مريم نجمه
الحوار المتمدن-العدد: 1117 - 2005 / 2 / 22 - 10:46
المحور:
الادب والفن
ما أحقر هذا الحلضر
وما أجمل المستقبل
وما أبعد الأبدية ..!
التشويه أصاب حتى الأرقام ,
مسكينة ( التسعة ) - 9
لاتستطيع أن تدافع عن نفسها .. إنها جماد
والجماد لا يتحرّك
أو لأنها رقم مجرّد .. ربما ..!
إنها عدد .. لا تملك المقومات ولا الوسائل
للدفاع عن نفسها .
حتى لو امتلكت لسانا .. فلسان حالها يقول :
الإنسان عندكم .. مقطوع اللسان
بطوله وعرضه .. وثقله وما يملك
ممنوع عليه الكلام .. في بلد الأصنام
فما بالكم في مملكتنا .. مملكة الأرقام ...!
وما نفع اللسان كي لا تتكرر
كي لا تتجرجر 99 , 99 .....؟؟
إنها الاّلة الجهنمية .. السلطة الأسدية
جاثمة فوق الرقاب .
لقد ( روكبت ) .. الأرقام المكرّرة 99, 99
وكتبت على حضارة الشام .. 99 , 99
على مجد الشام مرّة _ بفتح الميم , مرّة مرة مرّة - بضم الميم -
تسعة وتسعين فاصلة تسعة وتسعين مرّة مرّة مرّة , بضمّ الميم -
ولم تنكسر الجرّة .
تسعة وتسعين فاصلة تسعة وتسعين .. أعطتنا ثلاثون عاما ,
ومرّت كطائر أسود
كثعبان يرشّ السمّ بدهاء
في كلّ منعطف .. وحقبة .. واستفتاء
في كل مخيّم .. ومدينة .. وحرب ذلّ
وتسليم .. واستجداء
هاهي مهزلة الجبناء
تتوالى كما الليل والنهار
- كما الأعداء من أمام .. ووراء
تلهث .. وتمجّد .. الصحف الصفراء
لبيعة مأخوذة على دم الشهداء
على مئات السجون تئنّ
عيون نامت فيها عقود
وتلاشت للفناء
ومنافي تضجّ دمعا .. واحتجاجا
وشوقا لأرض الكبرياء .
لقد كرهت التسعات المكرّرة
سقطت التسعة من قاموس الحريّة
لتعيش في قفص الجلاّد ... هي أيضا
أربع ولايات سود
والخامسة وليدة
بكل الحجر فيها والجلمود .
على شباّك التذاكر لسينما ( 99 , 9 ) ..
الأعداد تحتجّ .. والأرقام تبكي
لسينما 99......!
يا لهول المهزلة .. كيف يلعب بنا كما يحلو له
في هذا الليل الأسدي .. الوحشي ...؟
لقد أطفئ النور ..
وكرّر فيروس الكمبيوتر خطأه
على الرؤوس
وألغى العقل .. والإنسان .
لقد تعلّم الساحر السحر من ( سيّد ) خبير في
علم الأرقام المعكوفة على نفسها ,
لقد درس رأس النظام علم التحنيط بتفوّق
وعبادة الأصنام بتميّز ....؟!
كيف استطاع أن يحنّط حتى الأرقام
عدا الشعارات .. والأزلام
ويجعلها أسيرة .. ميتة في مومياء العقل
والزمن
وقاموس الحضارة والإنسان .. وعلم الأموات......؟
لا يبهرني هذا .....
لايبهركم هذا يا أيها المتفتحون والرافضون
ما أوهم هذا الساحر .. وطبيب الموميات
لقد أخطأ الحساب
لم يعطوه الفراعنة الأسرار ...!
جنرالات مهزومون في المعارك العسكرية
والدفاع عن الأرض والحدود
وهضاب الجولان
والتحرير والنصر
هم ... بعيدون عن الخلود ..!
أما الهزائم .. فهي الموت
والتحنيط
ومكانك راوح ... 99 , 99 ....!
ربيع - عام 1999 - كدانسك
#مريم_نجمه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