أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - مهند حبيب السماوي - ثقافة ال آي باد(iPad) في العراق !















المزيد.....

ثقافة ال آي باد(iPad) في العراق !


مهند حبيب السماوي

الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 05:42
المحور: تقنية المعلمومات و الكومبيوتر
    


لأسباب يرجع أغلبها لعوامل خارج عن ارادته وحدود أمكانياته ، عانى الكثير من ابناء الشعب العراقي من جهل واضح بالاجهزة الالكترونية الحديثة، وخصوصاً الهواتف النقالة من نوع smarts phone التي تمتاز، من الناحية التقنية، بامتيازات كثيرة وامكانيات متعددة ووظائف جديدة، وتتصف، من الناحية المادية ، بارتفاع اسعارها وغلاء ثمنها لدرجة ان من يستطيع شراءها هم فقط الطبقة الغنية التي " يتبجح" ابناءها، بحمل هذا الهواتف النقالة من غير ان يعرف غالبيتهم حقيقة هذه الاجهزة ومجالاتها المتنوعة وفاعليتها المتعددة وامتداداتها الوظيفية.
هذه الاجهزة الالكترونية الحديثة التي تأخرت في الوصول للمجتمع العراقي، بسبب قبضة نظام صدام الامنية المُحكمة على المجتمع ومنع انفتاحه على العالم الاخر،لايقتصر عملها على الاتصال فقط ! بل امتدت في عملها وافق مداها وسعة مجالاتها الى مساحات ابعد من الاتصال الهاتفي، بل أضحت لها وظائف تكاد تشكل في مجملها ثورة تقنية جديدة في عالمنا المعاصر الذي تتفجر فيها الثورات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في كل مكان !.
وكان عام 2010 وبالضبط ( السابع والعشرون من كانون الثاني منه )هو التتويج النهائي ، على الاقل في عصرنا هذا، لسلسة الاجهزة الالكترونية المختصة بالاتصال، اذا اعلنت شركة أبل الامريكية(Apple) عن منتوجها الابداعي الجديد وهو جهاز الـــ آي باد ( iPad) الذي شكل نقطة تحول كبرى في تاريخ التقنيات والاجهزة اللوحية متعددة اللمس.
بالطبع جهاز الايباد لم يكن حلقة مستقلة في حد ذاته بل يمثل نهاية سلسلة منتجات واجهزة وسائط متعددة التي بدأت باطلاقها شركة أبل منذ 10 نوفمبر 2001 حينما اعلنت عن جهاز الـ آي بود ((iPod التي تغيّرت على اثره صناعة وتسويق الموسيقى!، واطلقت متجر الـ آي تونز ( في 29 نيسان 2003) وهو متجر وسائط متعددة على الشبكة العنكبوتية تديره الشركة ويتم الوصول إليه بواسطة برنامج آي تونز.
ثم فجرّت شركة ابل عالم الهواتف النقالة التقليدية عبر اطلاق جهاز الـ آي فون (iPhone) الذي يقوم بعدة وظائف ابرزها تشغيل " ملفات وسائط متعددة من خلال تطبيق آي بود، والاتصال من خلال تطبيق الهاتف، والكاميرا الرقمية من خلال تطبيق الكاميرا، وجهاز إنترنت لوحي من خلال تطبيق متصفح الإنترنت سفاري (متصفح)"، والذي قام ستيف جوبز صاحب الشركة ومديرها التنفيذي بتقديمه للعالم يوم 9 كانون الثاني 2007 .
الثورة الجديدة في منتجات أجهزة الوسائط المتعددة التي صنعتها وسوّقتها شركة آبل ، بالاضافة الى شركات اخرى بعد ذلك حذت حذوها وقلّدت طريقتها في العمل، تجازت مرحلة الاتصال ، بل ان الاتصال جزء يسير من وظائفها كما أشرنا اعلاه ، حيث اصبحت لها شاشات متعددة اللمس وتقوم بتشغيل أنواع عديدة من الوسائط مثل الفيديوات والموسيقى والالعاب والكتب والصحف والمجلات بالصيغ الاكترونية التي ابتركت لها شركة ابل موقع آي بوكس( iBooks) الذي يبيع الكتب الطريقة نفسها التي تبيع بها موقع آي تيونز الاغاني.
يوضح والتر ايزاسكون، وهو المدير التنفيذي لمعهد أسبن والرئيس الاسبق لقناة CNN ومدير تحرير مجلة تايم ومن كتب عن سيرة حياة انيشتاين وبنجامين فرانكلين، في كتابه " ستيف جوبز" ، الذي تحدث فيه عن سيرة مؤسس شركة آبل ومديرها التنفيذي بصورة شاملة، بان ستيف جوبز استطاع تغيير عالم الموسيقى بتصنيعه للــ آي بود(iPod) اي بود...ومن خلال الـ آي باد(iPad) واب ستور(App Store) بدا يتغير عالم الاعلام بدءا من النشر الى الصحافة الى التلفاز الى الأفلام، فأمسى التعامل مع هذه المفردات بعد أنتاج هذه السلسة من الأجهزة مختلفاً بشكل كبير عما سبقه من الفترات الزمنية السابقة.
لذا تجد ستيف جوبز يتساءل في مؤتمر الاعلان عن الــ آي باد(iPad) في 27 كانون الثاني عام 2010 في سان فرانسيسكو، بعد أن علّق في صالة العرض شاشة تظهر عليها جهاز ايفون وبالقرب منه حاسب محمول وتتوسطهما علامة استفهام ....تساءل... هل يمكن ان نضع شيئا بينهما ؟
