أسعد البصري
الحوار المتمدن-العدد: 3826 - 2012 / 8 / 21 - 10:50
المحور:
الادب والفن
أ . د . الهاشمي : كل اللواتي احببن أدغار ألن بو احببنه كشاعر لا كإنسان ، وهذا بعض من سر عذاباته ، إلا امرأة كانت والدة صديقه احبها بصدق ولكنها احبته كابن .. هذه احبته كإنسان.
أسعد البصري : طوال حياتي أبحث عن حبيبة ، في الملاهي في المسابح في المدرسة في المقاهي في العمل في الجيران في الكازينو في المطعم لم أجد امرأة تحبني و تجعلني لا أحب نفسي فقط بل أجدها و أفجرها . لم أستطع حتى جلست و كتبت الشعر بعد عشرين عاما من البحث صرخت كما يصرخ نبي في وجه النجوم و كما يخاطب عراف الغيوم و كما تقرأ ساحرة خطوط يد الصبيان ، نمت في الشارع و تقيأت طموحاتي كلها و كبريائي كله ولم أتذكر بعد طول مقاومة سوى أنني لست مقامرا ولا رجل أعمال ولا سكيرا بل أنا قبل عشر سنوات كنت شاعراً . وبعد ابتعاد عشر سنوات عن كتابة قصيدة أو قراءة كلمة عربية سمعت صوتاً خلف جسدي يشبه القرآن ، صوتاً يسبق الوجود كتلك الموسيقى الكونية التي لا وجود لها في الواقع لكن هنري ميللر قال بأنه يسمعها و تؤثر على كتاباته الإبداعية ، أمسكت بحجر و ضربتُ نفسي به لأنني كنت راغبا الشعور بالألم و رأيت إلى رجل لا أعرفه يموت في داخلي و آخر أعرفه شاعراً لا اسم له ينهض في عينيّ . حدقت في المرآة الخلفية للبار اليوناني و قلت : مَن هذا ؟؟ فقالت المرآة ؛ هذا شاعرٌ عراقي لم يظهر مثله في الأقاليم البعيدة . ولأن الحب هو وجع القلب و الشعور بالوحدة صرخت بالموت كله الذي في فمي حتى طرقتْ بابي امرأةٌ سمعتْ قصائدي و عبرتْ إلى عمري كله ، أرضعتني حتى تقيأت النساء اللائي خنقنني و خنقتهن ، وفي المساء الماطر المخلوط بحبات الثلج : أنجبتني ، نزفتني كما تنزف حلماً قديماً وقالت انهض هذا هو اسمك ، لن تحيط بك القبائل بعد اليوم وهكذا بكيت على جذعي نفسه حتى التصقت به لأنني كنت أظن الشعر تضحية ولكنه في الحقيقة خلاص بل لا خلاص سواه ، الشعر ديانتي الوحيدة أنا فيها مبشر و تابع ،
#أسعد_البصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