موريس رمسيس
الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 15:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
سافر رئيس جمهورية مصر "المعين" الدكتور مرسى في جولة آسيوية يزور خلالها جمهورية الصين الشعبية مصطحب معه زمرة من رجال الأعمال الموالين له و لحزب الوطني المنحل و هم دائما من الموالين لأي نظام في الحكم ... يضع الرئيس مرسى و معه حزبه "العدالة بلا تنمية " و جماعته "الإخوان السلفيين" أمل كبير على هذه الزيارة في الحصول على الكثير من الاستثمارات و يأمل أيضا أن يستطيع اكتشاف الطرق و الأساليب الصينية التي تساعده في مشروع النهضة الإخوانى المزمع تطبيقه في مصر و باحثا عن الحل الإسلامي الأمثل لمشاكل مصر ... "الإسلام هو الحل" هذا الهتاف الذي أخذ يردده و يهتف به في شوارع مصر و حواريها و في قراها و مدنها على مدار أربعين عام على أمل العثور على هذا الحل و لو في الصين
من الصعب تكرار أي تجربة اقتصادية ناجحة في أي بلد ما كصورة طبق الأصل في بلد أخر و كمثال على ذلك فشل استنساخ تجربة الماكينة الألمانية الاقتصادية في بلاد تجاورها و تقع على حدودها مثل (فرنسا و بولندا و التشيك) ... هناك عوامل كثير تتحكم في نجاح أي تجربة اقتصادية و منها العامل الاجتماعي و الثقافي و التعليمي و الانتماء القومي الوطني و بالتالي كل تجربة ناجحة من الصعب استنساخها دون الأخذ في الاعتبار باقية العوامل المؤثرة الأخرى في نجاح التجربة
التجربة الصينية لا تخرج عن هذا المبدأ و هي لها خصوصيتها التي يصعب تكرارها على الدول الأخرى ... لذا ارفق بعض الإحصائيات التقريبية الخارجة من (البنك الدولي / صندوق النقد / سى أي آيه / ...) لكي نتفهم أكثر سويا إلى ما أرمى إليه في هذه الدراسة
طبقا لمؤشرات الإنتاج (الدخل) القومي العام (GDP) لعام (2011) أي حتى نهاية حكم الرئيس مبارك لمصر ... هناك ثلاث طرق لتحدد هذه المؤشرات و هناك مدارس متنوعة لعمل ذلك ... قد اخترت الطريقة الأسهل لفهم لغير المتخصصين و فيها يتم و باختصار شديد جدا .. تجميع أثمان المنتجات المباشرة بسعر المصانع (ثلاجة و راديو سيارات .... الخ) و يضاف إليها قيم الاستثمارات ( مواد خام و خلافة .... ) و أثمان و تكاليف الخدمات الغير مباشرة التقريبية ( بنوك / بورصات / محلات / ... الخ) و يضاف إليهم قيم الضرائب المحصلة من الدولة و المصاريف الحكومية و أجمالي قيمة تصدير المنتجات و الخدمات إلى خارج الحدود و يطرح أجمالي قيمة المستورد إلي داخل الحدود من الرقم الأخير و بالتالي نأتي إلى المحصلة النهائية و يتم استعمال فى ذلك المعادلة الآتية
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
[GDP=C+I+G+(X-M)]
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
GDP = Private Consumption + Gross Investment + Government Spending + ( Exports
- Imports )
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
الترتيب ./. البلد ./. (GDP)
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
(01) الاتحاد الأوربي ........... 15,250 تريليون دولار
(02) أمريكا ...................... 15,094 تريليون دولار
(03) الصين ...................... 07,298 ترييلون دولار
(04) اليابان ...................... 05,867 تريليون دولار
(05) ألمانيا ....................... 03,571 تريليون دولار
(06) فرنسا ....................... 02,773 تريليون دولار
(07) البرازيل ................... 02,477 تريليون دولار
(08) بريطانيا ................... 02,432 تريليون دولار