واجاب ستيف جوبز" لابد ان يمكننا، الجهاز الجديد، من تصفح الانترنيت ورسائلنا الاكترونية والصور وتسجيلات الفديو والاستمتاع بالموسيقى والالعاب والكتب الالكترونية " فالــــ" حواسب المحمولة لاتفيد في اي شيء ...لدينا شيء افضل نحن ندعوه iPad ( آي باد )"وهو " أكثر حميمية من الحاسب المحمول".كما يتعرض الى ذلك بالتفصيل ايزاسكون في كتابه عن جوبز السالف الذكر.
اذن ...جهاز الايباد ليس منتج جديدة لشركة ابل فحسب... انه منهج جديد.. رؤية جديدة... اداة جديدة للتعامل مع العالم والاخر...وهذا واضح من شكل الاعلان الذي تم تقديمه لستيف جوبز، والذي رفضه بعد ذلك لاسباب لاتخص موضوع المقال، عن الجهاز، اذ، وكما يوضح والتر ايزاسكون، كان الاعلان عبارة عن "مشهد لطيف لرجل يرتدي بنطال جينز باهت اللون وكنزة فضفاضة ويستلقي على مقعد ويتفحص رسالة الكترونية والبوم صور وجريدة نيويورك تايمز وكتبا ولقطة فيديو بجهاز آي باد (iPad) القابع فوق ساقيه".
وهو الامر الذي لايعرفه اكثر من يستخدم هذا الجهاز في العراق، وحتى الشريحة المثقفة في العراق تجهل مشروع ستيف جوبز الذي عبر عنه بمقولة اشار فيها الى انه يريد " تدمير الحقائب المدرسية وحماية العمود الفقري للتلاميذ من حقائب الظهر من خلال ابتكار نصوص ومناهج االكترونية"، وهو الامر الذي يشكل ثورة جديدة في عالم التعليم من خلال نقل الكتب الورقية ومضموناتها الى نصوص الكترونية داخل هذا الجهاز.
مثل هكذا مشاريع لن نتفاءل ابدا ونتوقع انها سوف يكون لها ولادة في العراق في المستقبل القريب لان الساسة في بلادنا واحزابهم وكتلهم السياسية مشغولة بأمور اخرى وقضايا ثانية ليست لها علاقة بمستقبل التعليم في البلد ولا مايمكن ان تكون عليه صورة العراق بعد 10 سنوات.
في العراق يشتري الشباب جهاز الــ آي باد لغرض الانغماس في العابه وتطبيقاته المتعلقة بالترفية وأضاعة الوقت، وأعرف الكثير منهم ممن يسألوني الاسئلة " السخيفة " التي يختصرها سؤال " مافائد هذا الجهاز؟... وهو سؤال غريب! تكمن غرابته في أنه يأتي بعد شراء الحهاز وليس قبل عملية الشراء..مما يعني ان المستهلك هنا يشتري السلعة قبل ان يعرف اهميتها وفائدتها وهو أمر يعود لتأثير الدعاية الاعلام ربما او امور اخرى تتعلق بعقدة التفاخر وشراء الاشياء الفاخرة.
وهنا يكون هذا الجهاز مصدر لتدمير الذات وتسطيح الشخصية وتخديرها بالعاب وتطبيقات تصل الى 500 ألف تطبيق في متجر آبل ستور ( Apple Store) التابع لشركة آبل الذي يشرف عليه مئات المهندسين والمبرمجين الذين يتفننون ويبدعون في انشاء برامج والعاب وتطبيقات قد تستغرق فيها اياما " ان لم نقل اشهرا " حتى يمكن الملل منها.
ومن خلال ملاحظة بسيطة للسياسيين العراقيين ومدى علاقاتهم بهذا الجهاز فأنها لاتزال تتأرجح بين الجهل به وباهميته من ناحية..وبين الاستعمال الشخصي له فقط من ناحية أخرى، فانا شخصيا رايت رئيس الائتلاف العراقي الدكتور ابراهيم الجعفري يستعمل هذا الجهاز، كما رأيت مستشار السيد رئيس الوزراء الاعلامي الاستاذ علي الموسوي يحمله في بعض لقاءات رئيس الوزراء.
انا لا اطمح في الواقع، حاليا على الاقل، ان تقوم الحكومة العراقية بتوزيع هذه الاجهزة على المدارس ولا في الجامعات، فالمشاكل التي تواجهها، وأكثرها بسبب نظام التوافق والمحاصصة الفاسد بأميتاز، تمنعها من التفرغ لمثل هكذا مشاريع تهم مستقبل الانسان العراقي الغارق في مشكلات نقص الخدمات والارهاب الاعمى والفساد المستشري في بعض مرافق الدولة ومؤسساتها.
في مقالتي هذه كنت أرغب، وهو الهدف الاساسي منها، ان أسلط الضوء على التغييرات التي حدثت في العالم وفي رؤيته للاشياء وتعامله معها، أذ الامور تغيرت والاشياء لم تعد على حالها والكثير منا لايعرف مالذي يحصل في العالم عموما وفي عالم التقنية خصوصا لذا وجدتني اسهبت قليلا في حديثي على هذه الاجهزة لتعريف القارئ بها وبأثرها ونتائجها التي تتخطى النواحخي الاقتصادية والمالية.
على الساسة في العراق، وما اكثر نصائحنا لهم، ان ينتهوا من مشكلاتهم لكي يتفرغوا للعراق ومستقبله الذي لن ير النور ولن يُصبح مشرقا مادمنا لحد الان لم نتفق على منهج واضح شفاف ثابت لبناء الدولة وادارتها في الفترة الحالية والمقبلة.



