محمد مراجع العزومى
الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 22:22
المحور:
الادب والفن
* شئ ما دفعنى للتنقيب داخل ذلك الصندوق الخشبى الموضوع أسفل سريرى ، فى السابق كُنت أبتعد عن هذا الصندوق ، لأنه مليئ بالذكريات التى كُنت لا أرغب فى أن أتذكرها ، حتى أدركت أنى كُلما تذكرت هذا الصندوق تذكرت معه الذكريات ، أخرجته ، نفضت عنه الغبــار ، غبار 14 عام من الضحك و الحزن و البكاء و الغضب ، و فتحت الصندوق .
o أول ما صادف عيناى بدلة عيد ميلادى الأول ، كم كانوا حمقى ، يحتفلون بأنقضاء عمرى ، عام يتبعه عام ، حتى ينقضى العمر ، فيتباكوا ، لما البُكاء ؟؟ لا أدرى !! آن الاوان أن أحرق هذه البدله و أضع مكانها كفن ، فإنى أخشى أن يتركونى عُرياناً وسط الأموات .
o كتاب القصص الذى كانت تحكى لى أمى منه الحكايات ، أى حكايات ؟؟ أم الغوله و أبو رجل مسلوخه ؟!! هذا الكتاب لا يحتوى على مثل هذا النوع من القصص ، كانت كل ما ترويه لنا أمهاتنا ليس إلا لأفزاعنا ، كانوا يخلقون الخوف داخلنــا ـ لو مقعدتش ساكت هخلى أم الغوله تاكلك ، أدخل نام عشــان أبو رجل مسلوخه جى ـ تباً لهذا الكتاب سأحرقه و أضع بدلاً منه أوراق بيضاء .
o الحصـــان الخشبى !!! لا أذكر أنى لعبت به يوماً ، من الذى أهداه لى ؟؟ لا أدرى ؟؟ لكننى أعتقد أنهم إشتروه لى لأنى ولد ، فالأولاد تلعب بالأحصنه و الفتيات بالعرائس ، سُحقاً يُعلموننا التفرقه منذ الصغر ، كم تمنيت أن أمتلك عروساً ، أكون لها أباً ، إلى النار أيها الحصان الصامت ، سأضع بدلاً منك دُميه من القطن .
o ما هذه الأشيــاء ، كوب بلاستيكى ، مسدس لعبه ، أعواد آيس كريم ، صور قديمه ، مهلاً ما هذه الصور ، أنا و أبى ـ أنا و أمى ـ أنا و أمى و أبى ـ أنا و إخوتى ـ أنا عارياً تماماً ـ أنا و أقاربى ـ أنا و أميــر.........ه !! أميره ؟؟ لا أذكر أنى أعرفها منذ زمن بعيد ، من إلتقط لنا هذه الصوره ، ربما يكون النظر خاننى لكنها أميره ، تحملنى على ذراعها !!!
o سأحرق كُل الصور ، و كل محتويات الصندوق ، الكفن و الأوراق البيضاء و الدميه القطنيه ، سأتركه فارغاً إلا من صورتى أنا و أميره ، سأضعها و أغلق عليها ، و أعود فيما بعد ، عسانى أكبر على يديها
#محمد_مراجع_العزومى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