أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - شخصية محمد اليتيم














المزيد.....

شخصية محمد اليتيم


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3826 - 2012 / 8 / 21 - 19:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ولد يتيم الأب وعاش بعد ذلك كل حياته يتيم الأب والأم, لم يكن يجد من يمسح له دمعته أو من يعطيه بعض الحنان ولو كان بالتقسيط السنوي لذلك لم يشبع فضوله من الحب ولم تعرفه نفسه مطلقا وفي أول زواج تزوجه بحياته كان ناتجا عن مصلحة تجارية ولم يكن ناتجا عن حب وعلاقة غرامية , لذلك لم يعرف الحنان أو الشفقة أو الرحمة وحتى وإن تلقى بعض الحنان من أقرب الناس إليه كعمه وكجده وكمرضعته إلا أن حنان الأب والأم لا يعوضان أبدا فلا أحد يستطيع أن يعوض حنان الأم والأب وخصوصا حنان الأم,وكل من عاش يتيما مثلي يعرف ما أعنيه وما أقصده وخصوصا إذا كانت الأم هي المفقودة, لذلك بقيت نفسه متعطشة لسفك الدماء والحروب لكي يشفي غليله من الناس أو لأنه لم يكن يأبه بمنظر الحروب والدماء لأنه لم يتذوق من الحنان طعمه ومن الحب بريقه, ولم يكن يعرف الرحمة إلا في بعض الحالات قولا وليس فعلا ذلك أن هذه الشخصية اليتيمة والفاقدة للحنان تلذع كل من يقترب منها بنارٍ حامية وتغريك بالحب ولا تعطيك منه شيئا وتجعلك تجوع ولا تملك أن تشبع لك جوعك ويظهر من الخارج أنها ملتهبة بالمشاعر الدافئة غير أنها من الداخل باردة جدا مثل قمة إيفيرست,إنها على الأغلب تنطبق عليها قواعد الشخصية الهستيرية,تجعلك واهما بأن لديها حلا لكل المشاكل في الوقت الذي لا تستطيع هي به أن ترفع من درجة حرارة الحب والحنان لديها, وكان لمنظر القتل والتذبيح أمامه شيئا عاديا جدا لأنه لا يعرف ما معنى أن تعيش المرأة أرملاً أو أن يعيش الأولاد بدون أب أو أم ,إنها شخصية ذكية جدا في اقتراف الأعمال العظيمة والتي هي تراها شيئا عاديا بل وأقل من عادي, وبما أنه لم يذق طعم حنان الأب والأم في حياته فإنه ولهذه الأسباب كان ينشد أبواب النساء ويقف على أطلالهن أملا بأن يحصل على الحب والحنان الفاقد له لذلك تعددت زيجاته وتلونت بألوان شتى وبأسباب منطقية وغير منطقية غير أننا نعلم بأن نقص الحب والحنان وهم من كانا يدفعان به لتكرار الزواج عدة مرات ظنا منه بأنه في كل مرة سيجد من يعوضه عن الحب والحنان الذي فقدهما,وكان يأخذ من نساءه بعض الحنان غير أنه لم يكن قادرا على رد الجميل وبدل أن يعطي التي أعطته حنانا كان يبادرها بالزواج عليها عدة مرات, وعلى رأي المثل :فاقد الشيء لا يعطيه.

وكان للحب الذي طلبه من كل جميلات عصره اللائي شاهدهن في حياته أثرا كبيرا في نفسه وكان يعشق اللذة ويتصورها في كل شيء أملا منه بأن تطفئ تلك المتعة واللذة شيئا من الألم ومن الأسى الذي يعتملُ في داخل قلبه وكان في كل مرة يقترن بامرأة جديدة في محاولة يائسة لتعويض نقص الحنان الذي تعرض له في صباه ومن المعروف عن الشخصية اليتيمة أنها تفرغ كل احتمالات وجود الحب والحنان في كل شيء تصادفه وأهم شيء هو الجنس لأن متعة الجنس ليس كمتعتها مثيل (واسأل مجرب ولا تسأل طبيب) وأهم شيء أنها تفرغ طاقتها في الجنس وتنغمس به لتعوض الحنان الذي فقدته في صباها, ودائما هذه الشخصية لا تشبع أبدا مهما شربت من الجنس ومهما اعتقدت أنها ستجد الحنان اللازم لها, وبما أن أقرباءه قد تكفلوا بتربيته ورعايته فإنه على الأغلب عاش بحساسية شديدة وكان يجد نفسه غريبا وغير منسجم مع الواقع وهذه الحالة ترافق جميع الأنبياء والكتاب والمفكرين والمبدعين ذلك أن الإبداع نفسه عبارة عن حالة مرضية مزمنة وكل الأنبياء وكل المثقفين يسعون لتغيير الواقع وفق ما يرونه مناسبا لأنهم أصلا غير منسجمين مع هذا الواقع الذي يعيشون به ومن هذا المنطلق يسعى المفكرون لتغيير الواقع بينما البشر العاديين لا يسعون إلى تغيير الواقع لأنهم أصلا منسجمين معه ومتداخلين في داخله ولكن تبقى أنفس المفكرين والأنبياء لوامة بعض الشيء.

