أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل دنو - قصيدة سريانية مترجمة الأمانة














المزيد.....


قصيدة سريانية مترجمة الأمانة


عادل دنو

الحوار المتمدن-العدد: 3826 - 2012 / 8 / 21 - 09:27
المحور: الادب والفن
    


قصيدة سريانية
الامانة
شعر وترجمة عادل دنو

"مواطنون بلا وطن"
هكذا دعينا
النعاس في جفون اولادنا المهرَّبين
بلا قيد وهوية مرحلين
وصاروا "مواطنين بلا وطن"
*
هل ياترى..! اصبحنا نحن اشرار هذا الزمن
في سوق العبودية
يشترينا البعض ويبيعنا البعض.!
نحن اصبحنا مثل عبيد ملوك هذه الدنيا
مرسلون صرنا من وليمة الى وليمة
ومن يم الى يم
ومن سلطة الى اخرى
ومن اله آشور وخمبابا
الى مسييّري هذا اليوم واله اوباما
هاربون خائفون مثل الدجاج
من بابل الى نينوى
ومن نينوى الى هكاري
ومن هكاري الى تلكيف واورمي
وروسيا القوقازية
ومن اورمي الى بعقوبة
ومن بعقوبة الى مندان وامريكا
ومن مندان الى خابور
ومن خابور
الى ابعد منثورين
حاملين أمانتك..!
*
تعلمنا
من بابل مبعثرون
ومن نينوى مبعثرون
ومزاودنا في كل الاوقات مُعدة
نبحث عن ارض تحمينا
عن سقف يغطينا
وخمية ومنزل يأوينا
واولادنا حوالينا
وعلى ظهرنا أمانتك..!
*
ابني..
نحن سريان ابناء سريان
سلخنا جلدنا
لمال الانكليز..!
واعتقدنا كلمة الروس
ستكون لنا دواء..!
دعوة فيصل
تكون لنا خبرة
وتعزية..!
غازي ونوري وصدقي
كانوا واحدا بعد آخر لنا ذابحون
لم يترك لنا البعثيون
فرصة ايقاد شموع الامل
ولنترك على اكتافنا أمانتك..!
*
عراقيون سريان
وطننا مجبول بدموعنا
مشاربنا مممزوجة باسمنا
عرقنا مدسوس في عظامنا
"كرذو" أكلتنا معجونة بتراب
بين النهرين
"صاجنا" محمي بفحم
وجمر اسوارنا
طعامنا وشرابنا
عاداتنا مفروشة على سورنا
رايتنا واحجار منحوتة
قبورنا وشهدائنا
مختومون بختم الموصل
وجبالنا...
لقد اضعنا أمانتك ايها الشهيد
وألواحنا تهشمت
وحروفها صدئت
واسمائنا تدحرجت
في الوديان
لم نعد معروفين
لا من اصدقاء
ولا من جيران
لا من اقرباء
ولا من البعيدين..
وان كانت امانتك على ظهورنا..!
*
صرنا نحن اصحاب امانة
محبوسة
في كراس كتبه
ملك ظالم
صرنا اسرى بدين الذي اراده
عظيمنا النائم
صرنا محبوسين في كذب الحزن
وحزن الكذب
مبحلقة فينا عيون العالم
في أعراسنا
في مآتمنا
في امانتك التي تعيش معنا
في أعيننا
في جيوبنا
في أضلعنا
تسير مع دمنا تجري
في كتابنا المقدس
في مزاميرنا
في صلواتنا
في دموع اطفالنا الصغار
في عكازات شيوخنا الكبار
في عرق عجائزنا واغنيات
وعرق امهاتنا خلف التنانير
وصرنا مثل من قطع لسانه
وجف حلقه
اينما ندير وجوهنا
هناك من يوقفنا
اذا صرخنا باسم الملك
سحرا يبيعون لنا
واذا صرخنا باسم يسوع
سيفا يرينونا
والمعروفون فينا
بإرسالهم الى الخارج يُقتلون
وها هي على ظهورنا أمانتك..!
والغربيون
يطلبون منا ان ننسى الأمانة
وننسى أسمنا
الى شفا القبر وصلنا
والذي لم يصل
دفعا يدفعونه
وعلى ظهر كل واحد منا أمانتك..!
*
ضاع لساننا
وتبعثرت حروفنا
يا شهيدا.. على اكتافنا أمانتك..!
*
حقا
صلبنا أمانتك على صورة الحسد
وعلقنا على سور الغرور
بغيرة ضربنا المسامير
على نعشك في طريق المقبرة
لا احد حمل الغيرة ليرسم
وطنه بقطرة صليبه
لا احد علّم ولده ليحفظ
وطنه
ويسفك بعضا من دمه البارد
ويترك على اكتافه أمانتك..!
*
أمانتك ايها الشهيد ظلت في الكهف
وكلب منزل جدنا يحرسها
صرنا مقلعين من أصلنا
وامام الرياح والعواصف
مثل الريشة
يهتز رجاؤنا
صرنا مهجرين حتى من احلامنا
السياسي يذبحنا
ملكنا يتركنا
واسيادنا
كل ما بقي في جيوبنا يشحذونه منا
ويشاركوننا خبز كفافنا
واكتافنا كدّت تحت أمانتك..
*
راح حلمنا
من مار برصباعي..
حين سمعوا حامل الأمانة
كتبوا الشهيد الجبار
ومع ذهاب التاريخ
اسجل والوثيقة ضاعتا في الحريق
ومار بنيامين..
قالوا وقالوا .. راغب
وآغا بطرس
قالوا انه طائفي
وعندما استشهدت انت اليوم
قالوا فات الزمان..!
ترك لنا الأمانة
ذهبوا كلهم
ومعهم ضاعت
الوان عيوننا
وأمانتك الثقيلة
وبقيت على ظهورنا أمانتك..!

آب 2012




#عادل_دنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصص سريانية من قارتين
- آثور المسيحية.. تاريخ يعود الى الواجهة
- مدارس الإنغلاق الفكري


المزيد.....




- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
- المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا ...
- الكاتب والشاعر عيسى الشيخ حسن.. الرواية لعبة انتقال ولهذا جا ...
- “تعالوا شوفوا سوسو أم المشاكل” استقبل الآن تردد قناة كراميش ...
- بإشارة قوية الأفلام الأجنبية والهندية الآن على تردد قناة برو ...
- سوريا.. فنانون ومنتجون يدعون إلى وقف العمل بقوانين نقابة الف ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عادل دنو - قصيدة سريانية مترجمة الأمانة