هلال التعيينات

حبيب العربنجي

الحوار المتمدن-العدد: 3826 - 2012 / 8 / 21 - 14:59
المحور: كتابات ساخرة
    

كل شي شفت وسمعت بدولة أقليمستان المتگطعة، وكل شي أتوقع من هاي الدولة الدينية، بس إعلان مال وزارة الزراعة عن فتح باب التعيينات بمناسبة العيد السعيد تفوق على كل فيكات وشعارات الوزارات في دولة أقليمستان الزبلية لصاحبها مجموعة ناس بس ما بيهم ولا واحد من أقليسمتان أو مواطن أقليمستاني لأن ما بيهم بركة .
آني أعرف أن الملاهي والفنادق تعلن عن حفلات للكويلية بمناسبة العيد ، بس ما چنت أتوقع أن الوزارات هم تنافس الملاهي بشغلها بدولتنا الأقليمية الفيدرالية الديمقراطية العمائمية ...إذا عدكم خلگ أظل أعدد وأصير رادود للصبح وما تخلص صفات دولتنا المباركة ببركات آل تفلة من المسؤولين والوزراء..بس هالگد كافي.
فبعد إرتفاع أسعار البصل بسبب الإستهلاك المفرط في ثرم البصل على رؤوس الغشمة بالتوازي مع إرتفاع أسعار النفط بسبب العقوبات على النفط الإيراني، جاءنا الإعلان الزراعي من وزارة أبو سكسوكة الصخلة بفتح باب التعيينات للعاطلين عن العمل، والوزارة بطلعة ذكية غير طائفية ما حددت بداية العيد بالتوقيت الشيعي أو السني بس گالت بمناسبة العيد السعيد. هذا الإعلان يگول للعاطل أن فرص العمل ما موجودة إلا بالمناسبات بمعنى أن التعيين والعمل مو حق من حقوق المواطن لأن مثل ما نعرف أن حقوق الإنسان پلنتيقة مال دول كافرة وما تليق بدولتنا الدينية لان إحنا بدولتنا العمل مكرمة وزارية بمناسبة العيد السعيد. وأعتقد أن وزارة الزراعة دا تشوف التعيين مثل الخيار، تنزل بمواسم، تعيين خياري وأنت وبختك تگرط الخيارة من الفوگ وتطلع طيبة أو تگرطها من جوا وتطلع مرة وقزلقرط...بحسب مانوال تعليمات التعيين الزراعي .
وآني الغشيم چنت أعتقد أن خطة التعيينات تطلع من وزارة التخطيط بس هسة عرفت أن التعيينات تطلع من هيئة مراقبة هلال العيد، الكل واگفين بباب الهيئة (سنية أو شيعية ماكو فرق كلنا اخوة أمام التلفزيون) وكل واحد شايل الشهادة مالته وأول ما يطلع الشيخ ويگول ثبتت الرؤية الشرعية لهلال العيد ينفتح باب العرضحالچبة لكتابة طلبات التعيين وهي شغلة موجودة بس بالعراق لأن إحنا ناس جهلة ما نعرف حتى كتابة طلب او كتاب للجهات الرسمية ولازم عرضحالچي يعرض حالنا للمسؤوليين...وطبعا همين لازم المراجعة من الشباك، والشباك بالطابق الثاني عالشارع مثل تجنيد الرصافة بالزمانات إللي چان بپارك السعدون، وشوف تفانينك شلون توصل للشباك بالطابق الثاني بأستخدام كل الوسائل المتاحة الدينية والدنيوية بشرط عدم مخالفة الدستور .
بس آني فرحان أكثر من حسن فرحان لان التعيينات صارت من حصة هيئة مراقبة الهلال – بحسب المحاصصة - لان مثل ما تعرفون إحنا عدنا المناسبات الدينية زبل ، أصلاً إلى درجة نراقب الهلال كل أسبوع لان أعيادنا أشكال وألوان وهمين مناسباتنا الدينية زرق ورق إلى حد نحتفل بعيد مجىء الحيض لاول مرة لأم فلانة، ومناسبة إنقطاع الحيض عن ام ما أعرف منو، يعني الشغلة راح تصير كل يومين أكو تعيينات، وبعد ماكو ولا واحد يگول آني عاطل في بلاد أقليمستان الزبلية لأن بس الملحد وغير المؤمن بالمناسبات الدينية راح يظل خارج التعيين المركزي لهيئة رؤية هلال العيد...أعوذ بالله أن أكون من العاطلين .
مثلا راح نسمع بمناسبة عيد الغدير...تعلن وزارة النفط عن فتح باب التعيينات في البانزينخانات لأن الغدير بالزمانات چان مثل البانزينخانة هسة، واحد چان يوگف بالغدير يرتاح ويشرب هو والزمال مالته وبعدين يستمر بالرحلة المباركة، او بمناسبة عيد الأضحى تعلن وزارة العلوم والتكنولوجيا عن فتح باب التعيينات للعمل كگصابين للأضاحي (يفضل من له سيرة بذبح بني آدم) أو بمناسبة نصف شعبان تعلن هيئة النزاهة عن فتح باب التعيين للعمل كعدادين يگعدون بالدرب يحسبون المواكب المليونية حتى تتوحد الارقام المعلنة بالفضائيات وحتى تكون بيها مصداقية وشفافية لأن هسة دا تختلف من مليونين إلى تسعة ملايين بحسب محافظ مدينة مباركة ببركة الغشمة.
وخلي تجي منظمة العمل الدولية وتنطينا جائزة الإبداع لان إحنا توصلنا إلى حل مشكلة البطالة بربط التعيينات بالمناسبات الدينية وهي فكرة تستحق الإشادة وممكن تعميم هاي الفكرة الدينية – الدنيوية بكل الدول إللي بيها نسبة عالية من العاطلين عن العمل بشرط التحول من التقويم الميلادي الگريگوري الشمسي إلى التقويم الهجري القمري.
وأتوقع راح تصير ببناية كل وزارة گبة فلكية لمراقبة دورة القمر وولادة القمر، وراح يكون مدير قسم التعيينات بكل وزارة شيخ يفتهم بالأهلة (يعني مراقبة الهلال)...والقرآن يگول " يسألونك عن الأهلة كل هي مواقيت للناس والحج" ...وإحنا نگول ..بل هي مواقيت للتعيينات في دولة أقليمستان ..دولتنا المباركة.

#حبيب_العربنجي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات