أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - موفق خوري يرحل ويبقي لنا ثروة ثقافية وفنية لا تموت














المزيد.....

موفق خوري يرحل ويبقي لنا ثروة ثقافية وفنية لا تموت


نبيل عودة
كاتب وباحث

(Nabeel Oudeh)


الحوار المتمدن-العدد: 3830 - 2012 / 8 / 25 - 02:26
المحور: الادب والفن
    


فارس آخر من فرسان ثقافتنا العربية يترجل ، موفق رفيق خوري، مدير دائرة الثقافة العربية سابقا ،نائب مدير عام سابق لوزارة الثقافة.
يكل الم اجد نفسي مرة اخرى اقف راثيا صديق كاتب وصاحب ايادي نفتقدها اليوم في تنشيط حياتنا الثقافية والفنية ودعمها ورعايتها وتوفير الشروط المادية والفنية والمعنوية لتطويرها واستمرارها. منذ غاب موفق عن رئاسة دائرة الثقافة العربية غابت الدائرة عن الثقافة والمثقفين وغاب نشاطها وغاب المحرك الذي لم يكن يكل من العمل والدعم والحث على الابداع الفني والثقافي.
مع غياب موفق ، بعد استقالته، التي لم يكن منها بد، لم يعد لدائرة الثقافة من قيمة الا المكاتب، ولا اسمع عن أي نشاط جديد، ولا اعرف هل يتواصل دعم المؤسسات التي ساهم الراحل موفق خوري في تاسيسها ورعايتها؟
واجه في مسيرته صعوبات ومحاولات اذلال وتجاهل لا تسر البال مصرا على نهجه ومفشلا كل ما احيك حوله من نوايا لا تفكر الا بما يخص ذاتها ومكانتها. كان مؤمنا بما يقوم به، ومصرا على صحة طريقه ، فصمد ، وتواصل حبك الخطط لاسقاطه. ولو كنت مكانه لقدمت استقالتي مبكرا ولكنه كان يصر ان يواصل ما بدأه، وكنت ارى عبث ما يقوم به ومخاطره على مكانته وصحته. واعتقد اليوم اني كنت مصيبا ورأيت ما لم يستطع موفق ان يراه .
كان عنوانا لكل الأدباء العرب داخل اسرائيل. لم يقل كلمة "لا" لأي اديب او متأدب. استقبل الجميع بترحاب وحب وقدم اقصى ما يستطيع تقديمه. لم يميز بين اديب له اسمه ومكانته ، وبين اديب مبتدئ . حتى حين انتقدت امامه بقسوة تفاهة بعض الاصدارات التي تبناها واصدرها ابتسم ودافع عن اعطاء الحق نفسه للجميع ، وان ما ينفع الناس يبقى في الأرض واما الزبد فيذهب جفاء.
كان يتصرف بالتساوي بين الجميع، لم اقتنع بموقفه ولكني فهمت دوافعه ، بانها منعا لإدعاءات قد يطرحها البعض بان موفق خوري لا يتصرف بمصداقية، ومع ذلك فوجئت من كثرة الطامعين لاحتلال وظيفته ، وهو لم يكن غافلا عما يدور حوله، ولكنه واثقا بصحة طريقه وحسن تعامله مع الجميع، وهذا يبدو انه افشل نوايا غير نظيفة حاولت ان تطول من استقامته ثم تسقطه.
ترى هل ما جرى معه في السنتين الأخيرتين ، كان نتاج حبكة اسقط فيها من منطلقات ثقته وتعامله الصريح والأخوي مع الجميع؟
لا استبعد ذلك!!
حزنت جدا ، حين اضطر للإستقالة لوقف عملية تشهير أسقطت في المحكمة. فهمت ان المشروع الحضاري الذي اطلقه وحلم ان يرعاه حتى يصلب عوده، قد اصبح سببا للإيقاع به.
وفرحت له بنفس الوقت لأنه تحرر من ضغوطات قاسية جدا كان يواجهها بصمت واحتمال اثناء تحمله لمسؤولياته. ولكن ظلت في الحلق غصة.
في العقد الأخير كتب مجموعة قصص للأطفال،ثم انتقل للكتابة الروائية . لا اريد التعامل النقدي الآن في تقييم ما كتب، ولكنه لم يكن بأي حال دون المستوى العام الذي صدر في ثقافتنا لكتاب آخرين.
كان يحلم ان يرى حولة الكثير من الأحفاد، كان يتحدث عن اول احفاده بفرح كبير ويروي نوادرهم. ويؤلمني انه لم يحظى بان يرى حلمه الانساني هذا يتحقق.
من المؤسف هذا الرحيل المبكر، وهو لم يكمل بعد عقده السادس. موفق فدم لثقافتنا دعما لا يمكن تجاهله وتجاهل دوره في فتح آفاق واسعة امام انطلاقة ابداعية في جميع مجالات الثقافة والفنون، ما كان لها ان تصبح حقيقة واقعة دون دوره المميز وقدراته على تلبية الضروريات الأساسية .
نحن لا نجهل ظروف واقعنا السياسي والتمييز ضدنا في الميزانيات الحكومية. ولكنه نجح نسبيا حيث فشل الآخرون.
في مسيرته تعرض لضغوطات شرسة، كان يخرج منها دائما أقوى وأشد تصميما. قلت له مرة انجزت الكثير، وحولك عواصف كثيرة، الا تفكر بالتقاعد واخلاء الميدان لحميدان؟
كان خوفه على مشاريعه . على مستقبلها. كانت تتملكه فكرة ان انسحابه يعني اندثار ما انجز. وهذا حقه لأن ما انجزه لم يكن سهلا ولم يكن فقاعات صابون.بل حقائق راسخة في حياتنا وثقافتنا.
في السنوات الأخيرة عاد طالبا جامعيا في "جامعة ليبتسك" في روسيا لنيل شهادة الدكتوراة، وللأسف لم يتمكن بسبب ما احاط به في الفترة الأخيرة من ادعاءات مؤلمة، ان يواصل دراسته، واعرف ان ما تبقى له هو مناقشة اطروحته. وليت ابناء عائلته يصدرون اطروحته في كتاب وانا على ثقة انها مليئة بتجربة ثقافية ثرية .
حدثني أيضا في الفترة الأخيرة انه يكتب رواية جديدة. هل انتهى من انجازها؟
بكل الم نودع هذا الأخ الكبير الذي كان ملاذا لجميع الأدباء في نشر اعمالهم ومنحهم جوائز ادبية تسهل عليهم التفرغ لسنة كاملة من أجل الابداع الثقافي. واقول امرا هاما ، انه لم يضع أية شروط سياسية او ثقافية على اصدار الأعمال، بل نهج بطريقة ليبرالية مطلقة، وهذا ما جعل دائرة الثقافة العربية تحظى باحترام جميع الاتجاهات السياسية.
موفق خوري يرحل من بيننا ، ولكنه باق بنا انجزه لأبناء شعبة خلال مسيرة حياته الطافحة بالنشاط والعطاء .

