|
هل الرئيس الأخواني المصري (د.مرسي )، هو نكبة على الربيع العربي و(السوري) خاصة !!؟؟
عبد الرزاق عيد
الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 15:21
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
كتبنا البارحة زاوية نعتب فيها بل ونؤنب الرئيس الأمريكي (أوباما )، على عدم شدته وحسمه الضروري المطلوب منه كرئيس أعظم دولة في العالم نحو نظام عصابات الاحتلال الأسدي الذي يهدده بالخطوط الحمر إذا ما استخدم السلاح الكيماوي هذا من جهة، ومن جهة أخرى كان عتبنا ونقدنا له كزعيم ديموقراطي أسمر يشبهنا كما نشبهه في السمرة وتاريخ معاناته العنصرية لها، وأن معاناتنا لا تختلف عن معاناته سوى أنه كان يدفع ضريبة (أقليته السوداء) ، بينما الشعب السوري يدفع ضريبة ("أكثريته" التاريخية الطائفية غير المسؤول عنها!)، إذ أن التعامل مع الآخر وفق ما لم يختاره لنفسه باللون أو بالعقيدة أو الدين والمذهب ،هو "عنصرية" كريهة وحقيرة ومدانة إنسانيا وعالميا ...وذلك إن كانت عنصرية اللون أو الجنس أو الإثنية القومية أو عنصرية المذهب ... والمشكلة أننا اليوم نجد من يدخل على خط التحذير الكاريكاتوري هذا، رئيس الدولة العظمى الثانية : وهو رئيس ديموقراطي يفترض أنه يساري كأوباما ، أي الرئيس الفرنسي (هولاند ) الذي يبدو أنه أعجبته حنكة التملص الأمريكي من مسؤولياته نحو الشعب السوري، فهدد بذات صيغة التهديد الأمريكي، بأنه لن يسمح للمعتوه (البارانوي ) الأسدي، من استخدام السلاح الكيماوي، وبأن ذلك خط أحمر يستدعي التدخل ...وعلى هذا فإن على المواطن السوري أن يستقبل كل أشكال الموت (الذبح أو الموت تحت الأنقاض أو القنص على أنه نوع من "الموت الرحيم " ) ما دام هو قبل الموت بالسلاح الكيماوي، وعليه –والأمر كذلك – أن يوقت ساعة لحظة إنقاذه (الأمريكي –الفرنسي)، عندما يشم رائحة الغازات السامة الكيماوية ... أردت أن أقول للغرب إن منطقكم هذا وصفة ممتازة لدفع الناس للاستجابة للصوت الأصولي الذي يحببهم بالموت أكثر من الحياة!! ويدعوهم للموت واقفين بعزة وكرامة، قبل أن يموتوا اختناقا بالغازات السامة الروسية والإيرانية الكيماوية التي تهددنا بها العصابات الأسدية، والتي يحذرهم منها الرئيس الأمريكي والفرنسي ....!! مع ذلك وجدت بعض من يعترض عليّ، لماذا احتجاجك وعتبك وتأنيبك للرئيس الأمريكي أو الفرنسي، إذا كان زعيم الدولة العربية الأكبر مصر (الرئيس الأخواني مرسي ) المنتخب ديموقراطيا، سيذهب إلى مؤتمر ما يسمى "عدم الانحياز " الإيراني ليسلمهم مفتاح هذا الحلف (الكاريكاتوري) المنقرض، بعد أن شبع موتا مع من قادوها بقيادة (الاتحاد السوقييتي العظيم ...