أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل عبدالله - وغزة تطحن العابرين ....!؟














المزيد.....

وغزة تطحن العابرين ....!؟


جميل عبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3827 - 2012 / 8 / 22 - 01:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


كتب تمراز يقول : الحالة في فلسطين ألان يمكن إيجازها بكلمات بسيطة : مشروع وطني محاط بمخاطر حقيقية تهدد وجود الشعب العربي الفلسطيني ومستقبلة وزوال القضية المركزية , شباب أفقدته الأحداث توازنه وحرمته من وطنه ومن طاقته وإبداعاته المتجددة وفي النهاية ألقت به في مهاوي الضياع وفقدان الروح الهادفة لبناء الذات , وشعب كامل محاصر يسأل في كل يوم وفي كل ساعة وفي كل لحظة : ما العمل وماذا بعد ذلك ؟

في السنوات القليلة الماضية , كان السؤال الأهم في عقل كل مواطن فلسطيني يدور حول قضايا التحرر من الاحتلال وبناء الدولة العصرية , والانتساب إلى الجامعات , والحصول على أعلى الدرجات العلمية , والعمل على تشيد المجتمع الفلسطيني بعد ما أخترقها الاحتلال , وكان هم الشباب الفلسطيني مرتبطا بالتاريخ العريق لفلسطين الداخل وعودة اللاجئين , وعاصمة فلسطين " القدس " العربية , والاستقلال عن الاحتلال , والتبعية , والبحث عن التنمية , والعدالة الاجتماعية , أما ألان فقد انكفأ هذا الحلم الكبير وتوارث الآمال العريضة بين سندان إجراءات الاحتلال القمعية ومشاريعه الاستيطانية من جهة , وحالة التوهان العقلي للقضية المركزية في ظل الظروف الحالية .

قبل سنوات وقف الشعب العربي الفلسطيني , كل الشعب خلف المشروع الوطني وهو الاستقلال الذي عبر عنه بقرارات المجلس الوطني الفلسطيني الموحد " برلمان كل الشعب في الوطن والشتات " في عام 1988 في الجزائر , ووقف مع شعبنا وقضيتنا كل أحرار العالم حين قدمت منظمة التحرير الفلسطينية : " الممثل الشرعي والوحيد " برنامج المرحلة السلام العادل القائم على قرارات الشرعية الدولية بحق شعبنا المحتل , فما الذي تغير ؟ وكيف تدهورت الأحوال من القمة إلى القاع , من قمة صنعها شعبنا البطل في انتفاضة ال87 إلى قاع سحيق بتنا معه أسرى هموم المواطن اليومية الاقتصادية المأساوية والتوهان والغموض الأعمى الذي طال كل نفس بشريه ؟؟

في سنوات خلت كانت هويتنا الوطنية واضحة جلية , صاغتها وثيقة الاستقلال بأبلغ العبارات وأجملها حين أسس لمواطنة ديمقراطية حقيقية : " فلسطين هي للفلسطينيين أينما كانوا , فيها يطورون هويتهم الوطنية والثقافية بعيدا عن التبعية , ويتمتعون بالمساواة الكاملة في الحقوق , تصان فيها معتقداتهم الدينية والسياسية وكرامتهم الإنسانية , في ظل نظام ديمقراطي برلماني يقوم عل أساس حرية الرأي وحرية تكوين الأحزاب ورعاية الأغلبية حقوق الأقلية واحترام الأقلية قرارات الأغلبية , وعل العدل الاجتماعي والمساواة وعدم التميز في الحقوق العامة على أساس العرق أو الدين أو اللون أو بين المرأة والرجل , في ظل دستور يؤمن سيادة القانون والقضاء المستقل وعلى أساس الوفاء الكامل لتراث فلسطين الروحي والحضاري في التسامح والتعايش السمح بين الأديان عبر القرون " , وبعد هذه العبارات البليغة لماذا وكيف انقلبت الأحوال وارتد بعض الفلسطينيين عن هويتهم , تارة نحو مذهبيات فضفاضة لا تعني فيها فلسطين أكثر من ارض وقف أو طريق إلى الفردوس , وتارة نحو أفكار غبية عنصرية تبدأ بالحمولة والعشيرة والمنطقة الجغرافية وتنتهي بالطائفية والقبلية السياسية ؟؟!

كل ذلك من تداعيات أدت إلى انكشاف الساحة الفلسطينية بشكل لم يسبق له مثيل أمام الصراعات والمصالح العربية لدول الجوار والإقليمية والدولية ...