(09) إيطاليا ..................... 02,195 تريليون دولار
(10) أسبانيا ..................... 01,490 تريليون دولار
(11) روسيا ..................... 01,858 تريليون دولار
(12) الهند ....................... 01,848 تريليون دولار
(13) المكسيك .................. 01,155 تريليون دولار
(14) كوريا الجنوبية .......... 01,116 تريليون دولار
(15) كندا ....................... 01,736 تريليون دولار
(16) استراليا .................. 01,372 تريليون دولار
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
(17) إندونيسيا ................... 847 مليار دولار
(18) هولندا ...................... 836 مليار دولار
(19) تركيا ....................... 773 مليار دولار
(20) سويسرا ................... 636 مليار دولار
(21) السعودية .................. 577 مليار دولار
(22) بولندا ...................... 514 مليار دولار
(23) بلجيكا ..................... 511 مليار دولار
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
(30) جنوب أفريقيا ............ 409 مليار دولار
(33) إيران ...................... 350 مليار دولار * غير معلن و تقريبي
(38) ماليزيا .................... 279 مليار دولار
(39) إسرائيل .................. 244 مليار دولار
(40) هونغ كونغ .............. 243 مليار دولار
(45) مصر ..................... 230 مليار دولار
(46) باكستان .................. 211 مليار دولار
÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷÷
من الجدول السابق يلاحظ أجمالي الإنتاج القومي الأمريكي يقارب (65) مرة مثيلة من الإنتاج المصري ... بالرغم من زيادة أجمالي الإنتاج القومي السعودي عن الإنتاج المصري إلا أنه يُرجع الزيادة (90% من الإنتاج القومي) إلى تصدير البترول و منتجاته
بالرغم من "تضاعف" الإنتاج (الدخل) القومي المصري عن مثيلة الإسرائيلي إلا أن عندما يتم قسمة رقم الدخل القومي على تعداد أفراد الشعب ينتج "الفرق الكبير" في متوسط "دخل الفرد السنوي" و مشاركته فيه نظريا في كلتا البلدين
ديون مصر المعلنة حوالي ( 1361 مليار جنية ) بما يوازي ( 227 مليار دولار ) منهم ( 38 مليار دولار ) ديون خارجية ... السؤال هل الإنتاج القومي ذاد عن ( 230 لعام 2011 ) أم قل بسبب توقف السياحة و الاضطرابات الأخرى بمعدل لا يقل عن (10 مليارات دولار) بالسالب عن عام 2011 و بالتالي تكون مصر دخلت عمليا و فعليا مرحلة الإفلاس.
يلاحظ المشاركة الكبيرة في الدخل القومي لجزيرة الصينية الصغيرة "هونغ كونغ" التي لا يتعدى تعداد سكانها عن النصف في المائة (7 مليون) من الأجمال لتعداد دولة الصين الشعبية التقريبي و هو (1.34 مليار)
كانت جزيرة "هونغ كونغ" أثناء فترة الإدارة البريطانية لها (تأجير لمدة 99 عام) من ركائز النظام الرأسمالي العالمي و قد عززت الجزيرة دورها كمستودع عالمي لبضائع والمنتجات نظرا إلى الاستثمارات الضخمة لديها فى قطاع الصناعة و قد كانت من أقطاب الصناعة، المال والتجارة في العالم و كان يبلغ حجم الأصول المالية في بورصة "هونغ كونغ" للأسهم 304 مليار دولار حتى عام رجوعها لصين (1997) (وهو ما يمثل 6 أضعاف ما لدولة مثل فرنسا فى ذلك الوقت)
بسبب الإمكانيات البشرية و الاقتصادية العظيمة لدى "هونغ كونغ" ، لم تتردد الصين في إعطائها حكم ذاتي مميز اقتصاديا و اجتماعيا و ثقافيا و إداريا فيما عدا الخارجية و الجيش طبقا لاتفاق المبرم بين جمهورية الصين الشعبية والحكومة البريطانية في ديسمبر 1984 و التي أصبحت بمقتضاه "هونغ كونغ في 1 يوليو 1997 تعرف باسم "منطقة هونغ كونغ الإدارية الخاصّة لجمهورية الصين الشعبية"
