أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى محمد غريب - عقدة العداء لحقوق النساء في الفكر الطائفي الرجعي















المزيد.....

عقدة العداء لحقوق النساء في الفكر الطائفي الرجعي


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 20:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


صدر قرار قبل فترة قصيرة قيل مصدره وزارة الداخلية تارة ومجلس محافظة بغداد تارة أخرى بما معناه منع النساء السافرات من دخول مدينة الكاظمية وفرض الحجاب عليهن وهي بادر ة فريدة في تاريخ البلاد ولم تشهد المدن مثل النجف أو كربلاء أو سامراء وغيرهم والمتواجدة فيها مراقد للائمة والصالحين عند المسلمين ، مثل هكذا قرار وكان في السابق الالتزام بذلك عند الدخول إلى الصحن والمراقد وارتداء الحجاب وهذا معروف عند كل العراقيين لا بل حتى الدخول إلى بيوت العبادة للمسلمين تدخلها النساء بدون كشف الرأس وفي ما يخص هذا القرار أو الخبر فقد تعددت المصادر حتى جاء رد وزارة الداخلية بشكل صريح ونشرته " شفق نيوز" حيث أشارت الوزارة "إن " بعض وسائل الإعلام تناقلت خبراً مفاده قيام شرطة الآداب في وزارة الداخلية بمنع النساء غير المحجبات ( السافرات ) والشباب الذين يرتدون الملابس القصيرة " كما شمل الأمر أيضاً فضلاً عن النساء الرجال الذين " لا تتناسب ملابسهم أو قصات شعرهم مع أعراف الإسلام " وأضاف الرد " تنفي هذا الخبر جملة وتفصيلاً" ثم نفى البيان وجود تشكيلات ما يسمى بشرطة الآداب التي سوف تتكلف بتطبيق القرار، إلا أن اللافتات التي تم رفعها على مداخل سيطرات الكاظمية أشارت بوضوح إلى وجود قرار يلزم كل النساء الداخلات للمدينة بارتداء الحجاب وقد حملت اللافتات ما يلي " نشكر قرار الحكومة بمنع دخول السافرات والمتبرجات وكذلك الرجال الذين لم يلتزموا بمظهرهم الخارجي ومن لم يتلزم بهذا القرار فسوف يحاسب حساب قانوني : أهالي الكاظمية المقدسة " لا ندري أي قانون شرعه البرلمان أو أصدرته السلطة القضائية بموجبه يجري الحساب القانوني للمواطنين، أما رئيس اللجنة القانونية في مجلس محافظة بغداد صبار الساعدي فقد نفى بدوره أيضاً وجود تشريع أو قانون " يلزم بموجبه النساء بارتداء الحجاب عن التجوال في مدينة الكاظمية " وفي الوقت نفسه فقد نفى مسؤول الثقافة والإعلام في الصحن الكاظمي عامر عزيز الانباري إصدار قرار بهذا الشأن وأشار بأنه جاء تلبية لأوامر قادة أمنيين ومجلس محافظة بغداد وطالب بعدم تطبيقه بشكل يخلق استياءً لدى المواطنين وكذلك أصحاب المحال التجارية وغيرها من الأماكن التي يرتادها الزوار للتبضع وقضاء حاجاتهم المعيشية.
إن هذا القرار الذي ظهر وانتشر بشكل واسع وتناقلته العديد من وسائل الإعلام وتم تكذيبه من قبل البعض ليس إلا مشكلة وعقدة عدائية متأصلة عند عقول البعض من المسؤولين الحكوميين المدنيين والعاملين في المؤسسات الأمنية، ومع ذلك وبدورنا لن نتحدث عن وجود القرار أو نفيه لان كما يقال لا يمكن لنار بدون دخان أما الإنكار أو النفي فهذه قضية ثانية لا نحتاج إلى التدقيق فيها، لكن ما أثار السخط والعجب في الوقت نفسه لدى الكثير من