|
الخمر بين التحليل و التحريم، بين القرآن و كتب التراث.
حسن الفجح
الحوار المتمدن-العدد: 3826 - 2012 / 8 / 21 - 19:31
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يقول المفكر العراقي عبد الرزاق الجبران: "لقد تكلم الفقهاء أكثر مما تكلم الوحي." و لعل هدف هذه الورقة المتواضعة هو تبيان كم كانت قولة الجبران تلك صادقة في حق تراثنا الديني كمسلمين. و لهذا السبب كان لزاما أن نبين بداية أن غرضنا هنا ليس هو محاولة شرعنة أو تبرير شرب الخمر أو خندقة جهود البحث في مسائل "دينية" تافهة و هامشية، لأننا نعلم أن قضية كالخمر قضية تافهة و لا تستحق عناء البحث، بل إن هدفنا الأساس هو لفت الإنتباه إلى ضرورة العودة إلى القرآن الكريم كمصدر وحيد لكل القضايا الدينية المتعلقة بنا كمسلمين، باعتباره الوحي الوحيد المنزل على الرسول محمد عليه السلام. و ليس هذا فحسب، بل و لفت الأنظار أيضا إلى أمر مهم يتمثل في كون عدة حقائق دينية ستظل مغيبة أو مقلوبة أو مشوهة ما لم نعد إلى القرآن الكريم قراءة و تحليلا، كما أن أكاذيب كثيرة ستحسب على الدين و هو منها براء إذا ما انعدمت تلك العودة. بداية الطريق في قضية الخمر بين التحليل و التحريم هي أن كلا الأمرين يعدان سلطة إلاهية غير مخولة لأي أحد، إنسا كان أو جان أو ملك، رسولا كان أو مجرد بشر عادي. و متى إتفقنا على هاته الحقيقة فإننا نسلم بأن الله تعالى هو فقط من يملك سلطة التحريم. و متى كانت دائرة الحرام دائرة ضيقة داخل النص القرآني فإنه سبحانه و تعالى قد عمد إلى التنصيص عليها بألفاظ محددة مثل لفظ "حرم" أو "حرمت" خصوصا فيما يتعلق بالمحرمات من الأطعمة، فيقول عز و جل: " وَما لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ ما حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ (119) الأنعام. و أمام هذا القطع الإلاهي بتفصيل المحرمات من الأطعمة فإننا مجبرون على إغلاق باب حساب الإحتمالات و لعبة القياس داخل النص القرآني، أما خارجه فذلك أمر لا يعنينا في شيء، كوننا نؤمن تمام الإيمان أن دين الله موجود فقط في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من أي جانب. يستدل الكثيرون إلم نقل الجميع على تحريم الخمر بالآية 90 من سورة المائدة، حيث يقول عز و جل: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) المائدة. نحن نعلم أن الإجتناب ليس هو التحريم إذ لا ترادف في النص القرآني، هذا أولا. الأمر الثاني و الذي يهمنا هنا هو أن الضمير المتصل بفعل الإجتناب (الهاء) يعود على الرجس من عمل الشيطان و ليس على الخمر، نقول ذلك و نحن نشدد على الدقة القرآنية في استخدام ألفاظ اللغة العربية و ضمائرها. و لنا أن نتساءل الآن: متى يصير الخمر رجسا من عمل الشيطان؟ أو كيف يصير كذلك؟ إن القراءة التجزيئية للقرآن تبقى قراءة إختزالية لا تستقيم مع مقاصده، ذلك أننا نؤمن أن القرآن كل متكامل يشرح بعضه بعضا. فلو كلف هؤلاء الذي يحرمون شرب الخمر أنفسهم عناء البحث في القرآن لوجدوا الآية 91 من نفس السورة تجيب عن سؤالنا الذي طرحناه للتو، إذ يقول عز من قائل: "إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91) المائدة. و هكذا أمكننا أن نفهم متى يجب علينا إجتناب الخمر ليس في ذاته و إنما حالما يصير رجسا من عمل الشيطان، هذا مع الإصرار على أنه إلى الآن لم نجد ما يحرم شرب الخمر من القرآن الكريم. لذلك،و غير بعيد عن سياق الآيات من سورة المائدة، يقول الله سبحانه و تعالى: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحَرِّمُوا طَيِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (88) (المائدة) في إشارة إلى أن سلطة التحريم تعد وقفا على الله عز وجل لوحده و لا يجوز لأي كان أن يحرم من تلقاء نفسه ما لم يحرمه الله سبحانه. و تأكيدا منا على أن إجتناب الخمر يكون ساري المفعول فقط متى صار رجسا من عمل الشيطان، كما عرفته المائدة 91 وفق ما رأينا سابقا، فإن الله تعالى قد وضع شرطا آخر لتناول الخمر أو أي طعام آخر لم يحرمه سبحانه تحريما قطعيا، و هو ما نجده في الآية 93 من سورة المائدة، حيث يقول سبحانه: "لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جُناحٌ فِيما طَعِمُوا إِذا مَا اتَّقَوْا وَآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ثُمَّ اتَّقَوْا وَآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوْا وَأَحْسَنُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (93). و