سيما بعد أن أصبحت القيادة الإيرانية هي القيادة العملياتية لمسلسلات الذبح في سوريا...) أي أن الرئيس المصري هو الذي سيسلم لإيران قيادة هذا التحالف الهزلي (غير المنحاز!!) الذي شبع موتا وتحللا على أيدي عصابات مافياته الروسية اليوم المتحالفة مع المافيا الأسدية ومافيا الملالي وحزب الله رؤساء عصابة المتاجرين بالمخدرات والسلاح .. بل ويأخذ علينا بعض الأصدقاء ،أنه علينا قبل مطالبتنا للغرب برئاسة أوباما الذي نوبخه وننعى عليه عدم تضامنه مع الدم السوري المستباح ، بأن نسأل أنفسنا : إذا كان الرئيس المصري الشقيق (مرسي المسلم الإسلامي الإخواني) لا يؤنب ضميره ولا يوجع وجدانه صور مجازر (داريا )، فيأبى حتى أن يستجيب للغرب (أوباما وهولاند)، أن يمنع السفينة الإيرانية المحملة بالأسلحة للنظام الأسدي لافتراس عظام أطفال سوريا أن تمر من قناة السويس !؟ أي يأبى الأخ المسلم |(الإسلامي مرسي) الاستجابة إلى منع مرور سفينة قتل الشعب السوري الإيرانية هذه... ومن الواضح بداهة أن الاستجابة المصرية لطلب أمريكي غربي من هذا النوع المتضامن عربيا وإسلاميا ،لن يكلف مصر مالا طاقة لها به اقليميا ما دام مدعوما غربيا وأمريكيا... أي خذلان هذا للشباب المصري الرائع ؟ أن هذا (المرسي) العتيق الفكر والرؤيا ؟ أن يختزل ربيع حريتهم إلى مجرد ملحق من ملاحق السياسة الخارجية الإيرانية والأسدية، حول ما كان يصفه ولي الفقيه الإيراني (خامنئي ) والوريث المعتوه الأسدي، بأن ربيع الديموقراطية عربيا وفي مصر، هو ربيع الثورة على معاهدة (كامب ديفيد)، وأنها متابعة لثورتهم الخمينية ... كان من المفهوم أن تجد إيران عملاء صغار لها ضمن مجموعات سياسية وحزبية مرتزقة كحزب الله، أو مجموعات فلسطينية كـ ( جبريل )، ولن نتحدث عن حماس التي تظهر ممانعة كريمة –حتى الآن- ضد الالتحاق بمصالح الهيمنة الاقليمية الإيرانية الفارسية الطائفية الصفوية ...لكن ما كان يخطر على بالنا قط أن يأتي السيد (مرسي) زعيم الحركة الإسلامية المصرية الأقدم والأعرق عربيا وإسلاميا (أخوان مصر) ليسلم زمام قيادته إلى ( مهابيل ملالي) طهران حسب تسمية رئيسهم السابق ( خاتمي) ..هل يعقل أن الشباب المصري الذي قدم كل هذه التضحيات، أن يكون قد قدمها في خدمة مشروع يتصل برفض السياسة الخارجية لوزارة الخارجية المصرية في زمن نظام السادات ومبارك ، وليس الرفض الثوري للمنظومة الشمولية الديكتاتورية الفاسدة لنظام مبارك السابق المنهار...لكنه النظام الذي يشكل على مستوى مساحة الحريات ، نظاما أكثر تقدما واتساعا وانفتاحا ألف مرة ، بالمقارنة مع نظام الملالي الذي يحكم الشعب الإيراني باسم الله، أو نظام القتل والإجرام والتشبيح الأسدي الطائفي الذي يسحق الكرامة السورية باسم الدفاع عن سيادتها ضد الصهيونية، التي ظهرت أنها الحليف الاستراتيجي للأسدية، بالتعاضد مع ايران الفارسية الطائفية الصفوية ... إن ذهاب السيد مرسي إلى طهران ، هو بمثابة إهانة لكرامة مصر الدولة العربية الأكبر التي رفض رئيساها السابقان أن يزورا طهران التي تحولت إلى عدو قومي فارسي في زمنهما الرئاسي، فالرؤساء السابقون- والأمر كذلك -يسجلون درجة عليا لكرامة مصر الوطنية بالقياس إلى تبخيسها من قبل هذا الرئيس