استفادت الصين كثيرا من القوى البشرية الفنية لدى "هونغ كونغ" ذات الثقافة الغربية و قامت بأسلوب ناعم بنقل أسلوب الإدارة الحديثة و التكنولوجيا المتقدمة منها إلي داخل الصين الأم
تقع مدينة "شانغهاي" وسط ما يعرف إداريا بـ"بلدية شانغهاي المركزية"، ويعيش فيها ما يقارب 13 مليون نسمة ومنذ عام 1990 أطلقت الحكومة المركزية يد الحكومة المحلية في تطوير المدينة وجلب المزيد من الاستثمارات الغربية إليها للحد من هيمنة "هونغ كونغ" على المنطقة و بدأت في بناء المنشآت المدنية الحديثة (طرق سريعة، جسور، قطارات أنفاق ، قطارات سريعة) للدفع بعملية التنمية فيها.نظرا لكونها قاعدة صناعية شاملة و تعتبر أكبر الموانئ في الصين و قد تم ربطها بالعاصمة "بيجين" بقطار سريع معلق كهربائي قامت ألمانيا بتصنيعه و تنفيذه مستخدمه فيه احدث التكنولوجيا
تحتل مدينة "شانغهاي" مكانة هامة في اقتصاد البلاد.ومن صناعاتها الرئيسية ( التعدين وصناعة الآلات والسفن والكيماويات والإلكترونيات والمقاييس والصناعة الخفيفة والغزل والنسيج و السيارات ... الخ ) و هي تشتهر أيضا بالتجارة وبالأعمال المصرفية وبخدمات النقل البحري و قد كانت تلك المدينة حتى عام 1949 منطقة امتيازات لكلا من (إنجلترا / فرنسا / أمريكا / اليابان) و قد تعود سكانها على التعامل مع الغرب إداريا و ثقافيا .. هذا مما قد ساعد تلك المدنية أن تقود قاطرة النهضة الاقتصادية في الصين في العشرة سنوات الأخيرة و تستقبل المئات من الاستثمارات الغربية الكبرى على أرضيها حتى أصبح 50% من الدخل القومي لصين له علاقة مباشرة أو غير مباشرة بتلك المنطقة الصغيرة التي أصبحت نسخة مكبرة من "هونغ كونغ" الصينية
ساعد الانتماء القومي كما ساعدت الثقافة القومية في تجنب الكثير من الصراعات الطبقية كنتيجة لتواجد نظامان اقتصاديان مختلفان في نفس الوقت في بعض المناطق (اشتراكي مركزي و رأسمالي) و تزاوجهما في مناطق أخرى هذا بالإضافة إلى الصرامة والالتزام في العمل قد ساعد على نجاح التجربة الصينية
هل حقا الصين هي الحل؟؟ ... سؤال أتركه بلا أجابه
نعم أنا لا أخفى أنني امتلك الكثير من الحلول العلمية و لا أنكر أيضا معرفتي الجيدة بالبنية التحتية الاقتصادية لمصر ( مصانع / شركات / بنوك / .... عمالة / فنيين / ...) ..لكنى أرى في نفس الوقت أن الحل الإنساني يجب أن يسبق أي حل علمي لمشاكل مصر
ثقافة دولة الأيمان التي أتى بها "السادات" من قبل و قد كررها "مرسى" في خطابة الأخير لن تجدي و لن تنفع ، و أنا لا أقصد أي يكون البديل هو دولة "الإلحاد" ، لكن أنني أرى على أرض الواقع القلوب التي أصبحت ملئيه بالأيمان كما أرادا لها الإخوان المسلمين و السلفيين و قد أصبحت في نفس الوقت ملئيه (بالحقد و الغيرة و الحسد و الكراهية) و على الرغم من كونها عامرة بالأيمان إلا إنها مُدمرة لإنسان
الشعب يحتاج إلي دولة المحبة و إلي قلوب ملئيه بالحب عامرة بالمودة قبل "أي أيمان" ، فدائما العامل الإنساني يقود إلي النهضة الاجتماعية أو الاقتصادية و التقدم الحقيقي و ليس العكس
مع شكري و محبتي
ملحوظة.ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعض مصادر البينات السابقة
(http://data.worldbank.org/indicator/NY.GDP.MKTP.CD/countries )
(http://siteresources.worldbank.org/DATASTATISTICS/Resources/GNI.pdf)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
#موريس_رمسيس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
