|
يا مرسي إحترم شهداء الثورة السورية و كل شهداء ربيع العرب
أحمد حسنين الحسنية
الحوار المتمدن-العدد: 3831 - 2012 / 8 / 26 - 10:25
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
كان من المفترض أن يكون مقال اليوم عن الولايات المتحدة الأمريكية و الإخوان ، كما أشرت لذلك في المقال الذي كتبته و نشرته في الثاني و العشرين من أغسطس 2012 ، لكن هناك أسباب فنية تعقوني عن كتابة ذلك المقال ، كما أن هناك إستفزاز من جانب نظام مرسي ، لا يمكن السكوت عليه ، و خطورة ذلك الإستفزاز إنه لا يقف عند حدود الإستفزاز بل يتعداه لما هو أخطر من ذلك بكثير ، فهو مؤشر هام على سياسات خارجية و داخلية ، لا تبشر بالخير ، ستتبنها مصر في عصر حكم تحالف الإخوان مع أعوان مبارك . في الثامن من الشهر الماضي ، يوليو 2012 ، كتبت مقال : أول قصيدة مرسي كفر بالثورة التي أتت به رئيساً لمصر ؛ و في فجر اليوم ، الأحد السادس و العشرين من أغسطس 2012 ، أقول : لقد إتضح أن قصيدة مرسي كلها كفرية ؛ كلها كفر بالثورة التي أتت به رئيساً لمصر ، و كفر بربيع العرب ، و إهانة لشهداء ربيع العرب في كل بلاد ربيع العرب . لم يكتف مرسي بأن خص بزيارته الأولى - و قد أوضحت في مقال الثامن من يوليو 2012 أهمية الزيارة الخارجية الأولى لأي رئيس جديد - آل سعود في إقطاعيتهم ، على ما في تلك الزيارة من إهانة لشهداء ربيع العرب في مصر و تونس ، و كذلك في البحرين ، بالنظر للدور السعودي المخزي في قمع ربيع البحرين ، بل قرر أن يكمل قصيدته الكفرية هذه بزيارة كل من إيران و الصين . على الرغم من أن إيران وقفت مؤيدة للنظام البعثي الدموي في سوريا ، و لازالت على نفس الموقف للآن ، و لازال كبار مسئوليها الأمنيين يؤكدون على أهمية الإستمرار في مساندة النظام البعثي السوري ، و على الرغم من أن عدد شهداء الثورة السورية ، و حتى قبل إعلان مرسي عن زيارته لإيران ، وصل إلى أكثر من ثلاثة عشر ألف شهيد ، قرر رئيس مصر الجديد أن تكون إيران محط زيارته . سقوط أكثر من ثلاثة عشر ألف شهيد ، و مدن نصفها أصبح مدمر ، لم تثن الأستاذ مرسي عن قراره زيارة أكثر الدول مساندة للمذابح الجارية في سوريا الشقيقة . قمة عدم الإنحياز ليست عذر ، لأن كان بإمكان مرسي أن ينتهز فرصة تلك المناسبة الكبيرة ، و أعني قمة عدم الإنحياز التي ستعقد في طهران ، ليعلن من القاهرة مقاطعة مصر تلك القمة ، و يندد بسياسات النظام الأيراني المساندة لذبح الشعب السوري ، و أيضا للتنديد بالقمع الدموي للهبة الشعبية الإيرانية التي جرت منذ عدة سنوات عقب تزوير الإنتخابات الرئاسية الإيرانية و إعلان فوز الرئيس الإيراني الحالي بالرئاسة لمدة ثانية . مرسي لم يكتف بالفضيحة التي ستكون بزيارته لإيران ، بل قرر أن تكون الفضيحة فضيحتان ، و كأنه يسير على مبدأ : أكثر من الفضائح ، أو بعاميتنا : كتر من الفضائح . مرسي قرر أيضا أن يزور الصين ، تلك الدولة القمعية ، التي تساند النظام البعثي الدموي في سوريا للآن ، و تعرقل أي قرار في مجلس الأمن يكون لصالح الشعب السوري الشقيق ، و وقفت ضد الربيع الليبي ، و لم تؤيد الربيع المصري ، و هي التي تولت عملية إنشاء السدود الأثيوبية على النيل ، و هي السدود التي ستقتطع من حصة مصر المائية في النيل أربعين في المائة ؛ و بالمناسبة فإن الإقتطاع بدأ بالفعل . حجة