أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ليس اطرف من الصرف الصحي في العراق














المزيد.....


ليس اطرف من الصرف الصحي في العراق


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 10:34
المحور: كتابات ساخرة
    


جاءني ابو الطيب امس وهو"خربان" ضحك ليقول لي:لقد وصلني امس ايميل من شركة امريكية متخصصة بالصرف الصحي.
واكمل:يقول الايميل مانصه،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وأنتم بخير، يهديكم المركز الامريكي للبحوث أرق وأطيب تحياته ويتمنى لكم مزيدآ من التقدم والرقي ويسعده إعلامكم عن :-
) أحدث المراجع العلمية فى مجال الصرف الصحي (
مرفق ملف به التفاصيل
مــع التقديــــر
مسؤولة البحوث
رنيـم الحسينــي.
قلت له ، ربما حسبوك مختصا بالمجاري او مرشحا لوزارة الصحة في الانتخابات العراقية المقبلة.
سألني بشك: هل تعتقد ذلك؟.
اجبت: ربما
وحسبته يتساءل، لماذا لم يرسلوا هذا الايميل الى وزير الصحة العراقي فهو الاجدر بقرائته، ولكن ربما وضع على ايميله عبارة"سري للغاية".. مسكين هذا العراق فعمر ازمة المجاري فيه بعمر ولادته منذ عشرينات القرن الماضي.
ايقظني صوته وهو يقول: يذكرني هذا الايميل بسنوات بغداد العجاف حين كان طفح المجاري من المناظر المألوفة والناس اعتادت ان تعبر الشوارع كما يعبر بقية الخلق نهر البندقية الايطالي.
قلت: أتذكر في سنة مرت على بغداد حين ارادت استضافة مؤتمر عدم الانحياز،وكان من ضمن الاستعدادات التخلص من طفح المجاري اذ ليس من المعقول ان يرى الضيوف وهم من علية القوم مياه المجاري وهي تنساب مختالة في الشوارع العامة، وهكذا كان،ولم يعد يعرف احد بعد ذلك اليوم كيف استطاعت امانة العاصمة ،وليس المحافظة،ان تتخلص من طفح المجاري بين يوم او ليلة وضحاها.
في تلك الايام بدت الشوارع وكأنها مغسولة بماء الورد بينما بدت فتحات المجاري في الشوارع العامة وكأن الماء لم يمسسها ابدا.
وتساءل الناس في حينها ،كيف امكن التخلص من المجاري بهذه السهولة؟ ولماذا لم تبادر امانة العاصمة بالتخلص من هذه المياه حفاظا على صحة وارواح الناس قبل ذلك؟هل ياترى حياة الضيوف اغلى من حياة هذا الشعب الغلبان؟.
الشعب العراقي شخصية واحدة تتمثل في حاتم الطائي..هذا الرجل الذي يهمه استعراض مآثره بين الناس فقط.. هذا الرجل الذي قيل في التراث انه ذبح حصانه لضيفه لأنه لم يجد مايطعمه به غيره،وظل الطائي بعد ذلك بلا حصان، يتنقل عبر الصحراء من مكان لآخر مشيا على الاقدام ولأنه كان ينتعل خفا خفيفا فقد تقرحت قدماه ولم يجد غير تراب الصحراء الحار يرشه عليهما عسى ولعل ان يخف الألم ولكن هيهات فحسرة الحصان الذي ضاع لن تعادلها اي حسرة..وتمنى لو عاش في هذا العصر فيمكنه على الاقل ان يحتفظ ببقية لحمه في ثلاجة ربما تكون وستنكهاوس الامريكية ويمكنه بعد ذلك ان يأكل من لحم الحصان شهورا بلياليها .. هل كان هذا الطائي راغبا ان يخلده التاريخ بهذا الكرم رغم انه كرم لامحل له من الاعراب؟لا أحد يعلم ،ولكن الذين خلدوه اولئك الذين وضعوا اسمه في المناهج العربية لطلاب مدارس المرحلة المتوسطة في العراق ولا ندري ماهي الغاية من اشاعة هذا الكرم الغبي بين الطلاب المراهقين غير استعراض العضلات.
ماعلينا..
وحين لم يكتب لمؤتمر عدم الانحياز ان ينعقد في بغداد عادت مياه المجاري تنساب مختالة في الشوارع العامة ويقال ان عددا من الحشاشين شاهد احد اكبر نهر للمجاري في شارع الرشيد يرفع يديه محييا الجماهير المارة بالقرب منه ضاحكا وكأنه يقول"على عناد الانحياز وقمته وقادته".



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين تتعارك الديكة تسكت الدجاج
- الصومال تتهم العراق بالتآمر لقلب النظام
- العلم نورن
- والله نشمية يابنت اللامي
- تمخض الخنزير فولد صرصورا
- بنك سني.. بنك شيعي والاختلاط ممنوع
- الما يسوكه مرضعة ضرب العصا لازم ينفعه
- مدراء البلديات لايعرفون ما هو آت
- المنقبات المنقبات.. السافرات السافرات
- ايها الرقعاء.. قليلا من المروءة
- شعيط ومعيط وخامسهم...
- حليب ابو قوس في ساحة الفردوس
- اسراب البوري الرفيع في ذهن القائد الرقيع
- زين يابه؟؟
- اذا كانت هاي مثل ذيج ،خوش مركة وخوش ديج
- احدث الطرق في تعاطي الحشيشة بدون شيشة
- شعرة معاوية بين باستيل فرنسا وابو غريب العراق
- سور سليمان عليكم.. ومنكم
- عن (هوايش) ايام زمان وحمير اليوم
- الشاطحون والشاطحات والمؤمنون والملحدات


المزيد.....




- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ليس اطرف من الصرف الصحي في العراق