أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - النقدُ الذاتي وليس المراوغة














المزيد.....


النقدُ الذاتي وليس المراوغة


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3829 - 2012 / 8 / 24 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



النقدُ الذاتي من جميع التيارات للحراك السياسي ليس نقداً موضوعياً قائماً على قراءةِ الأنظمة ومسارها المطلوب في التاريخ الراهن العاصف.

لاتزال ثوابت الحداثة مرفوضة من قبل الفرقاء، الديمقراطية: تداول السلطة، العلمانية: إبعاد المذاهب الدينية السياسية عن الصراع والتعاون الاجتماعي السياسيين، العقلانية: إدارة الصراع وفق العقل والسلام الاجتماعي.

الصراعُ المذهبي السياسي المتفاقم هو شكلٌ صراعٍ غير عقلاني بين دول كبيرة وتُستخدم فيه المذاهب كحطب لتفجير المنطقة والذي وقوده الشباب والبشر عامة.

المعسكران يرفضان ثوابت الحداثة، وتنساق القوى التحديثية ذات التاريخ الوطني لتأييد هذا المعسكر أو ذاك. في حين يجب أن تؤدي ممارستها إلى تراكم الحداثة السياسية والوطنية في كل دولة ومنع الحروب وخاصة الأهلية منها.

المجتمعات العربية الإسلامية في صراعها بين الإقطاع السياسي والإقطاع الديني حولتْ القطاعات (العامة) وهي رأسمالية الدولة لخدمة الارستقراطيات المذهبية في شكلين رئيسيين من التنمية أولهما عسكرية شاملة خطرة وثانيهما خدمة للمحافظ النقدية الغربية بشكلٍ كبير وترك المجتمعات بأمس الحاجة للرساميل.

ويُفترض من القوى التحديثية التي انزلقتْ لتأييد أحد طرفي النزاع، أن تنسحب من هذا التأييد وتعمل لبنية سياسية عصرية ديمقراطية توحيدية للشعوب والدول.

من الضروري تحويل رأسمالية الدولة أي دولة، لتكون رأسمالية دولة وطنية ديمقراطية، تخضع ماليتها للبرلمانات المنتخبة، وللحكومات المنبثقة عنها، فيما تُترك للرأسماليات الخاصة النمو والتوسع في كل المجالات.

إداراتُ الدول التداولية تجري بين الأحزاب المعبرة عن طبقات وليست معبرة عن طوائف، لأن التعبير عن طوائف سوف يؤدي إلى توجه الرساميل نحو منطقة طائفة، أو قومية، ومصالح النخب فيها وليس ان يجري التداولُ الديمقراطي الرأسمالي الوطني لتطوير الانتاج لكل بلد وشعب، وهذا يؤدي إلى إفشال مشروعات الطائفية السياسية وينتج الدولة المدنية الجامعة.

لكن ممثلي الأحزاب في خلال الصراعات وبعد فشل نتائجها وانتكاسة ثوراتها استمروا في رفض الثوابت التحديثية الديمقراطية العلمانية وبقوا في معسكرات الطوائف السياسية وخندقي الصراع في العالم العربي الإسلامي، وهو ما يمثل خطورة على السلام والأمن والتقدم في المنطقة، نظراً لضخامة الآلات العسكرية ومواد الطاقة الهائلة ومخاطر الانفجار الشامل.

لديهم نظرة تجزيئية ويركزون على دعم الجماعات الطائفية أو على الدول الطائفية، على الإقطاع المذهبي المتعدد الأشكال، أو على الإقطاع السياسي وهيمناته على الأموال العامة.

هم يتخندقون مع القوى التقليدية التي تقود المنطقة للنزاع الحاد، ويصيرون جزءًا من القوى التقليدية، ويرجعون لحواضن الطوائف، ويرددون نفس مصطلحاتهم الدينية المؤدلجة للمصالح الضيقة المسببة للمشكلات السياسية والاجتماعية.

تدهور الجماعات التحديثية من حيث الوعي وتآكل أدواتها الوطنية الديمقراطية بسبب انقساماتها وعدم التشبث بمناهجها التحليلية الطبقية، وتصاعد الانتهازية بين قياداتها وبعض قواعدها للحصول على المكاسب والطفو على السطح السياسي.

لكنه سطحٌ سياسي مشتعل بحاجة للإطفاء والعقلانية والوطنية والسلام، وإعادة النقد إلى منهجيته الصحيحة وصبه في مشروعات سياسية وبرامج محددة، والدعوة لها في الدول والمنطقة عامة، من أجل تغيير سير القطار المناطقي المتجه للحرب وتصعيد العداوات بين القوميات والمذاهب والأديان، وتعبيد سكة جديدة له سكة الديمقراطية والحداثة والعلمانية.

هذا يتطلب من القواعد وبعض القيادات التي لم تصبها عدوى الأمراض العصبية السياسية، وتتحلى بموقف طبقي واع يعبر عن الطبقات الشعبية والطبقات الوسطى الرأسمالية إلى العودة لمناهج ما قبل الوباء الطائفي العام ونقد جميع أشكال الدكتاتوريات باسم طبقة أو مذهب أو دين أو قبيلة أو إقليم أو قومية، واعتبار النموذج الديمقراطي الغربي هو أساس الاحتكام وعلى الدول والقوى السياسية أن تطبقه أو ترتقي إليه، لا أن تكرس تخلفها وتلوي أشكال السياسات والمناهج تبعاً لتخلفها وهيمنتها وطائفيتها.

إن مجاملات الدول والأحزاب وهي بنواقصها وعدم تكامل برامجها لا يفيد شيئاً بل هو يضر بدورها الحاضر والمستقبلي، ولا يقدم إلى الجماهير خرائطَ طرقٍ حقيقية بل يوجهها نحو منزلقات وصدامات خطيرة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خارجَ الطائفةِ داخلَ الطبقة
- بُنيتا الحداثةِ الاجتماعية
- المفكرُ والتحولات
- جورج لوكاش(٢-٢)
- جورج لوكاش (١-٢)
- المحافظون والديمقراطية الاجتماعية
- تدهور الثقافة في البحرين
- عالمُ المماحكاتِ
- تقاسمُ المستعمراتِ الإسلامية
- التنظيمات والبالونات
- تناقضات المنطقة
- مساعدةُ الثورةِ السورية واجبٌ قومي إنساني
- الديمقراطيةُ الشموليةُ
- العودةُ الحادةُ للوراء
- حركةُ النهضةِ التونسية.. الأيديولوجيا والحراكُ السياسي ( ...
- نماذج فرديةٌ للخيال الاجتماعي
- مأساةُ الشعبِ السوري بين القوميات
- تحديدُ (عصرنا)
- الثورة السورية.. تفتيتُ صخرةِ الجيش
- الإخوانُ المصريون من الأيديولوجيا إلى الحكم (٢-٢ ...


المزيد.....




- السيسي وولي عهد الأردن: ضرورة البدء الفوري بإعمار غزة دون ته ...
- نداء عاجل لإنهاء الإخفاء القسري للشاعر عبد الرحمن يوسف والإف ...
- -الضمانات الأمنية أولاً-..زيلينسكي يرفض اتفاق المعادن النادر ...
- السلطات النمساوية: هجوم الطعن في فيلاخ دوافعه -إسلاموية-
- نتنياهو: انهيار نظام الأسد جاء بعد إضعاف إسرائيل لمحور إيران ...
- نتنياهو: ستفتح -أبواب الجحيم- في غزة وفق خطة مشتركة مع ترامب ...
- كيلوغ المسكين.. نذير الفشل
- تونس تستضيف الدورة 42 لمجلس وزراء الداخلية العرب (صور)
- -مصيركم لن يكون مختلفا-.. رسالة نارية من الإماراتي خلف الحبت ...
- مصر تعلن بدء إرسال 2000 طبيب إلى غزة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - النقدُ الذاتي وليس المراوغة