والنقد اللاذع الذي كان يوجهه للأصنام وعبدت الأوثان كان جزء من طبيعة شخصيته العدوانية,فأغلب الكتاب الساخرين أو الذين لديهم نقد لاذع للناس وللمجتمع يكون سلوكهم هنا في هذه الحالة عبارة عن ترجمة حقيقية لطبيعة نوعية العدوان الذي يملكونه فللشخصية العدوانية أشكال كثيرة للتعبير عن نفسها ومنها النقد اللاذع للواقع وكان محمد في صباه قبل بدء الرسالة غير منسجم مع الواقع ولم يكن يأبه بدين الآباء والأجداد بل دائما ما يسخر منه أو ينتقده بشدة لذلك هذه الشخصية تبدو جريئة جدا ولا تهاب الملامة ولا تستحي من إظهار عدم إعجابها بالواقع الذي تدوسه تحت قدميها ونتيجة لفقد الحنان والحب في صباه ظهرت عليه بوادر الشخصية العدوانية ومن أهم صفات الشخصية العدوانية أنها تترك في نفسك أثرا طيبا وتدل على أنها شخصية طيبة ومسكينة ومحبوبة وتحب الناس وتحب عمل الخير غير أنها من الداخل ممتلئة بالحقد الدفين الذي لا يستطيع أي أحد من الناس أن يخفيه لها أو يجعلها تنساه, ومن خلال سيرته الذاتية يتبين لنا بأنه كان طيبا وكان يدعو طوال حياته للحب وللخير غير أن أعماله وحروبه وغزواته يكشفن لنا أو كشفن لنا بعد ذلك عن عمق الحقد الذي كان يعمله,وهذه الشخصية العدوانية التي تحولت إلى عدوانية نتيجة فقدان حنان الأب والأم تشكو دائما من الواقع وبأن المجتمع والناس لا يفهمانها على الإطلاق وهذه العلامات إحدى أهم علامات نمو المفكرين والمثقفين والمبدعين وأهمهم الأنبياء فكل الأنبياء كانوا يدعون بأن الناس لا تفهمهم على الإطلاق وبأنهم وحيدوا زمانهم ومكانهم وبأنهم يملكون أدوات التغيير للأحسن وللأفضل ويتهمون المجتمع والناس بأنهم أعداء وليسوا أصحاب, واتهمه أقرباءه بالجنون ولم يكن هذا الاتهام عارٍ عن الصحة لأن عملية الوحي التي كانت تأتيه كانت عبارة عن حالة عصبية أو عُصابية وفي أغلب الأحيان كان يأتيه الوحي وهو نائم على فخذ زوجته ,وكان يأتيه الوحي وهو في حالة غير تلك الحالة ولكن 90% من الوحي كان يأتيه وهو يلقي بثقل جسمه على فخذ زوجه بعد أن يشبع منها رغباته الجنسية وهو يبحث عن الحنان والحب اللذان فقدهما منذ صباه,ولكن ما فيش فايده(بدون فائدة),وكانت حياته كلها عبارة عن ,عنف وندم وغضب وغيرة وعدم انسجام مع الواقع المعاش يوميا.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون المدني أفضل من الدين
- أسباب الطلاق في الإسلام ليست منطقية
- لماذا لم يأتِ جبريل بالنسخة الأصلية من الإنجيل؟
- تعليم المسلمة على الرقص
- فضل المسيحيين على المسلمين
- أزمة الإنسان العربي المسلم
- سيدة فاضلة
- الجهل قابل للزيادة
- الأخلاق الإسلامية بين القوة والضعف
- ثلاثة شروطٍ للتغيير وخمسةُ شروطٍ للثورة
- الإسلام يعذب المرأة نفسيا
- قصة معراج وكالة ناسا
- كيف كنا وكيف أصبحنا
- خادم السيدين
- الإسلام نظرة من الأفق
- عائلة آل برونتي الشهيرة في الأدب
- لماذا لم يقاتل عمر بن الخطاب في معارك الرسول؟
- بين المرأة والبيئة
- الثقافة المنزلية
- الهوية الضائعة


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جهاد علاونه - شخصية محمد اليتيم