ماتت الحكومة وتعفنت والدفن مؤجل

سيماء المزوغي

الحوار المتمدن-العدد: 3831 - 2012 / 8 / 26 - 01:27
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    

تغيرت الأسماء والأفعال على حالها ؛ جوع على جوع ، بطالة من تحتها بطالة ، ضيق وفقر واِنسداد للأفاق والمصائب تلو الكوارث تلو الجرائم تلو الخيانات ..اِعتدء ا ت على الفنانين والمفكرين والجائعين المطالبين بالعمل و التنمية والإفتاء بإلحادهم وكفرهم ورجمهم وقطع أطرافهم من خلاف ... حقائق مشوهة ووقائع مطموسة بعد الوعود بالجنة والجواري في الأرض وفي السماء...

إن ما يحدث في تونس عملية محكمة الدقة فائقة الخبث غاية في الترتيب والنظام و الدهاء .. تستهدف مؤسسات الدولة ومكتسباتها الحداثية وحدة أبناء تونس وتماسكهم ..لقد صار التونسي اليوم يخاف من أخيه ..يرتعب منه يحاسبه كأنه الرب الواحد الأحد .. لقد كانت في ما مضى ألواننا مختلفة و انتماءتنا عديدة ومشاربنا متنوعة هناك من كان متدينا وهناك من كان مسلما غير متدين وهناك من كان ملحدا لكن لا أحد جاهر بإيمانه أو بالحاده ، لا أحد كفّر أخيه حتى ” الكفّار ” أنفسهم لم نكفّرهم ..كنا كالبنيان المرصوص نهتزّ إهتزازاً لنجدة التونسي ..من يشك في كلامي هذا أقول له أنت لم تشهد وقائع 14 جانفي بيننا . كان التونسي يمد لاخيه يد العون يفرح لفرح ويحزن لحزنه ..ذلك الذي يُسمّى بالإرهاب والجهاد المسلح ضد أبناء الوطن الواحد لم يَنبت في أرضنا ولا نعرفه، لقد صُدّر إلينا تصديراً .
من يراقب هذه الأحداث المتسارعة التي تشهدها تونس يلاحظ كأنها تحدث عمداً كأنها تستهدف إستقرار التونسي المعنوي قبل المادي ..كأننا في حرب نفسية منظّمة تُشعل فتيلها أياد خفية .
وكلنا مستهدفون لنصبح شيعاً شيعا لكن أغلب أبناء تونس كانوا كالحمقى واِنصاعوا للفتنة ولم يتريّثوا ..
وبسبب هذه الهجمات المتكررة على وحدتنا وعلى مكتسباتنا الحداثية خسرنا الكثير والكثير ؛ أولاً تماسكنا عند الشدائد ووحدتنا التي يحسدنا عليها القاصي والداني ..ثانيا اِنشغلنا عن هدفنا الأوحد وهو بناء تونس والرقي بها وبالتونسي .. ثالثاً تناسينا صراعنا مع الفقر والجهل والخوف والبطالة والتهمش

نعم تونس تشهد حرباً نفسية خسيسة لكن الأخس منها الحمقى الذين انصاعوا لها ولم يعرفو أنهم وقع اِستغلالهم من البداية .
نعم يا سادتي نحن مجرد دمى متحركة لا حول لنا ولا قوة في مسرحية تخرجها الأيادي الخفية وتنتجها الأيادي القطرية الأمركية
وتقوم الجزيرة وإعلام العار بالتغطية الإعلامية..

#سيماء_المزوغي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات