ميساء البشيتي
الحوار المتمدن-العدد: 3828 - 2012 / 8 / 23 - 21:06
المحور:
الادب والفن
من تلميذة
يا سيدي أنا بالكاد أتهجا الحروف وأقرأ بعض
الكلمات .. أنا لا أفكك الرموز ولا طلاسم الأيام ..
لا ترسل إلي بمعجمٍ أنا أقرأ جيداً تلك النظرات .
بالأمس انتظرتك عند قارعة الطريق لتحمل إليَّ الورود والأشواق .. فأتيتني بعد غيابٍ تعدُّ سنين عمرك في انتظار الأحباب .. وألقيت إليَّ بورود باردة .. خالية من لمساتك .. ومن دفء الأنفاس . ابتلعت دهشتي وما تعثر على شفتي من كلمات .. وسكنت إلى نفسي الشقية أعاتبها .. وأحاسبها أشد حساب .. وقلت في ذاتي غيمة تنقشع وينهمر المطر فيغسل الضباب .. وعدت لقارعة الطريق بيدٍ أحمل مظلتي وبالأخرى أحمل كتاب الأذكار ولساني يردد بالدعوة قد تحمله غيمة حبلى ويمطر في حضني كل الأشواق .. تعب لساني .. وما كللت من الانتظار .. فإذ بالغيمة تمطر في حضن غيري قصائد وأشعار .. أغمضت عيني متجاهلة وقع ضربات المطر على قلبي المذبوح بسهام الآمال وغدوت في حيرة من أمري هل أعود أدراجي.. وهذا الإصرار بداخلي على اللقاء كيف أحطمه .. وقد أخذ مني تشييده ليالي وأياما ً ؟
لم أفكر بالاستسلام لحظة ولو حجزت كل الغيوم وأقمت عليها حِجراً في السماء وحاصرتك بعيوني التي تخترق الآفاق .. ولكنك كنت تفرُّ مخلفا وراءك وقعاً من البصمات .
أنا يا سيدي قارعة الطريق لم تعد ناصيتي .. ولن أنتظر عليها الأحباب .. ولن آتيك بعد اليوم محملة بالورود وأرتل أعذب الأشعار ..
تلميذة أنا بالحب .. فابحث أنت في كتب الغرام .. ومكاني تعرفه جيداً إن فككت طلاسم الأيام .
#ميساء_البشيتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