أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - هديل بشار كوكي - أول أيام المنفى














المزيد.....

أول أيام المنفى


هديل بشار كوكي

الحوار المتمدن-العدد: 3831 - 2012 / 8 / 26 - 07:16
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


الكلمات أدناه كانت أول ما كتبته عندما غادرت غاليتي سوريا
عندما كتبت ما كتبت كنت طفلة ساذجة اعتقدت أنّ آلام الحياة مختصرة في أيام قضيتها في المعتقل أو شوق لأمي بسبب الغربة التي كنت أعتقد أنها لن تطول أكثر من أشهر قليلة و التي يبدو لي اليوم أنها لن تنتهي قريباً .. كبرت اليوم و في ثمانية أشهر في منفى حقير ألف عام
ليس بسبب آلام و ذكريات الاعتقال و القمع في سوريا ,ولا لشوقي لأمي .. و أخوتي
بل لأني رأيت في هذا المنفى أبشع ما قد تعطيك اياه الحياة , نعم رأيت بشاعة الكون كما لم أراها من قبل
و رأيت كم يستطيع الانسان أن يكون حقيرا و سيئاً
اليوم أستطيع أن أقول ان المحققين الذين يعذبون السوريين في السجون ليسوا الأكثر دناءة في هذا العالم ,
أستطيع أن أقول أن الثورة رغم قدسيتها في قلبي, ليست المدينة الفاضلة و لا الثوار كذلك
اليوم أستطيع أن أبكي على كل من مات في سوريا من رجال أمن و جيش و أبرياء و متظاهرين على حد سواء لأنهم ضحية ..ضحية فساد و جها و قمع
اليوم و بعد أن شاركت في الكثير من الفعاليات و الطنّـات و الرنّات التي أقامتها المعارضة و المجتمع الدولي من أجل ثورتنا استطيع أن أقول أني قابلت من رجالات المعارضة من لا يقل دناءة عن رجالات النظام في الوقاحة و الفساد بل و حتى الاجرام .
اليوم أستطيع أن معظم ما كان يلمع لم يكن ذهباً . لا ذهب الا شعبٌ بسيط حلم بالحرية فأفاق على كابوس مرعب
صنعه نظام قاتل و عالم صامت خبيث , و معارضة مارقة !
اليوم 8/26/2012 يستشهد 330 سوري و لا أحد يحرّك ساكناً , الاتصالات مقطوعة لا أستطيع أن أسمع صوت أمي , أبي , أريج , سعيد .
هل هم من ال330 أم ليس بعد ؟!
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
اسمي هديــــل ..سورية من الحسكة لم أكمل ال20 عاماً ..خطفتني مخابرات الأسد و اعتقلتني 3 مرات في عدة فروع أمنية ..كان أولها في 10 اذار.. بسبب توزيع مناشير مع بعض الأصدقاء طلبنا فيها أبسط مايكون..طلبنا الاصلاح!! الكلمة التي ثقب النظام دماغنا بها منذ عشرة أشهر و لم نرى منها شئ..!الى أن صار يتمنى الان أن يطلب منه الشعب الاصلاح بدل الرحيل و الاعدام.
تعذبت في المرة الثالثة من اعتقالي بطرق وحشية تترك اثارها حتى اليوم..
سحلت في شوارع بلدي و ضربت من قبل شبيحة النظام في المظاهرات السلمية التي طالبنا فيها بالحرية .
أنا طالبة في جامعة حلب أدرس اللغة الانكليزية ….أي أنني لست منتمية لأي عصابة مسلحة
لست سلفية ولا اخونجية ليخاف النظام العلماني العظيم من تشدد اسلامي يجري في عروقي يشوه الحرية و الاشتراكية البعثية!!..
بل مسيحية "أقلية" تلك الأقليات التي يتشدق النظام بحمايتها…عذبني كما يعذب كل المعتقلين بغض النظر عن عمرهم و جنسهم و طائفتهم !!
نحن الأقليات الذين نخاف من السلفيين ..!!
بربكم يا مؤيدي النظام لماذا تخاف فتاة مثلي بعد اليوم من مسلم متشدد ..؟
لم يعتقلني المسلمين يوماً و لم يقتلوا أحد من أبناء شعبي لم يعذبوني لم يشردوني و يهجروني لبلد بارد بعيد
بل النظام هذه المنظومة المجرمة التي تحوي ناس من كل الطوائف الجامع الوحيد بينهم هو الاجرام
حامي الأقليات هو من فعل ذلك..
أبعدني عن حضن أمي أنا ابنتها الكبيرة..عن أبي و أخوتي… عن ياسمين..…عن أصدقائي الذين أعشقهم ..حرموني جامعتي حرموني من سوريا..حرموني من كل أحلامي و طموحاتي..
فبمن أثق و لمن ألجاً ..؟
لن أثق الا بثوار بلادي ولن أحترم سواهم ..السوريين الأحرار ..رجال الله على الأرض.. الذين يقدمون أرواحهم كل يوم لأعود الى حضن أمي و أحبائي.. ليعود كل معتقل كل مهجر…لتجف دموع أمهات الشهداء لتعود سوريا الى الشعب المقهور
مهما كان انتمائهم و مهما كان تشددهم لا أخافهم …بل كلي ثقة بهم و بايمانهم و شجاعتهم .
الوحيد الذي لا أثق به على وجه الأرض هو هذا النظام الذي دمر لي حياتي..و بسببه غضب علي الكثير من المقربين و الأعزاء لخداعه لهم بكذبة أصبحت مقرفة و من العار تصديقها .و هي حماية الأقليات!!!
تكاد روحي تطلع من جسدي حزناً على حمص هذه الأيام ..قلبي معكم ..أخجل من جبني أمام شجاعتكم
سأحمل الثورة في قلبي أينما ذهبت …و سأكون متطرفة في حبها..و سأبقى معها أينما أخذتني



#هديل_بشار_كوكي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخبار غير سارة !
- مسيحيوا سوريا ضد مستبد اليوم و الغد
- همسة في اذن كل صامت


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - هديل بشار كوكي - أول أيام المنفى