أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - أم عزباء أم امرأة عانس؟














المزيد.....


أم عزباء أم امرأة عانس؟


عبد المجيد إسماعيل الشهاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 18:33
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


منذ قديم الزمان لا تزال الثقافة العربية تضحي بالمرأة وحقوقها وحرياتها وتلزمها أعباء إنجاب الذرية وتربية الأجيال وصون الجماعة وتعمير الكون. منذ قديم الزمان لا تزال الثقافة العربية تتحدث بالوكالة عن المرأة، لا تسمح لها أن تتكلم بنفسها عن حاجاتها وأفراحها وأحزانها ورغباتها وتطلعاتها. الثقافة العربية ترى في المرأة العربية أرضاً يرمي فيها الرجل بذرته، حتى تنمو وتقوى وتزدهر الجماعة. الرجل الفاعل، المرأة مفعول بها. المرأة تحمل في رحمها العالم. هكذا كانت ولا تزال، في نظر الثقافة العربية، أصل ثمين يجب حمايته والذود عنه بكل الوسائل. في خيال الرجل العربي، المرأة حياته، شرفه، إذا ضاعت ضاع منه كل شيء. من هنا كثرت القيود والسدود التي أقامها الرجل العربي حول امرأته العربية. من شدة حرصه عليها وتشبثه بها، يكاد الرجل العربي بجهله أن يزهق روح المرأة العربية.

المرأة العربية، مثل الرجل العربي والمرأة غير العربية في كل مكان آخر، هي كائن حي عاقل، وليست أبداً أصل مادي ثمين بحاجة إلى من يحميه ويدافع عنه. المرأة مثل الرجل تماماً لها كيان مستقل، والجماعة هي المنوط بها أن توفر للمرأة نفس الحماية التي توفرها للرجل، لا أن توكل إلى الرجل حماية امرأته كيفما ووقتما شاء. في الجماعة البشرية الحديثة، الرجل والمرأة كيانان مستقلان ومتساويان لا وصاية أو حماية لأحدهما على الآخر. مثلما أن الرجل البالغ يستطيع أن يعيش حياته مستقلاً ومستغنياً عن المرأة، كذلك المرأة البالغة تستطيع أن تعيش حياتها مستقلة ومستغنية عن الرجل. لا قوامة ولا وصاية من أي نوع على المرأة البالغة. الجماعة الوطنية الحديثة، عكس القبيلة البدائية القديمة، لا تميز ولا تفرق بين أبناءها على أساس الجنس أو اللون أو المعتقد أو خلافه. في عالم اليوم، المرأة مساوية للرجل في كل شيء.

من منطلق هذه المساواة الطبيعية بين الرجل والمرأة، أصبح من حق المرأة أن تحصل على حقوقها وتمارس حرياتها الشخصية كاملة مثل الرجل، حيث لا يوجد أي اختلاف جوهري في الأصل البدني أو العقلي للرجل والمرأة يبرر في المقابل أي تمييز أو اختلاف جوهري في الحقوق والحريات والواجبات. ومما لا شك فيه أن المرأة تمتلك من الأعضاء والمشاعر والرغبات الجنسية قدر ما يملك الرجل منها، إن لم يكن يزيد. رغم ذلك، ظلت الثقافة العربية ولا تزال تعطي الذكر البالغ العربي الحق في أن يستخدم أعضائه ويشبع مشاعره ورغباته كما يشاء، بمجرد أن يستطيع الباءة، وبمبادرة شخصية كاملة. بينما ظلت الأنثى البالغة العربية طوال تاريخها ولا تزال محرومة بالكامل من تلك الباءة ومن المبادرة الشخصية، ومن ثم لا تزال محرومة من استخدام أعضائها الجنسية وإشباع مشاعرها ورغباتها، إلا أن تكون سعيدة الحظ ويطرق بابها ابن حلال. عدا ذلك، تظل البنت العربية بيتاً وقفاً خراباً، امرأة عانس- لا هي تشبع مشاعرها ورغباتها الشخصية ولا هي تعمر كوناً. في الثقافة العربية، المرأة العانس حشو حياتي، كأنها لم تكن، ويا ليتها لم تكن، في الأماني الدفينة لحراسها.

لابد من تمكين المرأة العربية البالغة وإعطائها مقاليد السيطرة والحكم على أعضائها ورغباتها وحياتها؛ لابد من عتق المرأة العربية المعاصرة من سجن الثقافة العربية القديمة المظلمة؛ لابد من عتق المرأة العربية من وقفها وخرابها وعنوستها، إلى فضاء الجماعة الطلق حيث الحركة والعمل والإنتاج والاختلاط وولادة المشاعر والحياة. لابد من إعطاء المرأة العربية نفس الحرية والمبادرة الجنسية التي يحتكرها الرجل العربي لنفسه بأنانية نادرة منذ آلاف السنين. آن الأوان لكي تخرج المرأة العربية إلى الحياة وتتحمل بنفسها المشاق والأعباء، مهما كانت ثقيلة. الحرية دائماً لها ثمن.

أيهما الأكثر خسارة مادية للجماعة ومرارة نفسية للمرأة: الأم العزباء أم المرأة العانس؟



#عبد_المجيد_إسماعيل_الشهاوي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الزواج وممارسة الجنس
- حقيقة الصراع السلمي حتى الآن على الوطن مصر
- الدين والديمقراطية والاستبداد
- شهوة الجسد
- حرية الجسد
- حرية الفكر والاعتقاد والإلحاد
- عدل ظالم...ومساواة حرام
- مساواة في الدين؟
- بكائية الخضيري على البرلمان المسكوب
- مرجعية الأزهر...لبنة في بناء قديم
- يوم الفرقان: الجمعة 28 يناير 2011
- الديمقراطية كفر بالله؟
- المشروع الإسلامي التجريدي وإشكالية الصراع المحتوم
- -حكم بين السلطات-، أضلولة أخوانية
- الدائرة الأخوانية الإسلامية المغلقة
- سلطان الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر
- نصف إله + نصف شيطان = مساواة
- الحرية وتطبيق الشريعة
- امسك...إسلامجية حرامية
- آلهة شياطين


المزيد.....




- جنوب إفريقيا... مصرع امرأة جراء فيضانات ضخمة (فيديو)
- الجنسية السويسرية عبر الزواج: شروط صارمة وكلفة باهظة لمن يقي ...
- السعودية.. توفير خدمة هي الأولى من نوعها للنساء في الحرم الم ...
- وزيرة شئون المرأة الفلسطينية لـ«الشروق»: نواجه واقعا مأساويا ...
- من بطلة إلى ملهمة: كيف غيرت إيمان خليف وجه الملاكمة النسائية ...
- الشبكة السورية لحقوق الإنسان: 878 ضحية في الساحل السوري
- في لبنان: جريمة قتل امرأة سبعينية في الشوف
- شهادات مؤلمة: العنف الجنسي ضد الفلسطينيين في تقرير أممي
- توغو: قوانين الإجهاض الصارمة تدفع النساء إلى المخاطر وتفاقم ...
- كيف يمكن للمرأة العربية الاستثمار في الذات لتحقيق النجاح؟


المزيد.....

- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عبد المجيد إسماعيل الشهاوي - أم عزباء أم امرأة عانس؟