أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - سلطان الرفاعي - استاذة عارية امام أحد تلاميذها---ولطالما تمنيت لو انهم يقطعون يدي أو رجلي أو أي جزء يستمر فيه الألم بعد تعرضه للتعذيب .11














المزيد.....

استاذة عارية امام أحد تلاميذها---ولطالما تمنيت لو انهم يقطعون يدي أو رجلي أو أي جزء يستمر فيه الألم بعد تعرضه للتعذيب .11


سلطان الرفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 1117 - 2005 / 2 / 22 - 10:30
المحور: أوراق كتبت في وعن السجن
    


---كل سجينة كانت تعرف مواعيد التعذيب : يفتح باب بقوة فتتبعه صرخة مكتومة + أبواب الزنزانات الضيقة تفتح للداخل، وهي بهذه العملية تصيب السجينة ببعض الجراح والسجحات ان لم تكن مستيقظة او متنبهة= ثم تتلو ذلك حركة اقدام ، وأحيانا مقاومة يائسة من جسد يجره آخرون : انها سجينة في طريقها للتعذيب.
الثواني والدقائق تمر بطيئة ومخيفة ، كل سجينة تعرف أن هذا الوقت الذي يمضي يشهد تعذيب السجينة التي تم اقتيادها . وبعد ساعة، او ساعتين---يفتح باب ثم يغلق بقوة : لقد عادوا بالجسد المدمى من حفلة التعذيب ويتم التأكد من كون السجينة ما زالت على قيد الحياة بالضرب على الحائط ، يتنقل الضرب من زنزانة الى اخرى معلنا ان ثمة حياة أقوى من وحشيتهم.
تأتي السجينة وفي نيتها ان تطمئن سجينات آخريات ، لم تر وجوهن ولم تتهرف على أسمائهن ، فتضرب على الجدار رغم شراسة التعذيب الذي تعرضت له ثم تستطيع ان تستسلم لغيبوبتها .
ما جدوى هذه الحركة ؟ ما قيمة ان تضرب على حائط أصم في زنزانة تحت الأرض ؟ لا ينبغي البحث عن المعاني الكبيرة وراء ضربات من هذا النوع . فهو ليس اكثر من اعلان عن الحياة، فيطمئن الآخر أن الحياة ما زالت بجواره---ان الحياة البشرية قائمة رغم وحشية المخلوقات التي شيدت هذا الكابوس!

الزنزانة ضيقة ضيقة--والظلام ثقيل ويجثم على الروح ، وكدت انسى شكلي، فأنا ومنذ شهرين تقريبا لم أر وجهي في مرآة --انني في الظلام اكاد لا اتعرف على نفسي ، ليس من الضروري ان يكون المخلوق امرأة حتى يفتقد المرآة --الرجل ايضا يريد ان يتعرف الى شكله والصورة التي صار عليها بعد هذا التعذيب والعيش المتواصل في الظلام .
في الظلام يأخذ النوم شكل اغماضة العين فقط، أو شكل الاغماء . لن تعرف الفرق!
ان العيش في الظلام يبدل معنى الاشياء ، يبدلها حتى يتبدى الوهم في شكل الحقيقة والحقيقة في شكل الوهم ---ولن تعرف يأيهما تستجير والى أي منهما تلجأ --

خلال الشهرين كان التعذيب يتم بشكل يومي ---باستثناء الأيام التي كان يحددها الطبيب :
- اذا اردتموها حية فلا تضربوها غدا!
في الأوقات العادية ، الأوقات التي لا يكون فيها تعذيب تتشابه الاشياء بشكل جنوني: ساعات اليوم كلها تقضيها السجينة في الظلام . في زنزانة صممت كي لا تستطيع النوم فيها بشكل طبيعي: ينبغي ثني الظهر او الركبتين عند النوم. كل شيء هنا في ظلام --وفي غاية القسوة . حتى الهواء كان جارحا!
سنتمتر او اقل كان ارتفاع الباب عن الارض . هذه الفتحة كانت هي صلتي الوحيدة خارج الظلام والزنزانة ، ومنها كن أخمن أن الوقت ليل أو نهار ، لكن هذه النافذة الوحيدة كانت تنقلب أداة تعذيب حين تحمل الهواء البارد بقسوة الى الضلوع ، كان الهواء يبدو مثل سكاكين قاسية ---ولكنها غير مرئية.

---أثمة عدالة في هذا؟ من أجل ماذا يتعذب السجين والسجينة؟ ولأي هدف تتحرك الوحوش وتتصرف بهذه الضراوة . أيستحق شيء تحت الأرض وفوقها كل هذا العذاب ؟ أنا التي أتعذب يوميا وأكاد لا أميز بين الغيبوبة واليقظة يقول لي كل من يعذبني أنني محظوظة لأنني لم أر شيئا بعد. فماذا عن الذي تعرض له غيري؟ ! ومن أجل أي شيء ؟!

