أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - من لهؤلاء الناس ..؟؟














المزيد.....

من لهؤلاء الناس ..؟؟


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 1115 - 2005 / 2 / 20 - 11:08
المحور: القضية الفلسطينية
    


سألته كيف يتدبر أمور حياته؟ وهو الذي قد فقد عمله منذ أكثر من أربعة أعوام.. من أين يـأكل, ويشرب..؟ من أين يأتي بمصاريف أطفاله..؟ وكيف يكسوهم ويؤمن لهم احتياجاتهم المدرسية..؟؟ فأجابني متنهدا من أعماق أعماقه -- لنا الله ووكالة الغوث والمؤسسات الدولية..!!
وشرع في سرد جزء من حياته قائلا... كنت عاملا في إسرائيل، وكانت أحوالي جيدة، استطعت أن أوفّر مبلغا من المال، مكّنني من ببناء منزل سترني وستر عائلتي، واشتريت كل ما يحتاجه المنزل من أساسيات الأثاث من فرش وأدوات كهربائية...أصبت أثناء عملي بمرض ملعون حولني إلى معاق جزئيا، لكنني وبسبب انشغالي بالعمل لم التفت إلى مرضي وقت حصوله وواصلت الكد والتعب لأنني موقن بأنني وككل العمال نعيش كخيول السبق أو مثل ثيران السواقي ليس أمامنا إلا الاستمرار في الركض ومواصلة الدوران.... لأننا وفي اللحظة التي نتوقف فيها عن الإنتاج يلقي بنا أرباب العمل في أتون البطالة المهولة لينهشنا بعدها غول الفقر بأنيابه الزرقاء، ونبدأ بالاصطفاف طوابير أمام مكاتب المؤسسات والدوائر، ونستمرئ تسول المساعدات، كي نجلب لأطفالنا ما قد يسد رمقهم ويحميهم من آفة الجوع الكافر.... واذكر جيدا أن طبيب عيادة وكالة الغوث قد قال لي يوما - بعد أن أصبت بالإعاقة الجزئية - انه بامكاني التقدم إلى قسم الشؤون الاجتماعية في الوكالة كي أفوز بما يتسابق عليه آلاف الناس وهو الحصول على مساعدة دورية منتظمة تحتوي على مواد تموينية أساسية وكذلك القليل من المال...... ولكنني لم التفت حينها إلى أقوال الطبيب وأخذتني العزة بالإثم.. حتى جاء اليوم الأسود الذي لم أخبئ له قرشي الأبيض، حين تغيرت الأمور جذريا باندلاع الانتفاضة وقدوم الطوفان الأكبر.. وخصوصا بعد أن استخدمت إسرائيل اشد وأفتك أسلحتها وهو إغلاق المناطق وإغلاق سوق العمل الرئيسي في إسرائيل، وهو الشئ الذي لم نتخيل حصوله في أي يوم من الأيام.. وفجأة وجدت نفسي يا مولاي كما خلقتني - بلا رصيد أو ادخار - فنحن ولسخرية القدر نحن الشعب المحتل اكتسبا من عدونا إسرائيل نمط الحياة الاستهلاكية فكل قرش نكسبه يجد طريقه فورا ليعود إلى خزائن أعدائنا........ وعندما قرص الجوع أطفالي عدت للتفكير من جديد لماذا لا أقوم بتقديم طلب إلى الشؤون الاجتماعية في الوكالة وتنازلت قليلا عن كبريائي وذهبت إلى هناك واصطففت بالطابور ولجأت إلى بعض الناس المهمين كي يدعموا طلبي.. وما هي إلا أيام حتى جاءت لجنة خاصة إلى منزلي وقامت بالاستفسار عن كل شيء وجمعت الكثير من المعلومات عني وكأنها تعمل في جهاز استخبارات، وفي النهاية وافقت اللجنة على طلبي، فانا حالة مثالية بالنسبة لها، وتنطبق علي كل الشروط والمعايير -- إذ لدي عائلة كبيرة بالإضافة إلى الإعاقة الجسدية، وبلا عمل وليس عندي مصدر رزق اعتاش منه.... وجاء اليوم الذي ذهبت فيه لاستلم مخصصاتي التموينية، وكان ذاك اليوم يوم عيد لي ولعائلتي، وفرح معي الكثير من جيراني، ولم يخلو الأمر من بعض الحساد، إذ إن المواد التموينية التي استلمتها كانت كثيرة ومتنوعة، وهي من المؤكد مغرية جدا لأي فقير أو محتاج - وما أكثر أمثالهم في هذه الأيام – وبعد تفكير وتخطيط ساهمت فيه بالأساس زوجتي -- اكتشفت أن المواد الغذائية ستكفيني لأكثر من شهرين، كما وان المبلغ المالي الذي تسلمته سيسد جزء مهما من مصاريفي اليومية..( أي إلى حين موعد المساعدة القادمة )..... ومنذ ذلك اليوم وأنا دائم الشكر للواسطة التي دعمت طلبي ودائم التسبيح بحمد الوكالة وخصوصا قسم الشؤون الاجتماعية.
قلت له وهل تكفيك هذه المساعدة لتوفر لعائلتك ما تحتاجه وما يتطلع إليه أطفالك فأجابني لا أبدا لا... فأطفالي محرومون من أمور كثيرة..محرومون من أكل الفواكه إلا عندما يصبح سعرها في الحضيض, محرومون من تناول وجبات تحتوي على اللحم إلا في يوم واحد من الأسبوع.. محرومون من شراء الملابس الجديدة، إلا في الأعياد.. محرومين من الخروج في رحلات إلى الملاهي والمتنزهات، واستجمامهم الوحيد هو في السير على الأقدام إلى الجبال والأودية والمناطق التي ليس فيها جيش أو مستوطنات.. محرومين من الألعاب إلا المستعمل منها
ولكنني آمل إن تتغير الأحوال، وآمل أن يصدق رئيسنا الجديد، وينفذ ولو جزء من وعوده، وأولها أن يفتح لنا باب العمل في إسرائيل



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - و ...
- الانتخابات .. عرس الديمقراطية وماتم الاصلاح
- انتهازيون حتى العظم
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ع ...
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ت ...
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ث ...
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - س ...
- الانتخابات ..نشر القيم أم شراء الذمم
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - س ...
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - خ ...
- من ينصف المزارع الفلسطيني ..؟1
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ر ...
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ث ...
- استفتاء على الحاجز
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ث ...
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ح ...
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ع ...
- اخبار - الاغاثة الزراعية الفلسطينية تدعو جماهير اصدقائها ومت ...
- تصريح سياسي - حزب الشعب الفلسطيني
- من ادب الانتفاضة الفلسطينية - هتافات المسيرات والتظاهرات - ت ...


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - من لهؤلاء الناس ..؟؟