الذي يهين زعامة مصر العربية والإسلامية، بل وتمثل خطوته هذه انقلابا على قيم الربيع العربي الديموقراطي، من خلال الالتحاق بنظام شمولي (ثيوقراطي) يتيح المجال لمشروعية التفسير والـتأويل، بأن الأخوان المسلمين ورفضهم للدولة (الثيوقراطية –الدينية )، وقبولهم بالدولة المدنية، ليس إلا مناورة تكتيكية، ما داموا يقبلون بإمامة إيران (الثيوقراطية) لقيادتهم ومن ثم قيادة العالم الإسلامي .. إن حلفاءنا الإسلاميين ليس في جبهة (المعارضة) التقليدية فقط ، بل في جبهة الثورة من أجل إسقاط النظام، مدعوون للتنديد بموقف الرئيس المصري وشجبه وتعريته بلا هوادة، ليس عبر مواقف بعض مثقفيهم وكتابهم الشرفاء ووجوههم السياسية المحترمة فحسب، بل عبر موقف حزبي وسياسي عام رسمي ومعلن ومشهر، بإدانة الخطوة الرئاسية التي لا تعبر عن التنكر لأي روح تضامنية ليس مع أخوتهم القومية والدينية للشعب السوري فحسب ، بل تعبر عن موقف متنكر لإخوتهم السياسية (الأخوانية ) في الموقف السياسي والنضالي الذي دفعوا الضريبة الأكبر والأشنع والأكثر وحشية في تاريخ سوريا الحديثة ... وإلا فإن هذا الرجل (مرسي ) سيكون نكبة ونقمة على الربيع العربي وأحلام الحرية لشعوبنا العربية والشرق أوسطية (كردية –سريانية- توركمانية ) وكل دياناته (الإسلامية والمسيحية ) وكل مذاهبه وملله ونحله الطائفية ..
#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
يا لخيبة الشعب السوري بكم أيها الرئيس أوباما !!
-
باسم من يتحدث هذا (النقار) في المجلس الوطني ؟ باسم الجيش الح
...
-
لابد من الاستفادة من درس: نقطة الضعف الإسرائيلي (الأقلوي) ال
...
-
هل نتخلى عن التظاهرات السلمية توفيرا للدماء ؟
-
تحية وطنية لابن سليل ( الوطنية السورية الإسلامية) الدكتور مص
...
-
مستقبل سوريا بين (الستالينية البكداشية) والفهلوية (اليسارية
...
-
ثلاث مفارقات سياسية للتملص وطنيا وعالميا من دم أطفال سوريا !
...
-
الأسدية لا يزال لها فرصة جديدة للتمديد .. بتكليف الإبراهيمي
...
-
إعلان شباب الثورة السورية : ما في عيد حتى تأذن أم الشهيد !!
...
-
بيان هيئة التنسيق، أسوأ في تنازلاته للعدو (الأسدي- الإيراني
...
-
هناك من يدافع عن الشبيحة : قتلة الأطفال ومغتصبي النساء باسم
...
-
حزب الله بين -المقاومة -و - المقاولة- !!!
-
لا لجنرال الفوضى والسلفية ... العنفية!!!
-
عود على بدء حول ملف الطائفية العلوية ...!!
-
العين بالعين والسن بالسن ...والعسكري بالعسكري والمدني بالمدن
...
-
حوار وكالة آكي مع الدكتور عبد الرزاق عيد
-
دفاعنا عن شهدائنا، مدعاة لوصمنا بالطائفية، ما دمنا ندين فعل
...
-
نظام ملالي ايران يعتبر شهداءنا مجرمين أطلقتهم السجون العربية
...
-
نداء روما : يهبط من مستوى التساوي المزعوم بين الشعب مع العصا
...
-
سلطة العصابات الأسدية : اغتراب عن المجتمع أم استيطان !!؟
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|