-----------لم أعد أنظر الى جسدي كأنه أمر يخصني . في الحقيقة لقد اعتبرته أداة لتعذيبي طيلة اليوم ، ولطالما تمنيت لو انهم يقطعون يدي أو رجلي أو أي جزء يستمر فيه الألم بعد تعرضه للتعذيب .

لم أتمن خلاصا من شيء مثلما تمنيت الخلاص من رأسي . كان يؤلمني بشكل رهيب . انه يؤلمني في كل لحظة، لم أشعر مرة أنه كف عن الألم --------------
للحديث بقايا
آخر حفلة تعذيب---



#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احترقت من الألم وأطلقتُ كل صراخ الكون في صرخة التألم ------- ...
- لبنان--------كش ملك؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- استاذة عارية امام احد تلاميذها---انها دماء الطفل------------ ...
- استاذة عارية امام احد تلاميذها----حلقة خاصة بالنساء يا عربان ...
- استاذة عارية امام احد تلاميذها---الشهامة العربية الاصيلة وسج ...
- 7استاذة عارية امام احد تلاميذها------مآسي العائلات الكردية ف ...
- استاذة عارية امام احد تلاميذها---- هل صحيح ان اللسان يمتد طو ...
- استاذة عارية امام احد تلاميذها----شعرت ان شفتي المربوطة بالك ...
- استاذة عارية امام احد طلابها----راجعنا كل شيء عنك فوجدنا انك ...
- استاذة عارية امام احد طلابها----نحروا اختي--وبصقة في وجه كل ...
- استاذة عارية امام احد طلابها--اهداء الى نساء لجان الدفاع عن ...
- جامعني ثمانية خلفاء---افتضني الامين---وقبل قدمي المأمون---وا ...
- استاذة عارية امام احد طلابها--اهداء الى نساء لجان الدفاع عن ...
- قصيدتان---وناجي---وقتيل---و؟؟؟؟؟؟؟
- جامعني ثمانية خلفاء--افتضني الامين--قبل قدمي المأمون--اشتهيت ...
- شركات صناعة الارهاب-----فرع المدارس--1
- : انهم لا يسرقون النفط---بل يأخذون الجزية---العهدة البوشية
- الجهاد--رؤية دموية---وجنسية
- عاشقا وطن--سلطان ولينا--2
- ----1عاشقا وطن--سلطان ولينا


المزيد.....




- القيادي في حماس خليل الحية: لماذا يجب علينا إعادة الأسرى في ...
- شاهد.. حصيلة قتلى موظفي الإغاثة بعام 2024 وأغلبهم بغزة
- السفير عمرو حلمي يكتب: المحكمة الجنائية الدولية وتحديات اعتق ...
- -بحوادث متفرقة-.. الداخلية السعودية تعلن اعتقال 7 أشخاص من 4 ...
- فنلندا تعيد استقبال اللاجئين لعام 2025 بعد اتهامات بالتمييز ...
- عشرات آلاف اليمنيين يتظاهرون تنديدا بالعدوان على غزة ولبنان ...
- أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت.. تباين غربي وترحيب عربي
- سويسرا وسلوفينيا تعلنان التزامهما بقرار المحكمة الجنائية الد ...
- ألمانيا.. سندرس بعناية مذكرتي الجنائية الدولية حول اعتقال نت ...
- الأمم المتحدة.. 2024 الأكثر دموية للعاملين في مجال الإغاثة


المزيد.....

- ١-;-٢-;- سنة أسيرا في ايران / جعفر الشمري
- في الذكرى 103 لاستشهادها روزا لوكسمبورغ حول الثورة الروسية * / رشيد غويلب
- الحياة الثقافية في السجن / ضرغام الدباغ
- سجين الشعبة الخامسة / محمد السعدي
- مذكراتي في السجن - ج 2 / صلاح الدين محسن
- سنابل العمر، بين القرية والمعتقل / محمد علي مقلد
- مصريات في السجون و المعتقلات- المراة المصرية و اليسار / اعداد و تقديم رمسيس لبيب
- الاقدام العارية - الشيوعيون المصريون- 5 سنوات في معسكرات الت ... / طاهر عبدالحكيم
- قراءة في اضراب الطعام بالسجون الاسرائيلية ( 2012) / معركة ال ... / كفاح طافش
- ذكرياتِي في سُجُون العراق السِّياسِيّة / حـسـقـيل قُوجـمَـان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - أوراق كتبت في وعن السجن - سلطان الرفاعي - استاذة عارية امام أحد تلاميذها---ولطالما تمنيت لو انهم يقطعون يدي أو رجلي أو أي جزء يستمر فيه الألم بعد تعرضه للتعذيب .11