أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال البنا - أحسنت..!















المزيد.....

أحسنت..!


جمال البنا

الحوار المتمدن-العدد: 3827 - 2012 / 8 / 22 - 09:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



أحسنت أيها الرئيس الدكتور محمد مرسى فى قراراتك الصارمة.. وإجراءاتك الحاسمة.. التى صححنا بها الانحراف الذى فرضه على الثورة رجال لا يلحظون إلا المصلحة الفئوية، وليس المصلحة الوطنية، وبوجه خاص أود أن أشير إلى الإعلان الدستورى الخاص بتكميل الدستور، وهى وثيقة من أردأ وأسوأ ما كتب فى عالم الدساتير، فهذه الوثيقة تجرد الحكم الشعبى من حق مساءلة السلطات العسكرية عن مواردها ومصارفها وسياساتها الخاصة ومدى استعدادها للدخول فى معركة مع إسرائيل، إذا اقتضت الضرورة.

وهو باختصار يجرد الحكم الدستورى من أعظم حق للشعب.. فهل يعقل أن يطلق على مثل هذه الوثيقة «المكملة» للدستور؟.. إنها فى الحقيقة المدمرة للدستور.

وإنى آمل أن يسير الرئيس على هذه الخطة الصريحة الصادقة، والبعد عن الميل والهوى، ولو كان ذلك لحساب الإخوان المسلمين.. فالإخوان المسلمون ليسوا إلا جزءاً من الشعب.. وليس الشعب جزءاً من الإخوان.. وأنت تحكم شعب مصر.. فأرجو أن تحكمه بهذه الصفة دائماً وأبداً، فقد أثارت هذه القضية حرب سيناء، وكشفت بذلك عن تقصير فاحش فى سياسة هذا الجزء الثمين من مصر.

وأذكر مقالاً للإمام الشهيد حسن البنا نشر فى أكتوبر سنة ١٩٤٦م تحت عنوان «سيناء والسودان»، وقد كتبه رداً على ما جاء فى بيان صدقى باشا، للتعبير عن سيناء المباركة بلفظ «برية سيناء»، ووصفها بعد ذلك بأنها أرض قاحلة ليس فيها ماء ولا نبات إلا أربعة بلاد جعلت للتموين وقت اللزوم.

وتحدث الإمام الشهيد عن السياسة البريطانية التى اتبعتها بريطانيا فى عهد الاحتلال بالنسبة لسيناء والسودان، وهذه السياسة تقوم على تعيين محافظ إنجليزى يعمل بخدمة الحكومة المصرية ويتقاضى راتبه منها، لكنه لا يفكر ولا لدقيقة واحدة فى مصلحة مصر، وإنما ينفذ السياسة التى وضعتها قوى الاستعمار لهذه المناسبات، فهى تلجأ إلى تعيين موظف إنجليزى وتعطيه السلطات الكاملة، بحيث لا يدخل أو يخرج أحد من سيناء أو من جنوب السودان، إلا بإذنه بحيث تكون المنطقة مغلقة أمام كل المؤثرات الوطنية.. وفى خلال ذلك يشجع مدارس التبشير المسيحى على استقطاب الشباب، وإثارة الرغبة فيما تقدمه من حوافز.. وتكون النتيجة ظهور جيل.. يسبح بحمد الإنجليز.. ويظن أنهم هم السادة.

وقال الأستاذ البنا بالحرف: «إن سيناء تبلغ ثلاثة عشر مليوناً من الأفدنة، أى ضعف مساحة الأراضى المزروعة فى مصر».

وقد كشفت البحوث الفنية فى هذه المساحات الواسعة أنواعاً من المعادن والكنوز فوق ما كان يتصور الناس، واكتشف فيها البترول حديثاً، ويذهب الخبراء فى هذا الفن إلى أنه فى الإمكان أن يستنبط من سيناء من البترول أكثر مما يستنبط من آبار العراق الغالية النفيسة، وأرض سيناء فى غاية الخصوبة، وهى عظيمة القابلية للزراعة، وفى الإمكان استنباط الماء منها بالطرق الارتوازية وإنشاء بيارات يانعة على نحو بيارات فلسطين، تنبت أجود الفواكه وأطيب الثمرات، وقد تنبه اليهود إلى هذا المعنى ووضعوه فى برنامجهم الإنشائى وهم يعملون على تحقيقه، إذا سنحت لهم الفرص.. لن تسنح بإذن الله.

واستطرد الإمام الشهيد، فقال: «فمن واجب الحكومة إذن أن تعرف لسيناء قدرها وبركتها، ولا تدعها فريسة فى يد الشركات الأجنبية واللصوص والسراق من اليهود، وأن تسرع بمشروع نقل الجمرك من القنطرة إلى رفح، وأن تقيم هناك منطقة صناعية على الحدود.. فلعل هذا من أصلح المواطن للصناعة، ويرى بعض المفكرين العقلاء أن من الواجب إنشاء جامعة مصرية عربية بجوار العريش تضم من شاء من المصريين، ومن وفد من فلسطين وسوريا والعراق ولبنان وشرق الأردن وغيرها من سائر أوطان العروبة والإسلام، ويرون فى هذه البقعة أفضل مكان للتربية البدنية والروحية والعقلية على السواء».

ومضت أيام البنا والأسرة المالكة والحقبة الناصرية والحقبة المباركية، دون أن تتغير الأمور أو يحدث الإصلاح، وقد ذكر أحد الاقتصاديين أن مصر أنفقت على توشكى ١٢ مليار جنيه، ولم تنفق على سيناء ملياراً واحداً.