الناس تلك اللافتات التي نشرت في العديد من الأماكن والمواقع القريبة جداً من السيطرات وقد قعت باسم " مواطني الكاظمية " وهذه اللافتات هي واقع ملموس ولا يمكن إنكاره، وليس ادعاء أو كذبة كتب فيها الترحيب بالقرار الذي صدر من قبل الحكومة، وأكد الكثير من المواطنين والمتابعين أن هذه اللافتات وضعتها السيطرات لأنها تكاد أن تكون وكأنها جزء من تنفيذ القرار وطبعاً بأوامر حكومية وباشرت فعلاً بتنفيذ هذا القرار، واللافتات توزعت على مواقع عديدة في مدينة الكاظمية وهنا يبرز استفسار
ـــ كيف يقوم كل من هب ودب وضع لافتات مكتوبة فيها الترحيب بالقرار الحكومي وبالقرب من السيطرات بدون أن تتدخل هذه القوات وتمنعها إذا كانت غير مبلغة بشكل رسمي!
ثم أن هذه المحاولات التي تهدف إلى إرهاب ليس النساء فحسب بل جميع المواطنين لم تكن وليدة مصادفة بل تكررت في الماضي وبطرق عديدة ولا سيما أن العض من الوزارات أصدرت أوامر ملزمة بارتداء الموظفات الحجاب أو الملابس المحتشمة وكأن هناك عدم احتشام لهن وهذا اتهام باطل خلفه عقلية رجعية ترى في المرأة وسيلة متعة وإنجاب لا أكثر ويكثر على عقولهم أن المرأة كائن انسان لا يختلف عن الرجل إلا بالجنس ولها حق العمل في الموقع تستطيع عليه، وبغض النظر عن النفي الذي صدر من وزارة الداخلية ومن مجلس محافظة بغداد نؤكد أن هناك من يحاول التجاوز على الدستور والحريات العامة والشخصية بحجة الإسلام وصولاً إلى قيام الدولة الدينية وهو هدف يسعى إليه البعض لمآرب في أنفسهم، ولو تابعنا لوجدناهم اشد كفراً ونفاقاً لكنهم يتسترون تحت هذه الدعوات ويخلقون الأزمات والدليل على ذلك العديد من القرارات التي اتخذتها البعض من مجالس المحافظات وفي مقدمتها بغداد فيما يخص النوادي الاجتماعية ودور السينما والحلاقين وغير ذلك بالحجة البائسة نفسها " أعراف الإسلام " وهل يعقل الإنسان ذلك؟ ونحن نعرف أن مجتمعنا العراقي ومنذ أوائل القرن العشرين اخذ يتحرر من مفاهيم الفرض بالقوة وأصبح السفور حق من حقوق المرأة وقد تصدرت الكثير منهن وظائف عالية وصولاً إلى الوزارات وكن وما زلن في أكثرية المهن العلمية والصحية والثقافية وحتى المؤسسات مثل الشرطة وغيرها.
إن عقدة العداء لحرية وحقوق المرأة مازالت تعشش في عقول البعض من المسؤولين الجدد وعلى ما يبدو أنهم ورثوا ذلك من أسلافهم القدماء الذين زبلهم التاريخ وفضح توجهاتهم مثلما فضحت مسؤولياتهم العدائية للمراة وعموم الشعب العراقي ، هؤلاء يستغلون المركز الحكومي وكأنهم خالدون فيه ليصدروا اوامراً وقرارات بالضد من حقوق النساء وكأنها تشفي مرضهم وعقدهم إلا أنها والحقيقة لم يشفى منها أسلافهم الظلامين والرجعيين والكارهين بشكل عام للحريات المدنية والشخصية فكيف بهم في الوقت الراهن! ونقول لن يشفع لهم ولا لقراراتهم الرجعية اتهام المواطنين لهم بأنهم يخلقون المشاكل الجديدة بدلاً من إيجاد حلول صحيحة للمشاكل القديمة وستكون قراراتهم كما هي السابقات في أحضان مزبلة التاريخ، ولهذا لاحظنا مدى استنفار المواطنين واشتداد غضبهم من القرارات أو الأعمال التي تعادي حقوق المراة والتي تحاول النيل منها، وقد برهنت