#مهند_حبيب_السماوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ناجي عطا الله ...مغالطات واخطاء بحق العراق !
- مقالات بحثية..الجزء الثاني..علاقة الأفلام الإباحية بالكآبة !
- بريطاينا ...وابو قتادة...صراع التحضر والتطرف !
- إستجواب المالكي..الحل الاخير والوحيد !
- جواد المالكي بديلاً عن نوري المالكي !
- أسقاط المالكي برلمانياً وبقاءه سياسياً !
- لاتخسروا مقتدى الصدر !
- فلسفة الشيعة في مواجهة الموت !
- عجائب البرلمان العراقي السبع !
- لاتخسروا مسعود برزاني !
- مقالات بحثية...الجزء الاول / إدمان الفيسبوك!
- الديلي ميلي تفضح الملك البحريني !
- العراق سيقود العرب...افتتاحية بلومبرج الأمريكية !
- ستيف جوبز...وكلمات علي بن أبي طالب !
- العراق ومؤشر الفساد العالمي لعام2011 !
- دروس من العراق...بخصوص إيران وإسرائيل !
- عمار الحكيم..والتشخيص الخاطئ لتراجع المجلس !
- صورتك في الفيسبوك ..ماذا تعني !
- هل العراق بحاجة الى - قانون كلير- البريطاني؟
- صدق النجيفي ..فلاتلوموا الصادقين !


المزيد.....




- كل ما تريد معرفته عن الالتهاب الرئوي عند كبار السن.. الأعراض ...
- الأعراض الأولى لسرطان القصبة الهوائية والوقاية منه
- أطعمة ومشروبات تجنبها عند تناول المضادات الحيوية
- الضغوط تتزايد على عمالقة التكنولوجيا.. ماذا يعني قانون الأسو ...
- الحكومة الأميركية تطلب من القضاء إجبار غوغل على بيع -كروم-
- ” سجل الآن من هنا “.. التسجيل في مسابقة الشبه الطبي في الجزا ...
- مخدر الاغتصاب GHB .. مراحل تأثيره السلبى على الجسم وكيف يحدث ...
- وكالة الفضاء الأوروبية تمول شركات صناعات الفضاء الخاصة بملاي ...
- نوع من الفطر قد يبطئ نمو الورم السرطاني ويطيل العمر
- للمرة الأولى.. اصطفاف مجرتين بشكل مثالي يساعد على رؤية الكون ...


المزيد.....

- التصدي للاستبداد الرقمي / مرزوق الحلالي
- الغبار الذكي: نظرة عامة كاملة وآثاره المستقبلية / محمد عبد الكريم يوسف
- تقنية النانو والهندسة الإلكترونية / زهير الخويلدي
- تطورات الذكاء الاصطناعي / زهير الخويلدي
- تطور الذكاء الاصطناعي بين الرمزي والعرفاني والعصبي / زهير الخويلدي
- اهلا بالعالم .. من وحي البرمجة / ياسر بامطرف
- مهارات الانترنت / حسن هادي الزيادي
- أدوات وممارسات للأمان الرقمي / الاشتراكيون الثوريون
- الانترنت منظومة عصبية لكوكب الارض / هشام محمد الحرك
- ذاكرة الكمبيوتر / معتز عمر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - تقنية المعلمومات و الكومبيوتر - مهند حبيب السماوي - ثقافة ال آي باد(iPad) في العراق !