أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - الرواية الثالثة














المزيد.....

الرواية الثالثة


عبد الستار نورعلي
شاعر وكاتب وناقد ومترجم

(Abdulsattar Noorali)


الحوار المتمدن-العدد: 3835 - 2012 / 8 / 30 - 01:19
المحور: الادب والفن
    


أقِمِ اليومَ على الجُـرْفِ
ولا تقفزْ إلى الموجِ
فتُسقى منْ صديدِ الغورِ ،
إيّـاكَ!
فإنَّ الخازنَ الموقوتَ في البرجِ على البندولِ
قد أشرفَ أنْ يُشرعَ بابَ العرشِ
في وادي المنونْ

قد حملْتَ الجرحَ أياماً ... سنيناً
ولقد أحسنتَ في البحرِ الظنونْ

كانَ ريحاً صرصراً
مِـنْ رَجْـعِ ذاكَ القادمِ الموعودِ
مِـنْ خلفِ ضبابٍ في العيونْ

وسفينُ الرحلةِ الحاملُ
منْ كلِّ فجاجِ الفمِ
ألواناً من الأحرف
أسفاراً من الألواحِ
منْ غيرِ أسانيدِ رواةِ الدربِ
أو رَجْـعِ السنينْ

فثمودٌ
نحرَتْ ناقتَها عند رمالِ البيدِ
والصالحُ في الوادي غريبٌ
وأنا في يدهِ قنديلُهُ نارٌ ونورٌ
والسرابُ اجتاحَ وادينا
فأطفأتُ ثيابي عندَ رجليَّ
ارتديْتُ الماءَ
علَّ الحرفَ فوق الجسدِ المكدودِ
يهديني سواءَ البحرِ
أو عصفَ الحنينْ

ولقد تهْـتُ
أقاموا حفلةَ الاطفاءِ في بابي
أنا المكدودُ يا ربِّي
أنا المقدودُ أنجدْني
فصوتُ الحَـلْـقِ قد أوقفَ بثَّ الصوتِ
عند السدرةِ الكبرى
فهلْ أيديكُـمُ طالتْ !
ونافذتي على الوادي انتظارٌ
سُـحُـبٌ تُسرعُ صوبَ الغرفةِ المنزوعةِ الجدرانِ
هذي عادُ قد عادتْ
إلى سالفِ عهدِ الكتبِ المحروقةِ الأهدابِ
في ألسنةِ الباغينَ طالتْ
ها أنا طالَ غيابي
قدماي اعتصما عندَ مُرادِ العنكبوتْ

إنّهُ الثالوثُ :
هذا الثلجُ
والغابةُ
والحرفُ الصموتْ

كلُّ نبضٍ منْ حواليكَ يموتْ

آهِ يا سيرةَ هذا الدربِ ،
أحجمْنا نفكُّ الخطَّ نقفو
أثرَ الوادي ، وماءِ النهرِ ، والأشجارِ ،
والنورِ الخفوتْ

هل أنا الخافتُ
أم أسطرُ ذاكَ العنكبوتْ ؟

اشتهي أنْ أضعَ الخدَّ على صدركَ
كي تحمرَّ عينايَ
ورجلايَ تفكُّ الرمزَ
في سِـفْـرِ الصليبْ

أنا منذورٌ لأشواكِ الصليبْ

قد غرزْتُ القلبَ في أسنانها
أدميْتُ شرياني ، وريدي ،
جسدي ، عيني ،
وروحي ، ونذوري ،
وارتعاشاتِ الحبيبْ

وملأتُ الدِنَّ منْ خمرةِ أحداقي
وأشواقي وعشقي
ثمَّ فتّحْتُ كنوزَ الصدرِ
صوتي ، سفني ، ريحي ،
ولكنَّ رفيقَ الدربِ صارَ الثلجَ
مغرازَ اللهيبْ

مالكمُ كأكأتُمُ فوق وسادي وضحكتمْ:
في صدى رأسي جدالٌ وسجالٌ
وصراعٌ وقتالٌ
بين شرقِ البصرِ الماضي وغربِ القدرِ الآتي ،
شمالِ الكرةِ العطشى ، جنوبِ الكونِ ،
والأوسطُ مجنونٌ ومذبوحٌ بسيفِ الأولينْ
ولسانِ الآخِـرينْ

سربلوا صدري دماءً
وأداروني على ظهري
أناخوا فوق قلبي أثقلوهُ
وترابُ الأرضِ بينَ الجلدِ إشراقٌ
وسكينٌ من الظهرِ
ومرآةُ الوجوهِ الشوكُ والنارُ
وسيفُ العرشِ مشحوذاً برأس السـيِّـدِ
المُغتالِ في الطفِّ
"أيا مَنْ وجههُ قمرٌ " *
ويامَنْ سحرُهُ أثـرٌ
سيبقى في ضميرِ النهرِ جَمْـعاً
حشدُهمْ دمعٌ وضربٌ
وانحدارُ اللقمةِ المرغومةِ الوجهِ رماداً
لا يباريهمْ
يساقيهمْ
حروفَ المعجمِ المطفيِّ في مكتبةِ التاريخِ
ما انفكَّ عُبيدُ اللهِ نسلاً شاهراً رايتَهُ
يشحذُ سكينَ الأعـزّاءِ
زليخا تنتشي في حِـجرِهِ
قارونُ في وَقْعِ الخديعةِ ساقطٌ عنْ عرشهِ
والكنزُ عند القَـدَمِ الزلزالِ وَقْـفٌ
في بنوكِ الآخَرينْ

آهِ يا سيرةَ هذا الحبِّ
القلبُ انشطارٌ بينَ سُـودِ الخَـطِّ
بينَ البيضِ تُخفي الوجهَ خلفَ الشاشةِ العمياءِ
والأقدامُ في مزرعةِ الشوكِ ثباتٌ ومناجاةٌ :
تُرى هلْ مِـنْ سميعْ !

وشفيعي في مُرادي
أنَّ كفيَّ بياضٌ
ولساني منْ صداحِ العندليبْ

سمعوا الصوتَ
فناموا فوق مهدي
وأحالوهُ صداعاً
منْ مقاماتِ اللهيبْ

أنا أقفلتُ عيوني
ومددْتُ الرأسَ في الكهفِ
على هذا الوصيدْ
فافتحوها !
ألديكمْ شفرةُ المفتاحِ
أم ساعيْ البريدْ ؟

* (الرواية الأولى) نُشرتْ عام 1971 ، و (الرواية الثانية) 1972



#عبد_الستار_نورعلي (هاشتاغ)       Abdulsattar_Noorali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة 14 تموز من الذاكرة (3)
- اختلال
- فوضى
- الظلُّ والشرفة
- البُغاث
- في عمق مدينتك
- وعشقت : في ذكرى ميلاد الحزب الشيوعي العراقي
- مؤتمر القمة
- كارين بوي 2
- ابتهال
- الوردة
- كارين بُوْي
- سِفرُ الضلع
- قصائد قديمة
- الانفجار الثاني
- الإنفجار الأول
- ليس بالحبِّ وحده
- الرواية الثانية
- من الذاكرة2: العدوان الثلاثي
- بيغماليون


المزيد.....




- شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح ...
- فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
- قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري ...
- افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب ...
- تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
- حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي ...
- تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة ...
- تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر ...
- سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الستار نورعلي - الرواية الثالثة