أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بن جبار محمد - المدخل الصحيح للعلمانية














المزيد.....

المدخل الصحيح للعلمانية


بن جبار محمد

الحوار المتمدن-العدد: 3827 - 2012 / 8 / 22 - 22:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فـصـل الدين عن الدولــة يبـدو لأول وهــلة هو المحــورالأهـم الذي يخــوضه العلمــانيون و مثقــفو النخــبــة كمســألــة ذات إشكــالات ثــقــافيـة و سيــاسيــة و عمــليــة و مجتمعية مــطروحـة في سيــاق التداخــل الديني مــع مــناحي الحيــاة المعــاصــرة التي تستلهم من الدولة الحديثـة كثير من إختصــاصــاتها - الســلطــة التشريعيــة و القضــائيــة تتكــفــل برعــايــة الحريــات العامـة و الأســاسيــة للمــواطن و رعـايــة الحقــوق كمــا وردت في النص الدســتوري بوجــود آليــات مؤسسيــة تراقبهــا و تحميـهـا من كــل تعســف بــل و تعمــل على تـــرقيتــهـا – لــكــن الشــأن الأهــم و المهمــة النبيــلة المــلقــاة على عــاتق العلمــانيين هــو تحــرير الإنســان العربي من ســطــوة الدين و ســلطــة الفقهــاء و المؤسسة الثيوقراطيــة التي مــافتئت يتعــاظم دورهــا بحــلول مــا يسمى الربيع العربي وظهــور الحــركــات الأصــوليــة بالنظــرا للتحــولات السيــاسيــة الدوليــة و الإقليميــة وهشــاشــة الوضــع العربي الذي ورث إرثــا تــراكميـا لــم يخضــع في مجمــله أو في كــامل مراحــله الى النقــد والتقييم و الدراسـة العلميــة الجــادة إذ أن الإنسان العربي يرزخ تحت وطــأة تراث ديني (على الخصوص) منغــلق على نفســه ومحاط بسيـاج دوغمائي يصعب إختــراقــه نظــرا للقداســة و الضـبابيــة اللتــان تحيط بالنص الديني و بالتــالي فــهــو فوق كـل نقــد و فوق كــل إرادة بشريــة للتنــاول الجدي بأدوات عــلميــة و منهجــيــة مــلائمــة . تحرر الإنســان العربي يعني أن نوضــع هذا الإنســان في نقطــة الإرتكــاز مــركــزيــة و يــكون هــو المنطــلق و هو المبتغى , أي أن أن النشــاط الإنساني يكــون لصــالح الإنسان و لأجــله على غــرار الفــكــر الديني الذي يجــعـل فــكرة "الله" هي المــركــز و الهــاجس الأبدي و ذلك بتكــريس حقــوق الله على العبــاد "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ "(الذاريات: 56 الوضــع العبودي المكــرس تــاريخيــا و تراثيــا و قداســة يعيد إنتــاج نفســه بالكيفيــة التي لا يستطيع الإنسـان العربي الفكـاك منهــا على عــدة مسـتويات عــقلية و روحية و وجدانيـة . فتــحرر الإنســان العربي يــكون بدءا ذي بدء رفض فرضِ كــل مسبقات عقائدية على عقــله وإنســانيتــه و وجــوده حتى يتمكن من إيجاد طريق آمــن لتأسيس ثقافة حقوق الإنسان لديـــه و التمتع بفضــائلهــا و مزايــاهــا , فأي مؤسسة أو عقيدة توضــع نفســهــا فــوق كــل مســاءلــة أو نقـد أو تضــع نفســهــا موضــع قــداســة أو تلك التي تدعــي إحتكــارهــا للحقيقــة يجب نبذهــا لأنــهــا تؤسس لثقــافــة العبــوديــة و ثقــافــة الكــراهيــة و رفض الحــوار و رفض الآخــر و التعتيم الحضــاري . في ظــل تصــاعد الحــركات الأصـولية تتعقــد الأمــور و تتشــابك هذه الأخيرة تلعب دورا في مقــاومــة المفــاهيم بــل تزييفــهـا و معــاداة كــل إصــلاح و تحديث كمــا تقــوم بتقييد الفــكر و مناهضـة كــل إبداع ســواء كان فنيا أو أدبيا أو علميا أو نشاطا إنسانيا خــلاقــا ..أستعمــلوا التراث كــآداة في مواجــهـة الآخــر و بنيــة فكـريـة دفــاعيـة للحــلول دون الإستفــادة من الثقــافات الأخــرى كمــا أن التعميم و الترويج للثقافــة العربية الإسلاميــة كهــويــة وحيدة دون محددات أخــرى أوقعتنا فريســة التعالي المفــرط و فريســة الصدارة الوهــمي و بالتالي حرمنــا من المســاهمـة الفعليــة في حضــارة الإنسان الحديثـة و مــا ينجــر عنه من إعــاقــة في بنــاء الذات أولا و التحجــر و التخــلف عن الركب , من هنــا يكون المدخــل الأنسب و الصحيح للعلمـانيين في التشخيص الدقيق للحــالة الراهنـــة التي نشــاهــد فيهــا نــكوص و تــراجــع على مستوى المفاهيم و القيم الإنسانيــة النبيــلـة و العـليا.



#بن_جبار_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلاسفة الأنوار الوهابيين
- فرحت فرحتان
- عندما يصبح الإلتجاء الى القضاء مضيعة للوقت
- أسوء اللحظات تلك...
- حديث عن الرجل المناسب..
- المناضل الفذ : في ذكرى هاشمي الشريف
- أزمة إنسانية في الأفق : الأشرفيون يموتون عطشا
- مغالطات التي تبناها و آمن بها و أستسلم لها الكثير
- أمورنا.. سمن على عسل !
- وقفة إكبار و إجلال في ذكرى- الحوار المتمدن -
- أمة محمد لا تقرأ
- هوت حين هوى الرئيس
- الثورة المصرية تأكل أبنائها
- التضحيات الجزائريين لن تذهب سدى
- الإنسان –الضحية أو النظرة الدونية للمرأة
- أنقذوا سكان أشرف
- الدراسة ما بعد الأربعين
- صديقي الفرانكوفوني
- لماذا ينتحر شبابنا في البحر ؟
- التخلف كممارسة يومية


المزيد.....




- عراقجي يسلم بوتين رسالة قائد الثورة الاسلامية
- شوف الجديد كله.. طريقة تثبيت تردد قناة وناسة وطيور الجنة ورج ...
- ‌‏وزير الدفاع السعودي: التقيت قائد الثورة الاسلامية بتوجيه م ...
- المسيحيون يحتفلون ببدء أسبوع الفصح من الفاتيكان إلى القدس
- روسيا ترفع حركة طالبان من قائمة المنظمات الإرهابية
- عيد الفصح في بلدة سورية تتحدث لغة المسيح: معلولا بين ندوب ال ...
- ماما جابت بيبي..أضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي الفضائية على ...
- في عيد الفصح اليهودي.. استباحة كاملة للأقصى غابت عنها ردود ا ...
- لليوم الخامس مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى +في ...
- بعد الكشف عن خلية -ال16- هل هي بداية نهاية الإخوان المسلمين ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بن جبار محمد - المدخل الصحيح للعلمانية