كي نختم هاته الفقرة، ندعو القارئ إلى عقد مقارنة بين المائدة 90 حيث الأمر الإلاهي باجتناب رجس الشيطان في الخمر و الآية 30 من سورة الحج حيث يقول الله سبحانه و تعالى: "ذلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعامُ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ." و له أن يلاحظ أن الله سبحانه و تعالى لم يأمرنا في الحج 30 بإجتناب الأوثان في حد ذاتها ( التماثيل و المنحوتات و فن النحت بشكل عام، مظاهر الطبيعة و ظواهرها من أشجار و صخور و براكين و زلازل و رعد و برق و ...) بل أمرنا فقط باجتناب الرجس منها و الذي يعني العكوف لها و عبادتها كما في قوله تعالى على لسان نبيه إبراهيم في الآية 52 من سورة الأنبياء: "إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ ما هذِهِ التَّماثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَها عاكِفُون." و التماثيل كنموذج للأوثان لم يأمر الله سبحانه باجتنابها إلا بسبب الرجس الذي فيها، أو بالأحرى أمرنا باجتناب ذلك الرجس منها فقط، و المتمثل في العكوف لها كما بينه الله سبحانه و تعالى هنا على لسان ابراهيم، و الأمثلة القرآنية في هذا الباب كثيرة و متنوعة، لكن ما يهمنا نحن هو أن الإجتناب يكون للرجس و ليس للأوثان أو الخمر. و في هذا الصدد يقول المفكر السوري محمد شحرور في الجزء الثاني من كتابه "القصص القرآني" الصفحة 155: " .... (و اجتنبوا الرجس من الأوثان...)(الحج30) ولم يقل ,اجتنبوا هذه الأوثان بذاتها عينا. فالرجس هو الإختلاط، فإن اختلطت أصوات السيوف بالطبول بصيحات المتأهبين للقتال بصهيل الخيول قيل في وصفه : جيش رجاس . وكما أن رجس الخمر هو اختلاط الأمور مع السكر بحيث لا يعلم السكران ما يقول، كذلك رجس الأوثان هو اختلاط الأمور بحيث نظن أن لمظاهر الطبيعة و النجوم و الكواكب و البقر و النار قدرة على إرادة الخير و الشر بينما هي مجرد أشياء و ظواهر طبيعية (أوثان) لا تملك للإنسان رزقا . إن الله لا يطلب منا القضاء على فن النحت ولا تدمير الطبيعة بنجومها و كواكبها ولا قتل البقر ولا منع إشعال النار، كل ما طلبه منا هو ألا نجري وراء زعم كاذب و إفك مفترى فتختلط علينا الأمور .طلب منا اجتناب الرجس لأن الأوثان بذاتها موجودة في كل مكان , فهناك تمثال لطلعت حرب و جمال عبد الناصر في القاهرة، وتمثال لرياض الصلح في بيروت و تمثال لأبراهام لنكولن في أمريكا، و هذه كلها ليست أوثانا معبودة و يمر أمامها عشرات ألوف الناس يوميا دون أن تختلط عليهم الأمور بحيث يظنون أنها تضر و تنفع." إنتهى كلام شحرور. لا نزال إلى الآن مصرين على أن الخمر ليس محرما، و إن بالتدريج باعتماد النسخ الذي لا يستقيم أصلا مع منطق القرآن الكريم حيث لا ناسخ و لا منسوخ: و كيف يكون الخمر محرما؟ فيما يقول تعالى في الآية 43 من سورة النساء: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ وَلا جُنُبًا إِلاَّ عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كانَ عَفُوًّا غَفُورًا) و كيف يستقيم أن يكون الخمر محرما ثم يخاطب الله "الذين آمنوا" باجتناب الصلاة و هم سكارى (مع العلم أن السكر هنا ليس بالضرورة نتيجة للخمر وحده، بل قد يكون نتيجة حالة نفسية معينة تحول دون أن يعي المصلي ما يقول)؟ إن النساء 43 تستقيم، في نظرنا، مع المائدة 91 حيث يبين الله في الأخيرة ضرورة اجتناب الخمر حينما يصير من رجس الشيطان، لما قد يسببه من تفويت أداء الصلاة في وقتها (الصد عن الصلاة) فيكون بذلك السكر بالخمر هو الباب إلى اتباع الشيطان. يحاول بعض المفكرين المعاصرين التوفيق أو التلفيق بالأحرى بين البقرة 219 حيث يقول الله سبحانه: (يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما وَيَسْئَلُونَكَ ما ذا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ) و بين الأعراف 33 حيث يقول عز و جل: (قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ) ليخرجوا بحكم تحريم الخمر قياسا على الجمع بين الآية الاخيرة (33 من سورة الاعراف) و الآية 32 من سورة الإسراء حيث يقول الله تعالى: (ولا تَقْرَبُوا الزِّنى إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَساءَ سَبِيلًا) لكننا نرفض هذا التلفيق، فبملاحظة دقيقة للآيات الثلاث نخلص إلى أن الزنا محرم بنص قطعي، فحيث يصفه القرآن بأنه فاحشة في الإسراء32 تأتي الأعراف 33 لتبين بما لا يدع مجال للشك أن الفواحش كلها محرمة. غير أن