أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - رأسماليةُ الدولةِ بدأتْ في الغرب














المزيد.....


رأسماليةُ الدولةِ بدأتْ في الغرب


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3834 - 2012 / 8 / 29 - 07:07
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    





في صراعِ الرأسماليةِ والاشتراكية، صراعِ المالكين المستثمرين والأجراء العاملين، تكمنُ ثنائيةُ الصراع الاجتماعي الكبير في العصر الحديث، وتخلت الايديولوجيا الاشتراكية عن الشمولية حين تصاعدت الديمقراطية وبدلت دول أوروبا الغربية جلودَ التماسيح الحادة بأنظمةٍ مؤنسنة تخضعُ للصراع المتداول والانتخابات.

لكن رأسمالية الدولة ظهرت في برنامج الحزب الاشتراكي الألماني في القرن التاسع عشر، كشكلٍ لسلطةٍ جديدة ديمقراطية قادمة عبر صناديق الاقتراع.

لكنها أحتوتْ تأميماتٍ وجهازاً اقتصادياً جديداً مخالفاً للرأسمالية الحرة، التي وضعتْ كلَ الأملاك الخاصة والعامة كبضائع يمكن تداولها في البورصة.

وربما أضافتْ إليها كذلك مع السرعة التجارية الفنونَ والأخلاقَ والقيادات السياسية!

كان زمنُ التضادِ الحاد بين العمال والرأسماليين، ففروقٌ كبيرةٌ بين دولةٍ ناشئة ضعيفة في المجتمع الألماني ودولة بدأت تمتدُ شرايينها في المستعمرات التي ظهرت في أمريكا وآسيا وافريقيا، فهناك فقرٌ مدقع وهنا ثرواتٌ تتصاعد ومعيشة مرفهة تزدادُ بذخاً، وهي ثنائيةٌ صراعيةٌ أنتجت ثنائية إيديولوجية، فهنا يجب أن تظهر دولة العمال، وهنا يجب أن تزول دولة الرأسماليين.

لكن البرنامج الاشتراكي الديمقراطي الألماني وهو موجودٌ في دولة خطيرة جاءت متأخرة للرأسمالية والمستعمرات، وقد خالف الاشتراكيات الديمقراطية الإصلاحية في دول غرب أوروبا وأقام وعيه على الإصلاحات المتصاعدة، ضمن نقطة رأسمالية الدولة تلك في برنامج غير ممكن، فالدولةُ الديمقراطيةُ تخضعُ قوانينَها باستمرار للتحول من قبل الناخبين، ولا توجد سلطةٌ تبقى لعشر سنوات أو لعقود، السلطةُ تظهرُ من انتخاباتٍ وتتغير مع انتخابات جديدة وتستطيع السلطة الجديدة الفائزة أن تخضع القوانين السابقة للتعديل عبر الدستور والتصويت.

أما أن تبقى سلطةٌ خارج الدورات الانتخابية وتهيمنُ على شركات وإدارات فهي تغدو(رأسمالية دولة شمولية)، وسوف يعمل السياسيون الفائزون على البقاء وإستغلال الموارد العامة، سواء كان ذلك للعمال أو للرأسماليين.

ولهذا ليس الأملاك العامة هي فقط التي تدخلُ البورصةَ بل ان الأجورَ والأسعار تخضع للسوق.

هذه هي(الدولة الرأسمالية) وقد غدت للعمال والرأسماليين معاً حسب قدراتهم على خلق الأحزاب والمؤيدين والدخول في الانتخابات وتحقيق برامجهم.

وكان فردريك أنجلز ذا نظر بعيد حين تصور الاشتراكية نتاجاً لعقود تالية وتجري عبر إصلاحات عالمية متراكمة بين الأمم ولهذا ركز خلال سنوات حياته الأخيرة على الإصلاحات المتنامية التي يقودها الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

لكن لم تتم مراجعة دقيقة لرأسمالية الدولة في البرنامج المذكور، ولم تخضع لمراجعةٍ فكرية كبيرة حيث التوتر بين بقاء وإزالة الرأسمالية، ثم أُضيفت إليها تكملة خطيرة بعد أحداث كومونة باريس وهي ضرورة وجود دكتاتورية العمال في هذه الدولة غير الواضحة المعالم بين الرأسمالية والاشتراكية ولكنها دكتاتورية مرحلية.