[email protected]



#نبيل_عودة (هاشتاغ)       Nabeel_Oudeh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العربي يجب ان يموت !!
- السيد الرئيس..!!
- مشروع الوطن القومي لليهود لم ينته بعد
- لا واجبات متساوية بدون حقوق متساوية
- وثيقة حقوق الطفل الدولية لا تخص الأولاد الفلسطينيين
- أبرتهايد ضد زيتون فلسطين
- صدور الأعمال الشعرية الكاملة للشاعر الفلسطيني الراحل سميح صب ...
- مراجعة كتاب للأديب الراحل حبيب بولس
- وداعا اديبنا واستاذنا الناقد د. حبيب بولس
- -خطى- لبنى دانيال في الطريق الصحيح
- جابر عُد للبيت
- قليلات العقل وكاملو العقل..
- الحداثة: ثقافة تحرير ارادة الانسان
- رمزي ابو نوارة في تجربة فريدة
- هل نشهد ربيعا شعريا...؟
- نساء...!
- صراع بين الحرامية
- لننصف النساء في مجتمعنا أولا ... - تعقيب على مقال اساف اديب ...
- سعيد نفاع يقيم مأتما في الجنة
- كتاب تاريخ الناصرة – مسيرة عبر العصور


المزيد.....




- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نبيل عودة - موفق خوري يرحل ويبقي لنا ثروة ثقافية وفنية لا تموت