أقول هذا لما يتوارد على ذهن الحكام من فكرة أن الوضع الأمنى هو الوسيلة المثلى للحكم فى هذه البلاد، وهذا خطأ فاحش، فالأمن لا يُضمَن ولاؤه ولا يتمسك بالمقدسات الوطنية، وإنه يهمه فحسب إخضاع الناس لسلطته، وهذا أمر لا يجوز مطلقاً ولا يصح اللواذ به فى عهد ديمقراطى.

والخطة المثلى هى أن نجلس مع شعب سيناء من العرب وبقايا العصور القديمة، لتسوية كل مشاكلنا بالشورى والديمقراطية والدراسة وابتغاء مرضاة الله ومصلحة الوطن، وهذه كلها قيم أنتم أجدر بها، والأمل أنكم لن تقفوا عند الحرب فى سيناء، لكن ستضعون أسساً سليمة لسياسة هذا الجزء العزيز لمصر، وتمكين أهله من إدارة شؤونهم، فهم أعلم بها وأقدر عليها، وهذه هى الديمقراطية، وبهذا نكون قد بدأنا بداية سيئة فى الحرب، لكننا سنختمها ختاماً حسناً بالسلام والشورى والديمقراطية واحترام سكان البلاد وعاداتهم وتقاليدهم، بما يحقق الحكم الصالح.

■ ■ ■

أثار موضوع مليونية ٢٤ و٢٥ أغسطس، احتجاجاً على حكمكم وعلى سياستكم، وأنكم لا تنفذون حكم الشعب، وإنما تنفذون حكم الإخوان، والإخوان المسلمون بعد كل هذا جزء من الشعب، وليس صنفاً مستورداً، بل لا نبالغ إذا قلنا إنهم يمثلون الشعب العامل، أكثر من أى حزب آخر «بورجوازى» لا يمثل الكادحين فى الأرض أو العاملين فى المصانع، وقد تعرضوا للاضطهاد من كل النظم الحاكمة من فاروق حتى مبارك، وشبوا وشابوا فى السجون وهم اليوم يجنون أمراً استحقوه بالصبر وحسن التنظيم، وليس المهم أن تنفذ سياسة الإخوان أو تنفذ سياسة خصومهم.. المهم أن تنهج الطريق السليم، ومادامت هناك سلطة قضائية فلن يسمح بتجاوزات تخالف الدستور أو القانون.

وبالطبع فقد كنت أتمنى أن يوفق الإخوان فى تقديم أنفسهم إلى الشعب كجزء لا يتجزأ منه.. يعمل لخيره ويحجب عنه كل سوء وشر.. واضعاً يده فى يد بقية فئات المجتمع على اختلافها.. وأولاهم إخواننا الأقباط الذين أكدت لهم أن الإسلام أفضل من الديمقراطية نفسها، لأن الديمقراطية هى حكم الأغلبية، وقد تضل الأغلبية أو تخضع لاعتبارات معينة تحرم الأقباط حقوقهم، لكن الإسلام لا يسمح بهذا، فحقوق الأقباط مقدسة بحكم الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وحكم التاريخ أيضاً.

ولكن يبدو أن هذا أمل بعيد، ومن ثم فلا أَقَلّ من إقناع الشعب بأن الإخوان ليسوا أعداء الشعب، ولا هم صنف غير المصريين، وأنهم جزء لا يتجزأ من طينة هذا الشعب، وأن مصلحته الحقيقية هى مصلحة البلاد التى يجب أن تكون شعارنا جميعاً.



#جمال_البنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شرذمة الإصلاحات الإسلامية ما مصيرها؟ (٣٣)
- شرذمة الإصلاحات الإسلامية ما مصيرها؟ «١- ٣»
- الأصول الأربعة (٤ - ٤)
- الأصول الأربعة (٣-٤)
- الأصول الأربعة ( ٢ ٤)
- الأصول الأربعة «١-٤»
- «لو» كان الرئيس الفريق شفيق
- هذا الترويع التشريعى
- هل أحكام القضاء أكثر قداسة من القرآن؟
- شفيق أهه
- مثال عن تطبيق الشريعة
- موقع الشريعة الإسلامية فى الدستور الجديد (٢ ٢)
- موقع الشريعة الإسلامية فى الدستور الجديد «١ ٢»
- هؤلاء البناؤون العظام
- فى انتظار مراجعة «حقيقية» من الإخوان المسلمين
- اللغط حول الدستور
- الأمم ساعات محنتها
- اقتصاديات غير تقليدية
- من الثورة العذراء إلى البطة العرجاء
- هل الإنتاج ملك للشعب.. أم أن الشعب ملك للإنتاج؟


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تحذر من انهيار مبنى في حيفا أصيب بصاروخ أ ...
- نتنياهو لسكان غزة: عليكم الاختيار بين الحياة والموت والدمار ...
- مصر.. مساع متواصلة لضمان انتظام الكهرباء والسيسي يستعرض خطط ...
- وزير الخارجية المصري لولي عهد الكويت: أمن الخليج جزء لا يتجز ...
- دمشق.. بيدرسن يؤكد ضرورة وقف إطلاق النار في غزة ولبنان ومنع ...
- المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: القوات الإسرائيلية تواصل انتها ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 360 عسكريا أوكرانيا على أطراف ...
- في اليوم الـ415.. صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا الحرب الإس ...
- بوريل: علينا أن نضغط على إسرائيل لوقف الحرب في الشرق الأوسط ...
- ميقاتي متضامنا مع ميلوني: آمل ألا يؤثر الاعتداء على -اليونيف ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - جمال البنا - أحسنت..!