على ذلك عشرات اللقاءات مع رجال ونساء من قبل وسائل الأعلام عن أرائهم حتى المواطنين داخل مدينة الكاظمية ومواقفهم الرافضة لمثل هكذا قرارات واستهجانهم لللافتات التي علقت واعتراضهم ورفضهم وتكذيبهم لما خط عليها وكأنها تمثل إرادة المواطنين في الكاظمية حتى أن احد المنتسبين لإحدى السيطرات قال " مشكلة فنحن كنا ندقق في الأشخاص والمركبات كي نمنع التفجيرات الإرهابية واليوم نفتش عن النساء السافرات والشباب المودرن " وقد ذكر البعض عن ممارسات عنفية قاسية استعملت ضد الذين حاولوا الامتناع مما جعل الشرطة القيام بالاعتداء على امرأة وضربها أمام أبصار الناس لأنها لم تنصاع وتخرج من مدينة الكاظمية.
إن المواطنين العراقيين في مدينة الكاظمية ومن مختلف الأعمار والأجناس والمهن أكدوا معارضتهم لهذا القرار أو هذا التوجه كما أكد الكثير منهم بشكل صريح أن السيطرات هي أو بموافقتها علقت هذه اللافتات بل حتى تحت حمايتها ولسبب بسيط، لا يجرؤ أي شخص الاقتراب من هذه السيطرات لما لها من حساسية تجاه القوى الإرهابية التي تحاول توجيه ضرباتها الإجرامية لها لخلق الفتنة بين مكونات الشعب.
إن الاستمرار في خلق المطبات وإصدار القرارات العشوائية ستساهم في أرباك المواطنين ودفع الأمور للتأزم فلا يمكن فرض رأي أو أفكار البعض على المجموع، وبما أن الدستور واضح فيما يخص الحريات العامة والشخصية فعلى أي مسؤول مهما كان مركزه الوظيفي في الدولة أن يحترم بنود هذا الدستور على الرغم من علاته ونواقصه، وما دامت الأكثرية متفقة بقيام دولة مدنية ديمقراطية وليس دولة دينية فان البعض من التوجهات تجعل الأوضاع أعسر وأعسر فضلاً عما يحيط بها من أزمات أمنية واقتصادية وسياسية.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراكز ثقافية حكومية عراقية في الدول الاسكندنافية
- ظهور الإمام المهدي لقتال الكرد
- الفساد وما أدراك ما فساد الطائرات وغيرها
- دوغما فكرية وسياسية فاضحة في خرق قرار المحكمة الاتحادية
- مخاطر التهديد بالسلاح الكيميائي والبايلوجي
- الإصلاح وتجربة المفاوضات
- ألعبة تكفي لكشف الحقيقة؟!
- للمرة الألف متى تنصف جميع حقوق الكرد الفيليين؟
- العودة للمربع الأول والضحايا من المواطنين الأبرياء
- دمار سوريا دمار والشعب السوري يدفع الثمن
- كلما تشتاق ظنوني
- إخطبوط المحاصصة في جميع مرافق الدولة
- شجرة تبدو واقفة
- الحزب الشيوعي العراقي واللقاء مع نوري المالكي
- عيد الصحافة العراقية أم عيد.....!
- الإصلاح الجذري أو الانتخابات المبكرة
- أسف في محله عبادة
- إلغاء القوانين والقرارات لنظام البعث والحاكم الأمريكي بريمر
- متابعات غزلية
- التصريحات والإعلام المأجور والسيئ وعملية سحب الثقة


المزيد.....




- وزيرة الخارجية الألمانية: روسيا جزء من الأسرة الأوروبية لكنه ...
- الوكالة الوطنية توضح حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في المن ...
- ما حقيقة اعتقال 5 متهمين باغتصاب موظف تعداد في بابل؟
- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مصطفى محمد غريب - عقدة العداء لحقوق النساء في الفكر الطائفي الرجعي