مرعي ابازيد
الحوار المتمدن-العدد: 1117 - 2005 / 2 / 22 - 10:32
المحور:
الادب والفن
هدية الأرض للسماء
صحراء … يا رحابة الكتاب
لا مناص
في كل مهمل أو مقفر من عري الطرح
صحراء … يا قصيدة الولاء
ياهشاشة التيه
يا قنص الألم
وانعزال الظل والمخبأ
يا غزيرة الكتمان في عمق العراء
وخيمة الظهيرة عندما ينسدل المساء
** *** *** **
صحراء … يا جنون الارتقاء
وصيحة الإصغاء
إلى تهلكة المسافة
يا ذعر الهذاءت الأبدي
يا صوت الامتداد اللانهائي
يا عريا هزم هجير الليل
وزمهرير النجوم في وضح النهار
وهينمة الغبار فوق عباب الرمل
** *** *** **
صحراء … يا درب الآلام
وانعتاق الروح
والكشف المتوغل في جسد الرمل
المدد فوق مفصل الأفق
في رحابة الضياء
في مسار النجم الساطع
في عمق الفضاء
أيتها الخلوة العابرة
يا ملكة الانتباه واليقضة
بكل التوله
في أحشاء كهف وحشي قديم
وراء الأفق القاسي
والنور المتسلق أقصى الظلمة
يبوح بهيامه المطرد
لونا إنسانيا يتساقط عتمة
وغيابا يتشظى في عمق البسمة
ممزوجا بتعابير الصحراء المنسية
** *** *** **
صحراء … يا تهافت التهافت
وظلمة السراب
يا أمل البلوغ وروعة البقاء
لا يتلاشى الصمت عند انخفاض البصر
دوائر تنشأ والصمت شيء يطوف
كأنه الهدير في مجامع الأسى
** *** *** **
صحراء … يا ساحرة الأزمان
لم تقرأ فنجان
ولم تقرأ لنا الطالع
يا فاتنة يسحقها الواقع
لم تروي بعينيها خبايانا
ولم تفشي خفايانا ، نوايانا
وان كانت وجوهنا مزينة بعطر الفجور
** *** *** **
صحراء … !
يا هدية الأرض للسماء
لو منع القطر
وجفت الأمطار ويبس الشجر ،
فهذا ما جناه العظماء
تهديهم الدنيا الضياء
ويهدون الضعاف إلى الفناء إلى الفناء .
مرعي ابازيد
#مرعي_ابازيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