وفي الشرق تحولت رأسماليةُ الدولة إلى الشكل الرئيسي من التطور الاجتماعي السياسي، في مجتمعات ليست فيها رأسمالية متطورة كألمانيا، عبر روسيا وشرق أوروبا والصين والكثير من دول العالم حتى غدت دولٌ في مجاهل افريقيا تقفز لهكذا دولة بأسماء رنانة عن الدولة الشعبية الديمقراطية!

وكما شكلتْ هذه الفكرةُ جنينَ التحولِ من اقتصاد إلى اقتصاد آخر تلعبُ فيه الحكومةُ المنتخبة الاشتراكية دوراً محورياً، وتتنامى عبر أسسِ الديمقراطية نفسها وإرادة الناخبين، فإن ذاتَ الفكرةِ قد حُورت وشُوهت وهي تنتقلُ من غربٍ ديمقراطي إلى شرق استبدادي، فشكلتْ دولاً شمولية فُقدتْ منها الديمقراطيةُ والانتخابات الدورية لتحسين التطور السياسي والتقدم الاجتماعي ولتزل الاحتكار عن السلطة، وبالعكس جرى ذلك في الشرق لبقاء الاحتكار السياسي الاقتصادي وإنتاج طبقات استغلالية بأسماء الوطنية والاشتراكية والقومية.

لعل العواصف التي تهدر في العالم العربي وتنتظر الانتقال لدول أخرى تخضع هذه المقولة الاجتماعية السياسية لقراءات عميقة من التحولات السياسية الجارية وألا تكرر دول الربيع العربي هذا النمط الاقتصادي الاجتماعي الشمولي خاصة مع ذهاب بعض قادتها لاستطلاع مثل هذه التجارب، ودعوتهم أثناء الأحداث للاستفادة منها، ومع تقاليد دينية محافظة وحريات منتقصة، لتظهر رأسمالية الدولة الدينية الشمولية في العالم العربي.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنبريون والجمهور
- إصلاحُ رأسمالية الدولة
- الطوائفُ اللبنانيةُ والحراكُ السياسي
- كسرُ عظمٍ على أسسٍ متخلفة
- النقدُ الذاتي وليس المراوغة
- خارجَ الطائفةِ داخلَ الطبقة
- بُنيتا الحداثةِ الاجتماعية
- المفكرُ والتحولات
- جورج لوكاش(٢-٢)
- جورج لوكاش (١-٢)
- المحافظون والديمقراطية الاجتماعية
- تدهور الثقافة في البحرين
- عالمُ المماحكاتِ
- تقاسمُ المستعمراتِ الإسلامية
- التنظيمات والبالونات
- تناقضات المنطقة
- مساعدةُ الثورةِ السورية واجبٌ قومي إنساني
- الديمقراطيةُ الشموليةُ
- العودةُ الحادةُ للوراء
- حركةُ النهضةِ التونسية.. الأيديولوجيا والحراكُ السياسي ( ...


المزيد.....




- وسط ترقب لرسالة أوجلان.. ماذا يريد حزب -ديم- الكردي من زيارة ...
- تركيا تشترط القضاء على حزب العمال الكردستاني لإعادة النظر في ...
- مراقبون للشأن اللبناني: مهاجمة المتظاهرين السلميين عمل مشين ...
- إضرام النار في الجسد: وسيلة احتجاجية تتكرر في تونس بعد 15 عا ...
- حصيلة عمل فريق التقدم والاشتراكية بمجلس النواب بمناسبة اختتا ...
- افشال السياسة العنصرية لترامب واسرائيل بحق الفلسطينيين مهمة ...
- الحزب الشيوعي يرفض اتفاق إنشاء قاعدة عسكرية روسية في السودان ...
- -ميول إسلاموية- ـ المشتبه به يقر بتعمد دهس متظاهرين في ميوني ...
- كلبة الفضاء السوفييتية -لايكا- تشارك في -يوروفيجن 2025-
- جبهة البوليساريو تنفي تواجد مقاتلين تابعين لها في سوريا


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عبدالله خليفة - رأسماليةُ الدولةِ بدأتْ في الغرب