|
الثورة السورية .. حرب العصابات .. و السلاح الأقوى ..
رائد أبازيد
الحوار المتمدن-العدد: 3833 - 2012 / 8 / 28 - 14:09
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بعيداً عن تحليلات المفكرين و السياسيين و بعيداً كل البعد عن تحويل الثورة إلى فيلم من أفلام هوليود و النظر إلى يد لهو خفي تمارس قوتها السحرية على مسيرة الثورة , لنقف فقط بعض الوقت مع الأرض لتعطينا قراءة بسيطة نستمد منها قوتنا و نحافظ عليها .... نعيش اليوم و في هذه اللحظات مرحلة جديدة من مراحل الثورة تتميز باعتمادها بشكل كبير على الجانب العسكري و هذا الأمر لا ينفي السلمية , بل إن استمرار المظاهرات في المدن التي تتعرض للقصف يعطي لمسير الثورة جانباً من القوة لا يمكن انكاره . فاستمرار المظاهرات في مدن مثل درعا و السلمية و الكسوة و مدن في ريف حلب و دمشق و حماة و حمص و إدلب و دير الزور و غيرها من المدن هو خطوة متكاملة مع الكفاح المسلح ضد نظام القتل . و في العودة إلى الجانب المسلح من معركة الشعب نجد أنه ليس هناك مجال للمقارنة و لا بأي شكل من الأشكال بين تسليح الشعب و جيش النظام فاعتماد الشعب هو على السلاح الخفيف و المتوسط بينما اعتماد جيش النظام على السلاح الثقيل المتمثل بالطيران الحربي و راجمات الصواريخ و غيرها من أسلحة لا يمكن استخدامها ضد الشعب لأنها مصممة للمواجهات الميدانية بين الجيوش النظامية . و هذا أمر يدفعنا بشكل عفوي إلى القول أنه من الواجب علينا خوض حرب عصابات حتى نستطيع تجاوز الفارق الكبير في التسليح . حرب العصابات بالتعريف هي : بالإنجليزية(Guerrilla warfare) هي حرب غير تقليدية، بين مجموعات قتالية يجمعها هدف واحد تخوض معركتها ضد جيش تقليدي، حيث تتكون هذه المجموعات من وحدات قتالية صغيرة نسبيا مدعمة بتسليح أقل عددا ونوعية من تسليح الجيوش. وتتبع أسلوب المباغتة في القتال ضد التنظيمات العسكرية التقليدية في ظروف يتم اختيارها بصورة غير ملائمة للجيش النظامي. ومقاتلوا حرب العصابات يتفادون الالتحام في معركة مواجهة مع الجيوش التقليدية لعدم تكافؤ الفرص، فيلجأون إلى عدة معارك صغيرة ذات أهداف استراتيجية يحددون هم مكانها وزمانها بحيث يكون تأثيرها موجع للخصم. والاسم الأجنبي أصله إسباني ويعني الحرب الصغيرة. ان العمل ضمن استراتيجيات حرب العصابات هي الوسيلة الأكيدة في كسر فارق القوة بين جيش متكامل التسليح و مجموعات صغيرة تعتمد على التسليح الخفيف و تنطلق من مبادئ مفهوم حرب العصابات و التي تعتمد على التحرك السريع و الابتعاد عن المواجهة و يمكن تلخيص هذه الاستراتيجية في مقولة ماوتسي تونغ (( عندما يتقدم العدو نتراجع و عندما يخيم نناوش و عندما يتعب نهاجم و عندما يتراجع نطارده))
ما هو السلاح الأقوى في حرب العصابات ؟ تكتيك ... تنظيم ... عمل جماعي .... كل هذه خطوات واجب توافرها من أجل الانتصار و لكن هناك سبب يبقى غائباً عن ذهن الكثيرين و هو الحاضن الاجتماعي (الشعب)... لولا الشعب و الشعور المتنامي بالظلم من قبل الطبقة الحاكمة لما كان هناك ثورة في الاساس فأفراد المجموعات هم أبناء الشعب و ينتمون له في الوقت الذي يصبح فيه جندي النظام بعيداً عن هذا الانتماء بسبب ممارساته ضد أبناء وطنه و استعمال أساليب القهر ضدهم من أجل بقاء السلطة التي أصبحت منبوذة من قبل الشعب . إن أفراد المجموعات يعلمون جيداً أن الشعب هو أساس قوتهم فالشعب بالنسبة لهم هو الإمداد و شبكة الاتصالات و مصدرهم الاستخباراتي . (( إن الشعب يشكل مفتاح الصراع و بالواقع هو الذي يقوده , فرجل العصابات ينتمي إلى الشعب بنفس المقدار الذي لا يستطيع فيه جندي