الأمر مختلف جدا بالنسبة للخمر بين البقرة 219 و الأعراف 33. حيث أن الله عز و جل قد حرم الإثم في الاعراف 33، لكنه سبحانه لم يقل بأن الخمر إثم في البقرة 219، كما يذهب الكثيرون من رواد القراءات القرآنية المعاصرة. و بين أن يقول القرآن أن الخمر إثم و أن يقول فيه إثم كبير (أصل الآية فيهما إثم كبير: "الخمر و الميسر") فرق شاسع، ينسجم مع الدقة القرآنية في توظيف اللغة العربية. إننا لا نزال نتقصى آيات الله البينات في كتابه الحكيم دون أن نقف و لو على واحدة تحرم الخمر، على عكس الزنا مثلا الذي يعد ظاهرة قديمة في المجتمعات البشرية و التي كانت منتشرة زمن البعثة المحمدية، لكن القرآن تعامل معها بالحسم حيث جاء التحريم قاطعا. فلماذ تعمد القرآن الحسم في موضوع الزنا بنص قطعي و تعمد الحديث عن الخمر بكل هاته التفاصيل دون أن يحسم فيه؟ نطرح هذا السؤال و نحن نعلم أن الزنا أخطر على المجتمع من شرب الخمر (شرب الخمر و ليس السكر، لأن ثمة من يسكر بالتعصب الديني و يقتل الأبرياء باسم الدين. فالسكر ليس قصرا على الخمر دائما.) آثرت أن أترك الآية 145 من سورة الأنعام حتى ختام هذا البحث لما لها من وضوح قوي في تأكيد ما نذهب إليه، وضوح قد يذهل القارئ كما أذهل كاتب هاته السطور أول الأمر. فهاته الأية تقطع الشك باليقين و تغلق باب الاحتمالات العشوائية و التأويلات المجانبة لكلية النص القرآن. حيث يأمر الله تعالى جده رسوله الأمين بأن يقول، لمن يفترض أنه بعث إليهم، أنه لا يجد فيما أوحى إليه ربه سوى أربع نحرمات من الأطعمة ليس من بينها الخمر، إذ يقول الله سبحانه و قوله الحق: (قُلْ لا أَجِدُ فِي ما أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلى طاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) إن هاته الآية هي الدليل الواضح الفاضح الذي يقول صراحة بأن الخمر ليس بمحرم شربه. إننا هنا، كما سبق و ذكرت في بداية هذا البحث، لا نبحث عن تبرير لشرب الخمر و لا نريد التغاضي عن التحذيرات القرآنية من الخمر كما في كل من المائدة 90 و 91 و النساء 43 و الاعراف 33 و البقرة 219. بل على العكس نأخذها بعين الاعتبار التزاما منا بكتاب الله الحكيم، غير أن هذا الإلتزام نفسه يدفعنا أيضا إلى اعتبار القول بتحريم الخمر أمرا غاية في الخطورة لما فيه من افتراء الكذب على الله، ذلك أننا نعلم أنه لم يقل بتحريمه مطلقا. وقد حذر الله سبحانه و تعالى من مغبة الافتراء عليه في هذا الباب في الآية 116 من سورة النحل بعد أن حدد لنا المحرمات من الأطعمة في الآيتين 114 و 115 من نفس السورة حيث يقول سبحانه و قوله الحق: (فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالًا طَيِّبًا وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ (114) إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (115) مَتاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (117) (116) مَتاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (117)) أترك الإخوة الذين يحرمون الخمر وصفا لما تقول ألسنتهم مع الآية 116 من سورة النحل التي سأعيدها كتابتها هنا طلبا للتمعن و التدبر فيها، يقول الحق: (وَلا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هذا حَلالٌ وَهذا حَرامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ) قلنا سابقا أن هدف هاته الدراسة ليس هو إيجاد تبرير لشرب الخمر، فنحن نعلم أن للخمر مضاعفات على صحة الإنسان، غير أن ذلك ليس ما نرمي إليه هنا. فالصيام يمكن أن يشكل خطرا على صحة الإنسان أيضا رغم أنه عبادة و كذلك الصلاة، و ذلك إذا ما غابت العقلانية عن عمل الإنسان, سواء كان معاقرا خمرا أو معتكفا في محراب. و الأهم أنه كما أن قولنا بأن الحجاب (ما يظن أنه غطاء رأس المرأة) ليس فريضة دينية و أن لفظ حجاب في القرآن لا يمت بصلة للباس المرأة من قريب أو بعيد، لا يعد دعوة منا إلى تشجيع التعري . فإن قولنا أيضا بأن شرب الخمر ليس محرما لا يعني أننا ندعو إلى العربدة و هدم المجتمع. و الله أعلم.
#حسن_الفجح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-الخبز المقدس-
-
هستيريا الفتوى
-
كلام في الحب
-
المئذنة مجرد بئر مقلوبة
-
الإسلام شفويا
-
مجرد أسئلة
-
هل خانوك؟
المزيد.....
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
-
إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
-
“ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|