أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق رحم الحجيمي - حبربشيات مواطن.. العيد الوطني العراقي














المزيد.....

حبربشيات مواطن.. العيد الوطني العراقي


صادق رحم الحجيمي

الحوار المتمدن-العدد: 3832 - 2012 / 8 / 27 - 16:26
المحور: كتابات ساخرة
    




يُقال أن أحدَ الزُعماء العرب تلقى تهنئةً من مسؤول عراقي بمناسبةِ العيدِ الوطني لبلادهِ، فما كان من الزعيمِ إلا أن أستفسر عن العيد الوطني العراقي، وطلب من مستشاريه في القصرِ ودائرةِ العلاقاتِ بالبحثِ عن اليومِ الذي يصادف العيد الوطني للعراق ، ولم يجد الزعيم اجابة واحدة ، فهناك من قال له (14 تموز)، والاخر قال (3 تشرين الاول) وقسم قال للزعيم (9- نيسان).
و قرر سكرتير الزعيم ومدير مكتبه الاستعانة بالسفارة العراقية في ذلك البلد، وكان الاستفسار كفيل بان تدخل السفارة في انذار ، فهم ايضا لا يعرفون العيد الوطني لبلدهم، ولايتذكرون اي احتفال لسفارات العراق في اي بلد اخر ومنذ سنوات..السفير العراقي وجد نفسه في موقف لا يحسد عليه فهو لا يعرف اجابة يرسلها للزعيم العربي ولايستطيع الاستفسار من وزارة الخارجية في بغداد لأن مجرد السؤال سيكون نكتة الموسم.
وانقاذاً للموقف طلب السفير رأي مستشاريه الثلاثة المعينين حسب المحاصصة.. فاجاب المستشارالاول ان يوم العيد الوطني العراقي 21 / آذار/ ( عيد نوروز).. اما المستشار الثاني وهو عربي من جنوب العراق، فقال ان العيد الوطني العراقي يوم 30- حزيران ذكرى ثورة العشرين ضد البريطانيين الاوغاد المستعمرين ، اما المستشار العربي الثالث- من وسط العراق- فقال ان العراق لايزال تحت الاحتلال ان لم يكن العسكري فهو السياسي ، لذلك لم يصبح دولة مستقلة فلا يوجد عيد وطني للعراق!!
السفير طبعا شعر بصاعقة من الاجوبة ولم ينقصه سوى ان يقول له رابع ان العيد الوطني هو –28 نيسان لانه عيد ميلاد كل العراقيين.
وعاد السفير الى بيته و روى القصة لزوجته، ولانها تتمتع بذكاء ولكي تُجنب سعادة السفير الأحراجات نصحته ان يكتب لمكتب الزعيم العربي ان العيد الوطني العراقي يخضع حاليا لمناقشات مستفيضة جداً من قبل اعضاء مجلس النواب العراقي، وحال اتفاقهم وتوافقهم على اقرار اليوم وتحديده سنخبركم بذلك.
ما نريد قوله من وراء هذه القصة هو التجاهل الكامل ليوم العيد الوطني العراقي بصوره كامله ، ولا نعلم هل هو مقصود ام ان هذا اليوم نسي تماما من مفكرة اكبر الاحزاب والقادة السياسيين في البلاد، والغريب ان هناك بلدان لديها اكثر من يوم وطنيَ مثل باكستان، والبعض ليس لها تاريخ ثابت للعيد الوطني، اي تواريخُ متغيرة. مثل جامايكا، التي تَحتفلُ بيومِها الوطنيِ في الإثنينِ الأولِ شهر أغسطس/آبِ، وبعض الدول يرتبط اليوم الوطني بجلوس الملك على كرسي الحكم او تولي الرئيس السلطة، وبالطبع هذا يتغير بتغير الملك او الزعيم مثل تايلند.
والحمد لله اننا في العراق ليس من اصحاب العيد الوطني المتغير ولا المتكرر وإلا اصبحنا في مصيبة لان كل جهة سوف تقرر عيدها حسب اهواءها.
ومع ان الحكومة العراقية سبق وان قررت العيد الوطني يوم (3/ تشرين الاول) من كل عام - تاريخ انتهاء الانتداب البريطاني سنة 1932 ودخول العراق في عصبة الام المتحدة كبلد مستقل- الا اننا لم نسمع او نرى اي شكل احتفالي بهذا اليوم عكس بلدان العالم المتطورة والفقيرة التي تقدس هذا اليوم وتحتفل به ويتلقى الرؤساء والمسؤولين التهاني ويرفع العلم في كل مؤسسات البلاد، وعادة ما يكون فيه اخبار مفرحة من زيادات في الراتب او اطلاق التعيينات، وتوزيع الملابس المدرسية على التلاميذ في المدارس.
كما أن اغلب الوزارات تعلن انجازاتها السنوية، كل هذا لم يحدث في يوم عيدنا الوطني.
والسؤال الذي قد يتبادر الى ذهن اي مواطن عراقي هل ان العيد الوطني مناسبة عابرة لايتم استذكارها والاحتفال بها؟؟ واذا كانت الشريحة المثقفة تتجاهل العيد الوطني ، فكيف الحال بالطبقات الاخرى، فكل بلدان العالم تحتفل بهذا اليوم الا العراق، وكل بلدان العالم تجعله عطلة رسمية لكي تميزه عن باقي الايام ويتفرغ المحتفلون لمنهاجهم الاحتفالي. ان الاحتفال بالعيد الوطني هو تجسيد لمشاعر الانتماء، وهو ليس احتفالا بمسؤول او وزير وليس احتفالا بحزب او ائتلاف بقدر ما هو احتفالا وتقديسا بيوم العراق.



#صادق_رحم_الحجيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق رحم الحجيمي - حبربشيات مواطن.. العيد الوطني العراقي