إذن حقيقة المشروع الوطني الفلسطيني وحلم ألدوله المستقلة العصرية الحديثة على مفترق طرق حاسم وخطير , والديمقراطية الفلسطينية والتي طالما حلم بها الشعب العربي الفلسطيني بشقيها السياسي والاجتماعي مهددة في الصميم , والشباب الفلسطيني من كلا الجنسين هو بارقة الأمل الأهم وصانع التغير المنتظر ... الديمقراطية عنت حكم الشعب لنفسه بنفسه , ولكنها في أيامنا هذه انتهت بنموذجين بشقيها السياسي والاجتماعي : الديمقراطية البرجوازية وهي " ديمقراطية رأس المال في العمل والربح والتراكم بالتركيز الواضح على الجانب السياسي " , أما النموذج الثاني فهي الديمقراطية الاشتراكية القائمة على أساس العدالة الاجتماعية بعيدا عن معايير الربح والفردية والتركيز الأكبر على الشق الاجتماعي "

وإذا ما تحدثنا عن الواقع الفلسطيني الحالي والديمقراطية : فان الشعب العربي الفلسطيني عبر مساره التاريخي خاصة , خضع خلاله للحكم العثماني أربعه قرون ونيف , ولم يكن هذا الحكم متصفا بالعدل أو حتى بالإنسانية في التعامل مع الشعوب الخاضعة للسلطنة وهكذا تجرع شعبنا الكثير من مرارة الظلم وعانى الكثير من الاستغلال .... حين حل الانتداب البريطاني محل الحكم العثماني لم يتغير الكثير , وواصل شعبنا تجرع مرارة الظلم بنكه أجنبية وعانى من قوانين فرضها المحتل الأجنبي لخدمة مصالحة ... وتكرر الحال مع حقبة الحكم المصري , ثم الاحتلال الإسرائيلي , وفي تلك العهود لم يكن احترام القانون الدخيل ونظام المؤسسة الدخيلة وثقافة العدو الدخيل , بل عدم احترامها والخروج عليها هو المعيار الأساسي للموقف الوطني ...

وبديهي أن تخلف هذه العهود ثقافة التطلع إلى الاحتلال وآلة تقديس القوة والنفوذ , واستنادا إلى ذلك يمكن القول بضعف تجربه شعبنا الديمقراطية , وان لا عهد له بممارستها , وان كانت هناك معرفة نظرية فهي غير قابلة للتنفيذ أو للتطبيق على ارض الواقع في فلسطين ... في ظل الوضع الحالي الذي يعيشه الشعب العربي الفلسطيني في هذه المرحلة البائسة ..انتهى .

سلامتكم ...
فلسطين الأصل أسدود
[email protected]



#جميل_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دروس عربية لرؤى يسارية
- مهام النهضة وجوهر العدالة الاجتماعية
- مرحلة النصر والهزيمة ...
- نحن نصر لا يتحرك ...!؟
- الحرب الخفية .. غصن الزيتون ومدفع الكلاشنكوف
- أبرز القضايا المطروحة منذ بداية انتفاضه الأقصى ..
- تشد الرحال إلى .....!؟ في ذكرى حرب الخليج وحرب غزة ..
- القدس في مهب الريح ...؟!
- اليساريون أختاروا الحل السياسي لا الحل العسكري ..!؟
- القضية الفلسطينية والامم المتحدة
- اغراق الفلسطينيين بالمتفرقات وتغير مسار عملية السلام...!!
- الطريق الى السلام لا الطريق الى الاستسلام ..
- المنتصر لا ينتصر ما لم يعترف المهزوم بهزيمته
- حساب الأرباح وحساب الخسائر ؟!
- أسئلة تبحث عن اجابات .. قرائتي في عملية السلام ...
- كتبوا مشروع سيناء بالحبر .. وسنمحو مشروع سيناء بالدم ...في ذ ...
- أرض بلا وطن ووطن بلا أرض ...! بمناسبة ذكرى اقتراب يوم النكبة
- لماذا لا يكون السلام بيننا وبين الطرف الإسرائيلي تنفيذ قرار ...
- أهل غزة والفته ..!!؟
- إصلاح اليسار في فلسطين ..مجرد فكرة


المزيد.....




- من قوته إلى قدرة التصدي له.. تفاصيل -صاروخ MIRV- الروسي بعد ...
- نجل شاه إيران الراحل لـCNN: ترامب و-الضغط الأقصى- فرصة لإنشا ...
- -لقد قتلت اثنين من أطفالي، فهل ستقتل الثالث أيضا؟-: فضيحة وف ...
- كيم: المفاوضات السابقة مع واشنطن لم تؤكد سوى سياستها العدائي ...
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية تعتمد قرارا ينتقد إيران لتقليص ...
- ZTE تعلن عن أفضل هواتفها الذكية
- مشاهد لاستسلام جماعي للقوات الأوكرانية في مقاطعة كورسك
- إيران متهمة بنشاط نووي سري
- ماذا عن الإعلان الصاخب -ترامب سيزوّد أوكرانيا بأسلحة نووية-؟ ...
- هل ترامب مستعد لهز سوق النفط العالمية؟


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جميل عبدالله - وغزة تطحن العابرين ....!؟