الحكومة أن ينتسب إليه . لو لم يكن النظام قد فقد محبة الشعب لما اندلعت الثورة . إن رجل العصابات يقاتل بمعونة الجماهير الشعبية المدنية)) الشعب هو البداية كما هو النهاية و هنا يمكن أن نفهم جيداً أسباب محاولة النظام دائماً لخلق الفتنة ما بين من يحمل السلاح و أفراد بيئته من اجل جعله منبوذاً و تخليصه من الحماية التي يحظى بها من الشعب و يستعمل نظام الأسد عدة طرق من اجل تحقيق هذا الهدف و تبدأ بالاستفزاز لمشاعر من يشكل المقاومة المسلحة من اجل ارتكاب أخطاء تعود سلبيتها على البيئة المحيطة و افتعال أعمال تقوم على الخطف و طلب الفدية و نسب هذه الأعمال إلى المقاومة . لا يمكن لأحد ان يقوم بعمل ما دون ارتكاب الأخطاء و لكن لا ينبغي التركيز على الأخطاء بل العمل على محاولة تنمية الوعي لتجاوز هذه الأخطاء و منع تكرارها و عدم مقارنة هذه الأخطاء بحال وقوعها بأعمال النظام لأنه السبب الأساسي في افتعالها . و في النهاية لا بد من أن نعلم جيداً ان حرب العصابات لا يمكن مواجهتها بنفس الأسلوب و لا يمكن الانتصار عليها باستخدام استراتيجيتها و لكن يمكن الانتصار عليها في حالة تخليصها من الحاضن الاجتماعي لها و هذا هو الهدف الأساسي لنظام الأسد من خلال تصعيد اعمال القصف و المحاولات المستمرة لجرالبلاد إلى فتنة طائفية و كانت آخر هذه المحاولات التفجيرات التي حصلت يوم أمس في مدينة جرمانا و التي ستندثر كما غيرها من المحاولات الفاشلة و التي تمكن الشعب من تجاوزها و كانت دائماً سبباً في توطيد العلاقات بين فئات المجتمع و مكوناته بشكل أكبر من ذي قبل ....
* هذه مقالة مختصرة و هي بحاجة إلى التوسع و الشرح بشكل أكبر و سوف يتم ذلك عن طريق مجموعة من المقالات التي ستتبعها من اجل دراسة مفهوم حرب العصابات بشكل أكبر و كيفية الاستفادة منها في ظل الثورة السورية . المراجع المعتمدة : 1- كتاب حرب المستضعفين ل روبرت تابر 2- كتاب مبادئ حرب الغوار ل ارسنتو تشي غيفارا
#رائد_أبازيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
سوريا ثورة ... و حرب أهلية ....
المزيد.....
-
مظلوم عبدي لفرانس24: -لسنا امتدادا لحزب العمال الكردستاني وم
...
-
لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا
...
-
متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت
...
-
التصديق على أحكام عسكرية بحق 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ«
...
-
تنعي حركة «الاشتراكيين الثوريين» ببالغ الحزن الدكتور يحيى ال
...
-
الحزب الشيوعي يرحب بمؤتمر مجلس السلم والتضامن: نطلع لبناء عا
...
-
أردوغان: انتهت صلاحية حزب العمال الكردستاني وحان وقت تحييد ا
...
-
العدد 584 من جريدة النهج الديمقراطي
-
بوتين يعرب عن رأيه بقضية دفن جثمان لينين
-
عقار -الجنود السوفييت الخارقين-.. آخر ضحاياه نجم تشلسي
المزيد.....
-
ثورة تشرين
/ مظاهر ريسان
-
كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي
/ الحزب الشيوعي السوداني
-
كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها
/ تاج السر عثمان
-
غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا
...
/ علي أسعد وطفة
-
يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي
/ محمد دوير
-
احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها
/ فارس كمال نظمي و مازن حاتم
-
أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة-
/ دلير زنكنة
-
ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت
...
/ سعيد العليمى
-
عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|