أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - - خارج التغطية -














المزيد.....

- خارج التغطية -


ميساء البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 23:27
المحور: الادب والفن
    


" خارج التغطية "
هل أُفشي إليك سراً ؟
بعد عقودٍ من الزمن نستطيع أن نفشي بعض الأسرار .. وهو سرٌّ صغير جميل ينام على كتف القمر منذ عقود .. فلماذا لا أرسله إليك مع صباحات العيد ؟
في ليالي العيد يحلو الكلام وتفوح منه مع رائحة الكعك رائحة الذكريات .. وأنتَ في هذه الليلة تقف أمامي مبتسماً كعادتك حين ألوح إليك أنني قد أفشي إليك سراً .. قد أبوح إليك بماذا فعل بيَّ ذلك الليل العنيد ذات مساء ..
حين أتاني خريف عاصف .. في أيلول فائت .. لا أعرف .. لم أعد أذكر بالضبط أي أيلول ذاك الذي زمجر فيه وكشر عن أنيابه .. فلم تحتمل أنتَ رياحه الباردة .. لم تحتمل رياحه العاصفة .. فذهبت إليها ..
ربما كانت هي كالنسمة ..
أنا لا أنكر عليها وعليك ذلك ..
ربما كانت هي دافئة جداً في أيلول عاصف مدمر ..
ربما كنتَ أنتَ تخشى البرد وتخاف من العواصف وتركن إلى الهدوء ويطيب إليك سماع صوتها العذب الممتلئ غنجاً وأنوثة ..
لا أنكر عليها وعليك ذلك ..
ما ذنبي أنا إن كنتُ من زوابع أيلول ونتاج إحدى ثوراته .. لكنّي أملك قلباً نقياً .. رياناً .. صافياً .. حلو المذاق كحليب أمنا حواء .. هو أيلول من أورثني رغماً عني بعضاً من جنونه فكنتُ شعلة من الغيرة .. لكنها كانت غيرة عليك .. كانت غيرتي كلها عليك .
ذهبتَ أنتَ إليها وأنا أنظر إليك من ثقب الباب .. لم أستطع اللحاق بك .. خفت أن تراني خلفك فلا تعود .. أرسلتُ خلفك فينوس .. وصيفتي ورفيقة أفكاري التي أشعلتها على رؤوس أصابعي كي تحرسك .. أمرتها أن تضيء عليك عتمة الدروب .. وألا تتلصص عليك .. إلا ما ندر .. وما يكفي لتبرد نيران غيرتي عليك ..
فشلت فينوس وكنتُ أظنها لا تفشل .. فشلت بعد أن أوصدت بابك في وجهها ولحِقتَ نجوم السماء التي تعشق وأنتَ في أشد حالات الغضب .. تلك النجوم التي هي دائماً خارج سيطرتي .. التي لا أملك عليها أفعال الأمر والنهي .. والتي لا تسمع مني الكلام .. كم أمرتها في أيام الصفاء أن تقرأ إليك فنجاني وتبوح إليك بسرِّ أسراري .. لكنها بكل كبرياء رفضت .. وترفعت .. وبقيت في علياء السماء لتحرسك ..
أخذتَ تُمعن في البعد .. وأنا أخذ يمزقني إليك الاشتياق .. تجلدني سياطه كلما هبَّ الليل وقبل أن يسعفني الفجر بضيائه .. أنتَ وعنادك تبحران في البعد .. ومراكبكما لا ترسو على شاطىء .. وأنا أغرق في ظلمة الاشتياق دون بصيص نور يرسمك لي لو لبرهة من الوقت على نوافذ النهار .
كانت ليلة غامضة جداً .. تحررت مني الحروف بشراسة .. كتبَت إليك دون مشيئتي قصة الليل بكل حذافيرها .. وطار بها الليل إليك .. ليحضرك إليَّ .. طار إليك الليل خلسة عني .. ثم عاد بخفي حنين ..
أنتَ لم تأتِ معه ..
وأنا أصبحت أتقد كالجمر .. وأخشى أن أذوب كالرماد على أسطر الوقت .. فأرسلتُ إليك الليل مرة إثر مرة .. وعاد الليل خالياً منك ..
كم مرة انتظرت الليل أن يحملك إليَّ .. وما كان يصل إليك .. وما كان يحمل منك أي أمل باللقاء ..
واشتعل الجمر في قلبي .. وعصف بكل كياني .. وأصبحتُ رماداً على ورق .. وبعد أن لاح ضياء الفجر رأيت وجهك الباسم يلقي إليَّ بورود الصباح ..
وكأن شيئاً لم يكن ..
وكأن هذا الليل ما ذابت أقدامه على باب بيتك ..
وكأن هذا الليل توقف لو لثانية من الوقت عن رجاء الصباح والتوسل إليه أن يتأخر قليلاً كي تأتيني أنت .. ونشعل معاً شموع العيد .. وأبوح إليك بسري ..
لكنك كنتَ ساعتها خارج التغطية ..
وحين عدتَ إليَّ في ذلك الصباح كنتُ أنا وهذا الليل قد أصبحنا رماداً في رماد ..أصبحنا رماداً حين كنت َأنتَ كعادتك خارج التغطية .



#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تلميذة
- فرح .. لبؤة آب .
- بوح أخير
- أشياء ....
- رسائل من ....
- - أرض البرتقال الحزين -
- الفراشات تغفو أحياناً
- كنتَ مني وكنتُ منك !
- عناوين وهوامش
- إلى ذلك ....
- في انتظار الخير
- الراية .
- أعواد الحطب
- هل معك أحد ؟
- اللعبة
- شرق جهنم
- على حافة الوطن
- في ذكراك .
- ليلى .. هل تذكرين ؟
- هل كان الربيع ؟


المزيد.....




- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...
- -هاري-الأمير المفقود-.. وثائقي جديد يثير الجدل قبل عرضه في أ ...
- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ميساء البشيتي - - خارج التغطية -