مرسي هو إنه يريد تعاون إقتصادي مع الصين ، و لكن لنقولها بصراحة : إنه يريد هيمنة صينية على الإقتصاد المصري . مرسي و إخوانه ، و حلفاءهم في المخابرات السليمانية - و أنا لازلت أدعوها بالسليمانية لأنها لم تمر بمرحلة تطهير حقيقي و نهجها هو نفس النهج في عهد عمر سليمان - يريدون إدخال الصين كلاعب أساسي في الإقتصاد المصري ، ليحدث في مصر ما حدث في العديد من الدول الأفريقية التي هيمنت الصين على إقتصادها و ثرواتها المعدنية . الصين ستدخل لتهيمن على الإقتصاد المصري ، و ستخنق أي نمو حقيقي دائم له ، و الفضل في تلك الكارثة الثانية التي ستحيق بمصر ، بعد كارثة النيل ، سيكون لمرسي و إخوانه و المخابرات السليمانية . لو تركنا كل هذا جانبا على أساس أن مرسي ربما لا يرى خطورة الهيمنة الصينية على الإقتصاد المصري ، و لا يهمه السمعة السيئة للنظام الصيني في ميدان حقوق الإنسان في الصين ، و لا يهمه ربيع العرب و شهداءه ، و لا يشعر بالإمتنان لثورة 2011 المصرية ، و لا يرى في الدور الصيني في بناء السدود الإثيوبية أي مانع يمنع تعاون نظامه مع الصين ، فلنا أن أن نسأله : ألا تعلم بقمع النظام الحاكم الصيني للمسلمين في منطقة تركستان الشرقية الخاضعة للحكم الصيني ؟ ألا تعلم أن الصين قمعت بالقوة الغاشمة ، منذ فترة ليست بالبعيدة ، هبة شعبية لمسلمي الصين القاطنين هناك ؟؟؟ ألا تعلم أن المسلمين معرضون لخطر فقدان أغلبيتهم السكانية في تركستان الشرقية بسبب السياسة الرسمية الصينية القاضية بتوطين أبناء العرقية السائدة في الصين في مناطق المسلمين ؟ يا مرسي ، ألست تقول بإنك إسلامي ، فهل خفى عنك - و أنت رئيس مصر - ما يحدث لمسلمي الصين في تركستان الشرقية ؟؟؟ أم أن ذلك لا يهم هو الآخر ؟؟؟ مرسي ، و على فترات قصيرة ، يبرهن على إن نظامه الحاكم ليس ابن لثورة الشعب المصري في 2011 ، و ليس ابن لربيع العرب ، بل ابن خبيث لصفقة خبيثة أبرمها سليمان مع العريان أثناء ثورة 2011 ، تقضي بتقاسم السلطة بين الإخوان و أعوان مبارك . لكن كل مواقف خيانة ربيع مصر و ربيع العرب ، و التي يرتكبها مرسي و نظامه الحاكم ، لن تدعو حزب كل مصر - حكم للعمل على إسقاط مرسي الآن ، و قد أكد حزب كل مصر - حكم موقفه هذا مرة أخرى ، أول أمس ، الجمعة الرابع و العشرين من أغسطس 2012 ، في رسالة قصيرة نصها : حزب كل مصر - حكم لا علاقة له بمظاهرة اليوم 24-08-2012 ، و لم يشارك فيها ، و يرفض الحزب إسقاط مرسي حالياً لأسباب هامة لا مجال لذكرها هنا . إنتهت الرسالة . نعم لا نريد إسقاط مرسي الآن ، على الرغم من تكرار ثبوت خيانته لثورة 2011 المصرية ، و إهانته لشهداء تلك الثورة ، و إهانته المتكررة لشهداء الثورات العربية في كل من تونس و ليبيا و البحرين و سوريا ، و إهانته لشهداء الهبة الشعبية الإيرانية التي سحقها أحمدينجاد بالحديد و الدم ، لأننا يجب أن نمر بالمرحلة الإخوانية ، و أن نجتازها كاملة ، قبل الوصول للديمقراطية الحقيقية ، كما أوضحت في مقال : لأن علينا أن نجتاز المرحلة الإخوانية قبل الوصول للديمقراطية الحقيقية ؛ و كتبته و نشرته في التاسع عشر من الشهر الماضي ، يوليو 2012 . لا يجب أن يُدهش الشعب المصري ، و معه بقية الشعوب العربية ، و شعوب العالم الحر ، لو قرر مرسي أن تكون زيارته الخارجية الرابعة إلى روسيا ، ليبحث مع بوتين توثيق العلاقات الرسمية المصرية - الروسية ، و فرص التعاون الإقتصادي و السياسي بين النظامين الحاكمين ، كمكافأة لروسيا بوتين على دورها في المأساة السورية .
#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رفض تبني نظام القوائم على المستوى الوطني لإنتخاب البرلمان هو
...
-
قلادة النيل لطنطاوي دليل آخر على زيف مرسي ، و الجيش ليس من م
...
-
ربيع الإخوان لإحتواء ربيع العرب في مصر و المشرق العربي
-
مجلس الشعب بالقوائم على المستوى الوطني يجب أن يكون المعركة ا
...
-
لأن علينا أن نجتاز المرحلة الإخوانية قبل الوصول للديمقراطية
...
-
السذاجة الثورية سبب فشل ثورة 2011
-
أول قصيدة مرسي كفر بالثورة التي أتت به رئيساً لمصر
-
إنه تعديل طفيف لإتفاقية سليمان - العريان
-
شفيق إستفزاز سليماني للشعب
-
لقد كان مجلس ذليل لا يليق بالثورة
-
نرفض المحاكم الثورية كما نرفض المحاكم العسكرية ، و لا بديل ع
...
-
إما الزحف إلى طرة ، و إما إنتظار نتيجة الإنتخابات
-
لهذا سيظل حزب كل مصر - حكم على دعمه لمرسي في الجولة الثانية
-
الفلول هم الحكام و الأمن و القضاء و الإعلام و غير ذلك ، إنهم
...
-
الدساتير لا تؤسس الديمقراطيات الحقيقية ؛ البيئات السياسية ال
...
-
أتمنى أن يصبح هناك قسم للرسائل القصيرة داخل الموقع
-
في ألمانيا أعدمتم حوالي خمسمائة نازي ، إذا لا تطلبوا منا أن
...
-
توماس جفرسون من المحتمل أن يكون من أصل مصري
-
القبيلة الخليجية تتجه من الرابطة الدموية إلى الرابطة المدنية
-
قصر عابدين يجب أن يصبح المقر الرسمي و الفعلي لرئيس الجمهورية
المزيد.....
-
العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500
...
-
ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
-
حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق
...
-
نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي
...
-
اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو
...
-
مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر
...
-
بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
-
لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
-
الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
-
تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن
...
المزيد.....
-
كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل
...
/ حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
-
ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان
/ سيد صديق
-
تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ
...
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
المثقف العضوي و الثورة
/ عبد الله ميرغني محمد أحمد
-
الناصرية فى الثورة المضادة
/ عادل العمري
-
العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967
/ عادل العمري
-
المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال
...
/ منى أباظة
-
لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية
/ مزن النّيل
-
عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر
/ مجموعة النداء بالتغيير
-
قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال
...
/ إلهامي الميرغني
المزيد.....
|