل حسن الوان اجتماعية وفنية مختلفة.
وتكاد تنفرد بغداد بوجود مقاهي شعبية كانت تؤدي ثلاث وظائف اساسية:ثقافية واجتماعية وترويحية.وتعد مقهى الشابندر لصاحبها الحاج محمد الخشالي التي تأسست عام 1917 منتدى ثقافيا واجتماعيا يلتقي فيه اسماء لامعة من اعلام الأدب والعلم وشخصيات اجتماعية ،يتبادلون آخر اخبار الثقافة في العراق والعالم العربي،ويتبادلون فيه الدعابة والمرح بالأريحية البغدادية والطيبة العراقية.فيما تعد مقهى (ابراهيم عرب).أشهر مقاهي بغداد في الترويح عن النفس.وكان هذا الرجل يمتاز بخيالات فنتازيه ومبالغات طريفة في خلق اكاذيب تجعل جمهور المقهى يستلقي على ظهره من الضحك..نروي لكم ثلاثا منها:
• اليوم، والكلام لابراهيم عرب زمن النظام الملكي، اتعشيت ويا الملك فيصل، وخطية جان عنده مشكلة..تناقشنا بيها وحليناها!.
• دعوني لسباق سباحة عالمي بالاسكندرية بمصر، ومن جيتنا بالبحر كلهم طلعوا بس آني..وظلوا يدورون عليّ خطية..ميدرون بيّ طلعت بالاعظمية!.
• البارحة انتو كمتوا من وكت،وراكم جا المندوب البريطاني كعد يمي بالكهوه وشرب جاي جان عنده قضية معصمصه..والله سهّل حليناها..خوش ولد هذا هنري دوبس!.
رحم الله ابراهيم عرب..ترى لو كان الآن حيا، فبأي خيال فنتازي يحلّ المشكلة العراقية!.



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الوساوس الدينية
- ناجي عطا الله..في مجلس النواب العراقي!(فنتازيا)
- المسلسلات الرمضانية وفضائح السلطة
- بغداد..مدينة بلا تاريخ مرئي
- ثقافة نفسية(71):التوتر..يجعلك مريضا!
- ثقافة نفسية(70):جهازك العصبي في رمضان
- الأخصائيون النفسيون وثورات ربيع العرب
- آخر خرافات العراقيين!
- المتقاعد..بمفهوم العراقيين!
- ازدواج الشخصية العراقية – تصحيح مفهوم
- ثقافة نفسية(64):ضغوط العمل والسلوك الاداري
- ثقافة نفسية (64):للأنفعال..ثلاثة وجوه
- المؤتمر الدولي الثاني لجمعية الأطباء النفسيين الأردنية (تقري ...
- خرافات العراقيين وعلاقتها بسيكولوجيا التطير (2-2)
- خرافات العراقيين وعلاقتها بسيكولوجيا التطير
- العراقيون والعنف..قراءة نفسية-اجتماعية (2-2)
- العراقيون والعنف..قراءة نفسية -اجماعية (1-2)
- ثقافة نفسية(63):عاداتك..تحدد نوعية حياتك
- الكليات الأهلية..حكاية مليارت
- ثقافة نفسية(62): للمدراء فقط!


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - قاسم حسين صالح - المقاهي الشعبية ومقاهي الانترنت..سيكولوجيا